المدارس القرآنية تفوز وتتحدى
الله أكبر ولله الحمد…وتتوالى البشائر معلنة أن المستقبل لهذا الدين ولخريجي المساجد والمدارس القرآنية رغم التهميش والتضييق والهمز واللمز…مرة أخرى المتفوقون في الباكلوريا في الجزائر والمغرب وتونس جُلّهم مِن حفظة القرآن الكريم ومرتادي المساجد، مظهرهم ملتزم بالآداب، حجاب شرعي للبنات، هندام محترم للشباب، لا قصات شعر غريبة ولا سراويل ممزقة ولا أشكال استفزازية، سيماهم في وجوههم من الطيبة والأخلاق الكريمة، بعيدون عن تلك النماذج المؤسفة التي يروجها الإعلام لصناعة التفاهة والنذالة…عندنا في أم البواقي طالبات مدرسة البيان القرآنية بالبلدية والبالغ عددهن واحدا وعشرين طالبة نجحن كلهن في نيل شهادة الباكالوريا، وكذلك شأن طالبات مسجد النور بسكيكدة، فاللهم زد وبارك واشفِ صدور قوم مؤمنين… ولا غرابة في هذا لأن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته، حفظوه فحفظهم وأمدهم بأسباب النجاح وأسرار التمكين، وهذه صفعة قوية لمن غرّبوا المناهج التربوية بقصد تجفيف منابع التدين وصد النشء عن الدين والأخلاق، صفعة لمن كانوا يلمزون المدارس القرآنية ويصفونها بأوكار الرداءة والفشل بل يلصقون بروادها صفة الإرهاب لأنهم أعرضوا عن الفكر الوافد والأنماط التغريبية وتمسكوا بأصالتهم، في المقابل لنا أن نتساءل: أين تفوق وتبرز وتفرد من تمت تربيتهم على العلمانية ورضعوا ألبانها واتخذوها فلسفة حياة؟
هكذا تبين من خلال الصور والمقابلات معهم ومع ذويهم أن أصحاب المراتب الأولى في أغلب الولايات هم من حملة القرآن، أصحاب لغة عربية سليمة و هندام محترم، وهذا أمر لافت للنظر يجب دراسته من أجل تعميم الظاهرة لعلنا نرتقى بالأجيال ونجعل من كتاب الله دستور حياتنا.
هذه الظاهرة المفرحة لقلوب المؤمنين رد عملي على العلمانيين الذين يقولون إن حفظ القرآن يُضَيِع وقت الطالب و يشغله عن دراسته، وأن خريجي المدارس القرآنية من ضعاف المستوى، وهذا يقودنا إلى المطالبة بإعادة الاعتبار للعلوم الشرعية وإدراج القرآن الكريم كمادة إجبارية في المنظومة التربوية، وسيحقق ذلك نتائج علمية وتربوية باهرة من غير شك.
مع ذلك لا تظنوا أن العلمانيين سيتعظون ويرتدعون بل سيزيد مكرهم للصد عن سبيل الله، لكن «كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله»، هذه النتائج الطيبة الرائعة لم تزدهم مع الأسف إلا مكرا كبارا، وما زالوا يكتبون ويصرحون – بناء على «الدراسات العلمية الحديثة»(!!!)- أن التديّن سبب التخلف، والحجاب مظهر سيء، والأخلاق الرفيعة هي الأخلاق «الإنسانية» التي لا دين لها ولا قيمة ربانية.
أختم بملاحظتين، الأولى هي أن علينا نصر هذا المتفوق الملتزم الخلوق بعد تخرجه، بحيث إذا ترشح للمنصب العالي ننتخبه هو ولا نختار لصا يحكمنا، نسلمه زمام أمورنا، نرفع شأنه ونلتف حوله، أما الملاحظة الثانية فهي إذا أردتم أن يحقق أبناؤكم وبناتكم مسارا دراسيا ممتازا فعليكم أن تلحقوهم بالمدارس القرآنية ليحفظوا كتاب الله كله أو على الأقل بعضه، حاولوا وسترون بعون الله وتوفيقه ما يسرّكم وينفعهم ويعيد للأمة هويتها وقوتها، ولا يضرّ أحدا.
المدارس القرآنية تفوز وتتحدى
المدارس القرآنية تفوز وتتحدى
2023-07-24
عبد العزيز كحيل/