فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3359.96
إعلانات


والرّجال أيضا يتبرّجون!

لم يعد التبرّج في زماننا هذا وصفا خاصا ببعض النّساء المستهترات المتعلّقات بالمظاهر الفانية، بل قد أصبح وصفا لبعض الرّجال الذين ذهب ماء الحياء من وجوههم، وأصبح الواحد منهم لا يبالي ولا يجد أيّ حرج في إبداء فخذيه أمام النّاس؛ يلبس سروالا قصيرا ينحسر إلى وسط فخذيه كلّما جلس أو انحنى، وربّما تجده يلبس قميصا شفافا فوق السروال القصير، ثمّ لا يتورّع عن حسر القميص وتشميره كلّما أراد أن يجلس، فتظهر فخذاه في المجلس، ولا يجد من ينكر عليه أو يزجره!

لو كان ما يفعله أشباه الرّجال هؤلاء، يحصل في أماكن بعيدة عن بيوت النّاس، ما هان ولا جاز أن يستهان به، كيف وكثير من عبيد النّزوات هؤلاء يمارس هوايته المقّززة في الكشف عن عاتقيه وفخذيه، في مقابل بيوت النّاس، فلا يحلو له الجلوس بتلك الهيئة إلا وهو يواجه نوافذ بيوت الجيران، ليحرم النّساء من الخروج إلى شرفات بيوتهنّ ومن فتح النّوافذ أو السؤال عن أبنائهنّ في الشّارع! وقد تجد بين أشباه الرّجال هؤلاء من يملك بقية باقية من الغيرة ولا يرضى هذا الفعل في مقابل بيته، لكنّه يقترفه بكلّ جرأة أمام بيوت الجيران! وينسى أنّ هذا الفعل القبيح من أعظم أنواع الأذى، وهو كبيرة من كبائر الذّنوب، يقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: “والله لا يؤمن، والله لا يؤمن: الذي لا يأمن جاره بوائقه” (رواه البخاري)، ويقول: “لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه” (رواه مسلم).

ولا يقلّ بشاعة عما سبق ذكره، ما يفعله بعض الرّجال المستهترين، حين يدخل الواحد منهم المسجد وهو يرتدي قميصا شفافا فوق سروال قصير، غير مراع لحرمة بيت الله، بل إنّ منهم من يدخل بيت الله بسروال قصير سرعان ما ينحسر أكثر أثناء الرّكوع والسّجود، في مشاهد ومظاهر لا يكاد يخلو منها مسجد في فصل الصّيف والله المستعان!

أمّا ما يقترفه بعض الشّباب، وحتى الرجال والكهول، على الشّواطئ، فقد بلغ من الشناعة مبلغا عظيما، حين أصبح بعضهم لا يجد حرجا في أن يعرّي أعلى جسده كاملا ويلبس أسفل بدنه تبانا قصيرا إلى نصف الفخذ ينحسر إلى أعلاه حين الجلوس وبالكاد يستر سوأته، غير مراع لحرمة هذا الفعل الذي تأنفه النفوس السوية وغير عابئ بحرمة العائلات التي ترتاد تلك الشّواطئ!

إنّه وكما تلام المرأة وتأثم إثما عظيما على تبرّجها، فإنّ الرّجل أيضا يُلام ويعاب ويأثم على تبرّجه وتساهله في إبداء ما لا يحلّ له إبداؤه ممّا بين سرّته وركبتيه، وكما أنّ هناك نساء متبرّجات تلعنهنّ الملائكة، فإنّ هناك رجالا متبرّجين تلعنهم ملائكة الرّحمن، فإذا ما اقترن التبرّج بأذية الجيران وأذية المسلمين فإنّ الجرم يكون أعظم والإثم أكبر.

ليس من الرّجولة أن يسمح الرّجل لزوجته وبناته بالوجود في مثل هذه الأماكن فضلا عن أن يسمح لهنّ بإلقاء حجاباتهنّ بحجّة أنّهنّ على الشّاطئ! فالوجود على الشّاطئ لا يبيح ما حرّم الله.. لكنّ إثم أشباه الرّجال أولئك أعظم، فهم قد جمعوا بين كبيرة التبرّج وكبيرة أذية عباد الله المؤمنين، والله تعالى يقول: ((وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)) (الأحزاب: 58).

والرّجال أيضا يتبرّجون!

سلطان بركاني

2023/07/17


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة