كلام في التربية موجه إلى الخاصة : 2023-05-02 **البصائر** أ. لخضر لقدي/
نعيش الأيام التي كتبها الله لنا,ونحقق الآمال التي جعلها الله من نصيبنا، ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا…..
والحياة قصيرة، وما عند الله خير وأبقى، وهي تستحق شيئا واحدا …أن نعيشها وفق مبادئنا، ونشتغل فيها بما هو أنفع وأصلح لنا ولمجتمعنا.
والاختلاف في الآراء والأهواء والمواقف أمر حتمي، وسنة ربانية ماضية لا تتبدل ولا تتغير….
وأكبر ما يصرف الدعاة شيئان: طموح غير منضبط، وانتقام للنفس.
وليس الطموح مذموما إذا كان مشفوعا بالبحث عن المفقود، مع حمد الله على الموجود، وارتبط طموحنا الدنيوي في نهايته بالطموح الأخروي.
وهذه هي خلاصة تجربة الطموح التي عاشها الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى حين قال: إن لي نفسًا توَّاقة لا تُعطى شيئًا إلا تاقت إلى ما هو أعلى منه، وإني لما أُعطيت الخلافة تاقت نفسي إلى ما هو أعلى منها وهي الجنة.
والطموح مطلوب طالما لا تتسلق فيه على آلام الناس، وطالما بقي طموحك في خدمة دينك.
وكم يخطئ من يعطي لأتباعه جُرْعةً مبالغ فيها من الطموح، يسميها-ظلما-طموحا مشروعا، فيصنع منهم مشروعًا يخترق ما أمامه دون مراعاة لقيم أو ثوابت، وقد يُخشى في نهايته أن يصل إلى التدمير الذاتي….وهو ما نراه للأسف من تنافس وتزاحم، وكيد وشماتة….واليوم لا فرق بين الخيرين وغيرهم.
وإذا امتلأ القلب حقداً وضغينة، دفع صاحبه إلى الانتقام والتشفي، والرغبة في الانتقام تضر صاحبها في دينه وصحته، ولا تكون ممدوحة إلا إذا كانت لله، والمسلم يدع الخلق للخالق فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِن الظالم للمظلوم, عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفْسِهِ فِي شَيْءٍ قَطُّ، إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ، فَيَنْتَقِمَ بِهَا لِلَّهِ.
وقد يصبح الانتقام شهوة للنفس لا تنضبط بدين ولا خلق، قال ابن شبة في تاريخ المدينة النبوية في قصة مقتل عثمان أن الشقي الذي قتل عثمان ذي النورين: وَقَعَدَ عَلَى صَدْرِهِ-إي صدر على عثمان رضي الله عنه- فَطَعَنَهُ تِسْعَ طَعَنَاتٍ. وَقَالَ: عَلِمْتُ أَنَّهُ مَاتَ فِي الثَّانِيَةِ فَطَعَنْتُهُ سِتًّا لِمَا كَانَ فِي قَلْبِي عَلَيْهِ.
وما أحسن قول أبي العتاهيه:
رَكَنَا إِلى الدُنْيَا الدَّنِيَّةِ بَعْدَهُ وكَشفتِ الأَطْمَاعُ مِنَّا المَسَاوِيَا
وَإِنَّا لَنُرْمَى كُلَّ يَومٍ بعَبْرَةٍ نَراها فَمَا نَزْدَادُ إِلاَّ تَمَادِيَا
نُسَر بِدَارٍ أَوْرَثَتْنَا تَضَاغُنَا عَليهَا وَدَارٍ أَوْرَثَتْنَا تَعَادِيَا
فإلى الذين لا يرون إلاّ أنفسهم الذين اتخذوا الدعوة حرفة ووسيلة، وجعلوها مطية:
حياتكم قصيرة، فلا تسمروا على موائد النشوة، وأنغام الطموح الزائف، وقرع طبول الإنتقام، وحلبات الرقص على الحبال…
كونوا حماة للفضيلة ودعاة للتوجيه الصحيح، واجعلوا عملكم وسيلة للنهوض، ورسالتكم هي خلق جيل جديد عقله مستنير، وقلبه مؤمن
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.