فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3359.96
إعلانات


جمعية العلماء: الأعمال الوضيئة، والشعلة المضيئة**أ.د. عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين/

/على بصيرة/جمعية العلماء: الأعمال الوضيئة، والشعلة المضيئة

2023-05-11

أ.د. عبد الرزاق قسوم
رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين/

في مثل هذا اليوم، الخامس من شهر مايو منذ ما يزيد عن التسعين سنة، وتحديدا عام 1931م، لاحت شمس من مقر نادي الترقي، بساحة الشهداء بعاصمة الجزائر، لتعم أشعتها كلّ أنحاء الجزائر، وذلك إيذانا بميلاد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. وإذا كان رقم التسعين، بالنسبة للأفراد هو عنوان الشيخوخة والهرم، وأرذل العمر، فإن هذا الرقم التسعيني بالنسبة للشعوب والجمعيات هو عنوان النضج، والوعي، والاستعداد لأداء الرسالة.

فإذا عرضنا رقم التسعين على حياة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، تبين لنا أنها كبرت وما ضعفت، وانتشرت وما اندثرت، وقويت وما ضعفت.
فالاثنان والسبعون من العلماء وطلاب العلم الذين اجتمعوا على الساعة الثامنة من صباح يوم الثلاثاء السابع عشر من شهر ذي الحجة الحرام عام 1349 هـ الموافق للخامس من مايو عام 1931م، إن هؤلاء العلماء وطلاب العلم في الجزائر هم الذين كانت الجزائر في حاجة إليهم، لأنهم كانوا ذوي إرادة، وإقدام، ليخرجوا الجزائر من القول إلى الفعل، فمثلوا النواة الصلبة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الأساس وهي خير جمعية أخرجت للناس.
قيض الله للجزائر هذه الطائفة الصادقة لتتعاون على ما هي مهيأة له من نصح للأمة، وإرشادها، والنهوض بها من كبوة الجهل، والتخلف، على أسس ثلاثية ثابتة، هي الإسلام، والعربية، والجزائر.
وإن المتأمل المدقق، والفاحص المحقق في واقع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين اليوم أي بعد ما يزيد على التسعين سنة من الوجود ليتيه طربا، ويطير إعجابا مما صارت إليه الجمعية، وفاء للماهدين من علمائها، واقتداء بتضحيات المجاهدين من صلحائها وشهدائها.
كما أن الناظر في سجل جمعية العلماء اليوم، ليدرك، أن تعاقب الأيام والشهور والسنين على جمعية العلماء، لم يزدها إلا رسوخا وثباتا.
فقد تعاقب على حمل أمانة الجمعية ﴿رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾ [سورة الأحزاب –الآية 23].
إن الغرس الذي زرعه الإمام عبد الحميد بن باديس والذين معه، قد نبت وثبت، وغدا اليوم أشجارا باسقات يتفيؤ ظلالها كلّ أبناء الشعب الجزائري.
فها هي المدارس والنوادي تنتشر في كلّ قرية، وفي كلّ مدينة، وها هي مكاتب الجمعية، مزروعة في كلّ بلدية ودائرة وولاية.
وحَدِّث عن التفاف الشعب الجزائري وتحلقه حولها، لأنه وجد فيها الرائد الذي لا يكذب أهله، فقد هب لنصرة الوطن في ساعة العسرة سواء في العهد الاستدماري المظلم، أو في حقبة القحط والجفاف، وزمن البؤس والمعاناة، حيث لم تقتصر جمعية العلماء على إسعاف المنكوبين داخل الجزائر فقط، بل امتدت أيادي المحسنين البيضاء، بواسطتها إلى أشقائنا المعذبين في الصحراء الغربية، وفي فلسطين وغزة، والقدس، وفي الروهينغا، والنية موصولة لإيصال الإسعافات إلى ضحايا الزلازل في تركيا وفي سوريا، وإلى ضحايا الحروب في اليمن، وفي الصومال، وغيرها… إيمانا بأن جمعية العلماء تعيش للجزائر وللأمة الإسلامية قاطبة.
ويكفي متابعة نشاط القيادة لجمعية العلماء عبر كامل أنحاء الوطن، ليتأكد الملاحظ المنصف، من مدى ما بلغته عملية البناء المادي والتربوي لوتيرة الاصلاح في مختلف الأقاليم.
ويمكن أن نسوق على سبيل المثال لا الحصر، عينات مما وقعنا عليه في شهر واحد من إنجازات ليطمئن قلب الجميع، فقد قامت وفود من قيادة الجمعية بزيارات إلى كلّ من المسيلة، والبرج وقسنطينة، وعنابة، وسكيكدة، والبيض، والمشرية، وعين الصفراء وتقرت إلى سطيف وأولاد جلال، والمغير، والأغواط، وغيرها…
فقد انبهرنا في كل مدينة حللنا بها، بوتيرة الإنجازات، وفتح المراكز والنوادي، وتبليغ خطاب الجمعية، الوسطي المعتدل في كلّ المساجد التي حللنا بها، مما يعيد الطمأنينة لمستقبل جزائرنا الحبيبة المسلمة، وهي تعلي أُسُساً لبنائها بالقرآن، وتعمل على تحصين عقول وقلوب أبنائها من الشبان.
فيا بني وطني!!
إن ما أنجزته جمعية العلماء من بناء وعلاء لا ينبغي أن ينسينا حجم التحديات، وخطورة الكيد والمؤامرات، على شبابنا، ولساننا ووحدتنا الوطنية.
ولكننا قوم نؤمن، بأننا وقد استطعنا، أن ننتصر على كلّ أنواع العدوان ونهزم فلوله، فإننا قادرون -إن شاء الله- متى تمسكنا بالعروة الوثقى التي هي الإسلام، سنصبح الصخرة التي يتحطم عليها كلّ أنواع الغزو المادي والمعنوي، رائدنا في ذلك قول علمائنا الأولين، وعلى رأسهم الإمام عبد الحميد بن باديس:
لَسنا وَإِن كَرُمَت أَوائِلُنا  يَوماً عَلى الآباء نَتَّكِلُ
نَبني كَما كانَت أَوائِلُنا  تَبني وَنَفعَلُ فوق ما فَعَلوا
فالبناء موصول بين معهد عبد الحميد بن باديس ودار الطلبة بقسنطينة، ودار الحديث بتلمسان، ومدرسة الحياة بجيجل، إن هذا البناء قد تم إعلاؤه اليوم، بمدرسة الشيخ عبد الرحمن شيبان بالبرج، وبمركز الشهاب، ومركز نور على نور بسطيف، ودار ميمونة بالمشرية، ومدراس عنابة، وسكيكدة، ومعهد معسكر، وقائمة الإنجازات طويلة ومتنوعة.
فلنواصل على توفيق وهدي من الله هذه المسيرة المباركة، التي تجسِّد الأعمال الوضيئة، والشعلة المضيئة، لجمعية العلماء ذات المواقف الثابتة الجريئة.
﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [سورة الحج –الآية 40].


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة