بلاغ رقم 2 حول موسم مولاي وتاريخ الولي الصالح
يعتبر موسم الولي الصالح مولاي عبدالله أمغار باستمرار ، مناسبة دينية تحتفي بدفين حاضرة تيط ومجهوده العلمي المتميز وجهاده لنصرة الدين في هذا الجزء من المملكة السعيدة ، وهو أيضا موعد سنوي لتظاهرة ثقافية تكشف عما تتميز به دكالة من تنوع ثقافي شعبي ضارب في عمق التاريخ ، وأكثر من ذلك تجمع كبير للفروسية التقليدية ببلادنا .
والموسم كانت بدايته محصورة على قبائل دكالة ، وبمرور الأيام والسنين اتسعت دائرته حتى أصبح محجا سنويا للعديد من القبائل المغربية ، وخاصة في شكل حضور العديد من علفات الفروسية ، التي تتنوع وتختلف لكنها في الأخير تتوحد في فسيفساء مغربية ، تعكس على الدوام " الذاكرة الوطنية المشتركة " وموسم مولاي عبدالله الذي استطاع الوصول إلى هذا المكتسب التراثي الوطني ، ماض بدون كلل في أن ينفتح أكثر على كل مكونات الثقافة المغربية ، وخاصة في شقها الفني والغنائي ، وإذا كانت هذه السنة من تنشيط نجوم أغنية شعبية أطربوا عموم المغاربة وضمنهم عبدالعزيز الستاتي وسعيد الخريبكي وسعيد ولد الحوات ، مع فسح المجال لمجموعات محلية لتوسيع تجربتها الفنية ، مع تفكير اللجنة المنظمة التي زفت للعموم موعد موسم هذه السنة بكل اللهجات ، في توسيع العرض الفني مستقبلا ليشمل فرقا أمازيغية سوسية وزيانية وريفية وجبلية وما يتفرع عنها من أنماط موسيقية أخرى ،وفرقا حسانية وأيضا فرقا فنية ليهود مغاربة ، وكل الفرق التي تمثل التنوع الثقافي التي يشكل المشترك الثقافي المغربي ، وذلك بالتنسيق مع كل الجهات المختصة ببلادنا ، ليكون موسم مولاي عبدالله نموذجا ، لفسح المجال أمام كل هذه الأنماط الغنائية المغربية بمختلف منصات المواسم والمهرجانات المنظمة ببلادنا .
تحذونا في ذلك رغبة أكيدة في التجاوب الإيجابي مع كل النوايا الرامية ، إلى مواصلة الارتقاء بموسم مولاي عبدالله أمغار، الذي يتربع على عرش المواسم المغربية كأكبر موسم ببلادنا ، فتح بابا كبيرا على العالمية من خلال تصنيف الفروسية التقليدية من طرف منظمة " الإسيسكو" تراثا إنسانيا لا ماديا.