فوضى المساجد.. ذهبت قدسية المساجد من أجل الدنيا والعبث
تحولت المساجد اليوم، إلى أماكن للجلوس والخوض في الحديث الدنيوي، حالها كحال المقاهي، وفقدت قدسيتها مع مرور الوقت، وأصبحت حالها كحال الأماكن العادية، بعدما كانت بيوتا لذكر والاستغفار والسكينة والهروب من ضوضاء الحياة إن صح التعبير، بل في بعض الأحيان، تتحول إلى حلبات للمصارعة والشحناء بين المصلين لأسباب عديدة، وفي الغالب، تكون أسبابا من أجل أمر دنيوي أو لنقل الشحناء الموجودة بين الأشخاص من الشارع إلى المسجد من أجل تصفية الحسابات.. هذه هي حال الكثير من مساجدنا اليوم للأسف.
مشاغل الجلد المنفوخ والرياضة
لا يكتفي بعض الناس، خاصة الشباب منهم، بالحديث عن الجلد المنفوخ في الشوارع والمقاهي وكل الأمكنة، فقد تحول هذا الجلد إلى أفيون وليس للمتعة المؤقتة، وزرع الفتنة بين الأهل والأصدقاء لمجرد الربح والخسارة. وهذا ما نقف عليه اليوم في المساجد، حيث تسمع الكثير من التحاليل الرياضية في صفوف المصلين، دون خجل. فبدل الذكر والاستغفار، تجد الكثير منهم يخوض في أحاديث الكرة والرياضات بصوت مرتفع، دون اهتمام بمن حوله من المصلين، وكأن ما يتحدث فيه، أمر مهم حتى في المساجد، وهو في الحقيقة وهم صنع من طرف أناس حولوا أنظارنا به، إلى الأمور الثانوية وترك المهم في الحياة، حتى الصلاة وقدسية المساجد.
خصومات من أجل الكراسي والصفوف الأولى
لا يختلف رواد المساجد، في أن منظر الكراسي في الصفوف الأولى أصبح مقززا، وفي بعض الأحيان تجاوز الحدود، فالكل أصبح غير قادر على الجلوس على أرضية المسجد، ليس المسنون والمرضى فحسب، بل حتى الأطفال والشباب.. والمؤسف، أن الحصول على هذا الكرسي صنع فتنة بين المصلين، فقد وقفنا على خصومات وشحناء بصوت مرتفع دون مراعاة لقدسية المسجد من أجل الحصول عليه، بل في بعض الأحيان يصل الأمر إلى التصادم الجسدي. وهو أمر مؤسف حقا، بالإضافة إلى هذا، فقد شهدنا العديد من المراء من أجل الصف الأول، وحدثت فوضى عارمة بين المصلين فقط للجلوس في هذا المكان، كمن يبحث عن الحسنة عن طريق السيئة كما يقال.
بالإضافة إلى هذا، فإن الكثير من الناس في المساجد لا يعيرون الاهتمام إلى الدروس أو قراءة القران، حيث تجد العديد منهم، يجلسون في الصفوف الأخيرة في شكل جماعات، للحديث في التجارة وآخر صيحات السيارات والهواتف والخرجات والسفريات، حتى ولو أن الإمام يقدم درسا. وهذا، ما خلق فوضى في المساجد، وذهبت معه السكينة والطمأنينة، وحل محلها الضوضاء.
فوضى المساجد.. ذهبت قدسية المساجد من أجل الدنيا والعبث
الشروق أونلاين
2023/08/07
بريشة: فاتح بارة