فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الجمعيات والعمل الجمعوي

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3371.38
إعلانات


الأخوان في حربهما على السودان باسم الشيطان

على بصيرة

الأخوان في حربهما على السودان باسم الشيطان

2023-05-02

أ.د. عبد الرزاق قسوم
رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين/

إن من نكد الدنيا على الإنسان العربي، أن يعيش مأساة حرب العدوان، بين الإخوان، بدءا بحرب بنغازي وفزان، وانتهاء بحرب السودان. وإن من علامات قيام ساعة الأمة العربية أن يشهر أبناؤها مختلف الأسلحة في أوجه بعضهم بعضا، بدل أن توجه إلى العدو الغاصب للأوطان، ولحقوق الإنسان. وثالثة الأثافي في هذه الحرب، أن يتحاكموا فيها إلى الطاغوت، وقد أمروا أن يكفروا به، فتوجه لهم الصهيونية الدعوة إلى عقد التصالح على أرض فلسطين المغتصبة.

وويل لأمتي مما تعاني من عمالة الداخلي، وكيد البرّاني، ومما تسام به من قمع، وذل، وهوان.
فيا أحرار أمتي! أبلغت الدنية بكم إلى أن أصبحتم تحاربون باسم الشيطان، ضد الإخوان، لهدم الأوطان؟
أريد عالما يفقه السياسة، ومتمرسا في فن الكياسة، يشرح لي ما آل اليه أمرنا من التعاسة، والخساسة، حتى سقطنا في هذا الدرك الأسفل من الدناسة.
وإلا، فعندما يقتل السوري أخاه السوري، ويعصف الليبي بأخيه الليبي، ويسجن المصري أخاه المصري، وها هو السوداني يقتل شقيقه السوداني، من أجل ماذا يتم كلّ هذا؟ ومَنِ المستفيد من إشعال كلّ هذه الحروب ولماذا؟
لقد سقطت – والله- ما بقيت لنا من هيبة في عقول الناس، وصُنِّفْنَا، في المجامع والقواميس العالمية، ضمن أرذل الأجناس، وما ذاك إلا بسبب المستعمر أو الصهيوني الوسواس الخناس.
«فويل للعرب من شر قد حلّ، ولا أقول قد اقترب» كما يقول إمامنا الإبراهيمي في وضع اللوحة العربية القاتمة، وكأنها نحتت من طينة اليوم، ولونت بدماء أرومة القوم.
أيها العرب! أطعتم الكبراء فأظلوكم، وخضعتم للأمراء فأذلوكم حتى لنتم للعاجم، ودنتم للأعاجم، وحتى ألقيتم بالمقاود، لمن سماهم أجدادكم رقاب المزاود.
فويحكم! أغني ويقترض؟ عز الداء وغاب الأسى، لم يأس جراحكم ألف دكتور، فهل يأسوها دكتاتور؟ [آثار الإمام الإبراهيمي -جـ 3 –ص 525-].
رحم الله شيخنا، فقد كان يكتب بنور الله – فهل هناك أبلغ وصفا، وأكثر حصفا، من هذه الصورة التي تتنزل على واقع العرب اليوم، وكأنها كتبت من وحي ما تعانيه العروبة المعطوبة، بقيادتها المنكوبة في سيادتها.
فما يجري اليوم على الساحة السودانية وقبلها على مختلف الساحات العربية أمر يندى له الجبين، ويهتز له في بطن أمه الجنين.
إِلامَ الخُلفُ بَينَكُمُ إِلاما  وَهَذي الضَجَّةُ الكُبرى عَلاما
وَفيمَ يَكيدُ بَعضُكُمُ لِبَعضٍ  وَتُبدونَ العَداوَةَ وَالخِصاما
وَأَينَ الفَوزُ لا مِصرُ اِستَقَرَّت  عَلى حالٍ وَلا السودانُ داما
فهل بين «البرهان» و «حميدتي» تجارة أفلست؟ أم فلاحة فسدت؟ أم أسلحة صدئت؟
لا والله! فمن أجل ماذا يقتل القاتل قتيله؟ وما هو الهدف من إشهار الجندي السوداني سلاحه في وجه غريمه؟
اللهم إننا نبرأ إليك مما يفعله السوداني بوطنه الحزين، وما يلاقيه في كلّ ذلك شعبه المسكين، على أيدي جنده الغر الميامين.
كيف أقفرت ساحة السودان، كما أقفرت من قبلها الساحات العربية، من العلماء، والحكماء والعقلاء، والكبراء، فعاث العابثون فيها فسادا، وملئوها هدما وكسادا.
فهل يكتب للعقل العربي من القيروان إلى السودان، أن يستيقظ من سباته، ويشفى من علاته، ويفرض خطابه ومنطقه على واقع أمته ليخلصه من سلبياته؟
نقول هذا، ونحن واثقون من أن داء الأمة العربية، في ظل تناقضاتها الخطيرة، قد حير الأطباء، وأعيى الحكماء، وعجز عن إيجاد علاجه الناجع العلماء.
وما هو المخرج مما نعانيه، ونحن قد ابتلينا بحب الوطن العربي، ومكتوون مما يلاقيه؟ وما حيلتنا، إذا برّح بنا الوعي، وقعد بنا السعي؟
إننا بالرغم من الظلمات المتراكمة في سماء الوطن العربي، ومن الأمواج المتلاطمة في بحره الطامي، سوف نظل متفائلين بمستقبل أمتنا، وما يفعله الناشزون بأرضه وعرضه، إن هو إلا سحابة صيف وخيال طيف، وعبور ضيف، وأن البقاء سوف يكون للصالحين والمصلحين وما أكثرهم.
وكما يقول نزار قباني:
أحاول رسْمَ بلادٍ
تُسمّى مجازا، بلادَ العربْ
سريري بها ثابتٌ
ورأسي بها نابتٌ
لكي أعرفَ الفرقَ بين البلادِ وبين السُفُنْ
ولكنهم… أخذوا عُلبةَ الرسْمِ منّي
ولم يسمحوا لي بتصويرِ وجهِ الوطنْ


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة