(الرياح الهوجاء يمكنها أن تقتلع الزهور لكن لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تجتث البذور..).
عواصف المعاصي الحارقة قد تقتلع زهور أورادك وتجفف ماء ربانيتك وتحاصر همتك وتدك حصون إيجابيتك..
لكنها لن تستطيع بأي حال من الأحوال أن تجتث إيمانك وحسن ظنك بربك وافتقارك وإنكسارك..
قد تكسر غصونا من شجرة يقينك وتهدم جسورا كانت طريقا إلى أحبابك ورياض ذكرك وتقطع عنك المدد فتذبل زهور شجرتك الباسقة وتذوي ثمارها ويذهب جمال منظرها و حلاوتها وجاذبيتها..لكن البذرة الراسخة العميقة ما زالت نابضة بالحياة، تمتد عمقا بجذورها القوية تبحث عن ماء ورواء..تشبه تماما نبات الصبار الذي قد يفقد كل شيء في صحراء التيه لكنه يتعلق بالحياة ويمد جذوره الصلبة هنا وهناك في أعماق الأرض..فما دامت بذورك حية تشعر بالعطش وتقاوم الجفاف وتبحث عن قطرة ماء..
فلا خوف عليك..ستنبت من جديد وتزهر وتثمر..
(أومن كان ميتا فأحييناه و جعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن هو في الظلمات ليس بخارج منها؟!..)
شجرتك التي تحولت إلى هيكل ميت سينزل على بذورها وجذورها غيث التوبة ورواء المحبة ..فتخضر وتتنور وتشرق من جديد، مادام أصلها الأصيل عميقا راسخا.