عقدة فرنسا الدائمة
كلما ذكرت الجزائر والجزائريون أمام الفرنسيين، أو ذَكروهما، أو ذكّروهما لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبّطه الشيطان من المسّ، فترى الزّبد على أفواههم، وتسمع أصواتا مبهمة، مصحوبة بشهيق وزفير، وذلك لأن هذا الشعب المجاهد أرجع الفرنسيين إلى حجمهم الحقيقي، وأظهر للعالم أن “عظمة” فرنسا ليست حقيقية، ولكنها تعاظم زائف لا من حيث القيم الإنسانية النبيلة، ولا من حيث شرف الجندية.. فما يزعم الفرنسيون أنه “أمجاد” في الجزائر إنما هو جرائم ضد الإنسانية، هذه الإنسانية التي لم تمارسها فرنسا والفرنسيون في الجزائر، فخادعوا العالم بأن أنشأوا جريدة سموها “الإنسانية”..
ويزداد كلب فرنسيين، ويعلو نباحهم في أعيادنا الوطنية كالفاتح من نوفمر والخامس من جويلية، ويوم المجاهد، ويوم الشهيد، فيحس الفرنسيون بغصة في حلوقهم تكاد تخنقهم.
لن ينسى الفرنسيون أن الشعب الجزائري جاهدهم جهادا كبيرا بأبسط الوسائل طيلة وجودهم في الجزائر.. فلم يتركهم يتنعّمون في هذه الأرض التي سموها “الجنة الأرضية”، التي طردهم منها الشعب الجزائري، كما طرد الله – عز وجل – الشيطان من الجنة.
ولن ينسى الفرنسيون أن الشعب الجزائري المجاهد استرجع استقلاله غلابا، واستعاد حريته بالقوة، ولم يكتف بذلك فأسقط بجهاده ما يسميه الفرنسيون المجرمون “الإمبراطورية الفرنسية”، فحرر الشعوب الإفريقية.. رغم وقوف الحلف الأطلسي بإمكاناته خلف فرنسا المجرمة.
ولن ينسى الفرنسيون أن الشعار الوحيد الذي حاربهم تحته الشعب الجزائري هو “صيحة الله أكبر”. فلا شعارات ليبرالية، ولا أكاذيب شيوعية.. ولا أعرف في العالم دولة إسلامية لها وزارة تسمى “وزارة المجاهدين”، ولها يوم يسمى “يوم المجاهد”، ويوم يسمى “يوم الشهيد”… إلا هذه الدولة الجزائرية التي يدنسها بعض العملاء الذين يفضلون أن يكونوا عبيدا لفرنسا على أن يكونوا أسيادا..
ولن ينسى الفرنسيون ما حيوا أن الشعب الوحيد الذي نقل جهاده إلى أرض فرنسا إنما هو الشعب الجزائري، الذي جعل فرنسا “ولاية سابعة” بتعبير المناضل علي هارون.
يكذب الفرنسيون إذ يدّعون أنهم يريدون إقامة علاقة صداقة وتعاون مع الشعب الجزائري، وفي الوقت ذاته يحضنون إرهابيا، شكل حكومة كارتونية في فرنسا، هدفها تمزيق وحدة الجزائر شعبا وترابا.. فموتي يا فرنسا بغصة اسمها الجزائر المجاهدة، وإننا نعلم أن المجرم دوغول قال في “أمله”: لن نترك الجزائر تغيب عن أعيننا، وسنفقأ هذه الأعين بإذن الله، وإننا نعلم أن المجرم سوستيل كتب كتابا عنوانه: la page n’est pars tournée، “الصفحة لم تطو”. ولكننا سنمزقها بإذن الله، و”يا فرنسا قد مضى وقت العتاب”.
عقدة فرنسا الدائمة**