مما هدى الله – عز وجل- إليه طائفة من خيرة الجزائريين هو أن يؤسسوا هيأة ليست كأحد من الهيآت، وجمعية هي بدع من الجمعيات، فكانت “خير جمعية أخرجت للناس”، أعني “جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، “التي أحبطت أخبث مخطط لأخبث دولة، هو “تنصير الجزائريين وفرنسة الجزائر”، فكان الشعار الذي أبطل “السحر” وخيّب أماني الساحرين، وهو: “الإسلام ديننا- العربية لغتنا – الجزائر وطننا”.
منذ تأسيس هذه الجمعية المباركة في 5/5/1931 إلى اليوم وهي شجى في حلق فرنسا وأوليائها في الجزائر الذين يحملون أسماءنا، ولكنهم “ينافقون” الجزائر والجزائريين، ويظهر نفاقهم في كيدهم لما سمّته جمعية العلماء “المقومات التي لا تكون الأمة أمة إلا بها”، وما يعرف في أدبيات اليوم “الثوابت الوطنية”.
لا يوجد جزائري سويّ الفطرة، سليم السلوك، صادق الوطنية، يذكر “جمعية العلماء” بسوء، فضلا عن أن يسيء إليها، أو يكيد لها، أو يتآمر عليها، أو يتربص بها، أو يزهد فيها، أو يتجنى عليها، ومن فعل ذلك فهو قبيح المنظر، خبيث المخبر، في قلبه مرض، وفي نفسه غرض، وليتأكد هو ومن على شاكلته أنه من “الأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا” وهم يزعمون أنهم يحسنون صنعا، وإن أعجبك قولهم، وأشهدوا على أنفسهم، والله يعلم أنهم لكاذبون، والجزائريون الصادقون يشهدون أنهم لمنافقون.
ومما يدل على قيمة هذه الجمعية المباركة، الغالية على قلوب الجزائريين – إلا على شرذمة منهم – أنها كرّمت مرتين في يوم واحد، وهو يوم 17-4-2023.
فأما التكريم الأول فكان في قسنطينة – بلدة الهوى والهواء – كما يقول الشاعر محمد العيد آل خليفة، وكان من “مجمع الأندلس” للتربية والتعليم، وهو مجمع متميز “علما وأخلاقا”، بفضل إدارته الحازمة، وإطاراته الصارمة، ومعلميه الرحماء، وقيادته الحكيمة المتمثلة في الأستاذ العربي بوربيع.. وقد حضر هذا التكريم أساتذة المركب وأستاذاته، ورئيس مؤسسة الإمام عبد الحميد بن باديس الدكتور عبد العزيز فيلالي، فباسم رئيس جمعية العلماء – الدكتور عبد الرزاق قسوم – وباسم مكتبها الإداري، ومجلسها الوطني، وأعضائها نشكر الأخ الفاضل العربي بوربيع، ونثمن عمله ونباركه.
وأما التكريم الثاني فقد تولّاه أحد المجاهدين في مدينة عنابة، هو المجاهد مبارك عياد الذي جاهد فرنسا بالسلاح حتى طهر الله الجزائر من رجسها، وهو الآن ينفق جزءا مما استخلفه فيه الله من مال في فعل الخير. وقد كرّم مع جمعية العلماء شاعرا لم يهم في أي واد إلا وادي الجزائر، فكان شاعرها، إنه الشاعر مفدي زكرياء، ممثلا في “مؤسسة مفدي زكرياء”.. وقد حضر هذا التكريم ثلة من وجوه المجتمع العنّابي، يتقدمهم السيد رئيس دائرة عنابة، ورئيس بلديتها، وإخوة من تونس الشقيقة، وممثلين لشعبة جمعية العلماء في ولاية عنابة. فشكرا لمجمع الأندلس في قسنطينة وللمجاهد مبارك عياد، وعهدا على البقاء أوفياء لجمعية العلماء وللجزائر بلد الجهاد والعلماء والشهداء.
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.