رمضان وآفة التبذير!
مما يؤسف له أنه ما إن يذكر الشهر الفضيل إلا وتخطر في البال مظاهر البذخ والإسراف، قال تعالى: {والذين إذا أنفقوا لم يُسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما}، ومن آثار مظاهر التبذير الإسراف في المأكل والمشرب في رمضان أن الإنسان إذا أكثر من الطعام لم يستطع له هضما، حيث يصاب بالتخمة وعسر الهضم، وقد تصاب المعدة بالاتساع والتمدد نتيجة الإفراط في تناول الطعام فيفقد المرء شهيته، وقد يصاب نتيجة لذلك بالإسهال أو الإمساك.
كما أن الإسراف في الطعام يؤدي إلى البدانة، ومن ثم يتعرض الإنسان لأمراض القلب وارتفاع الضغط وأمراض الكلى والسكر. فكم ترى من أناس من يجتمع على مائدته من ألوان الطعام وصنوف الشراب ما يكفي الجماعة قبيلة، ومع ذلك لا يأكل إلا القليل من هذا وذاك، ثم يلقي باقيه في الفضلات والنفايات، فليت شعري أنسي هؤلاء المبذرون أم تناسوا إخوانا لهم يموتون جوعا، لا يجدون ما يسدون به حرارة جوعهم، ولظى عطشهم، أنسي هؤلاء قول ربهم: {ثم لتُسألن يومئذ عنِ النعيم}، قال ابن القيِم رحمه الله: “النعيم المسؤول عنه نوعان: نوع أخذ من حله وصُرف في حقه، فيسأل عن شكره، ونوع أخذ بغير حله، وصرف في غير حقه فيسأل عن مستخرجه ومصرفه”.