إن أول أحوال المؤمن في رمضان أن يتذكر في مرور الليالي والأيام، وتقلب الدهور والأعوام، الخالق الباري الذي خلق هذا الخلق وسيره كيفما يشاء لا يعزب عنه فيه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء.
ومن أحوال المؤمنين في رمضان أنهم ما إن يبدو هلاله إلا وهم ينظرون إليه كما نظر إليه من قبل سيد الأولين والآخرين صلّى الله عليه وسلم فيقولون كما أثر عنه: “ربنا وربك الله، اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام”، فإذا ذكروا ذلك خافوا على أنفسهم ألا يوفقوا في هذا الشهر إلى عمل صالح، خافوا على أنفسهم أن يدركهم الأجل قبل أن يتموا صيام شهرهم، خافوا على أنفسهم أن يردوا على أعقابهم بعد إذ هداهم الله، خافوا على أنفسهم أن يكون حظهم من صيامهم النصب والتعب، خافوا على أنفسهم أن لا تقبل لهم طاعة، ولا ترفع لهم كلمة طيبة ولا عمل صالح، فلجؤوا إلى رب العالمين، لجؤوا إلى من فرج عن موسى وهارون وأنجى نبيه ذا النون أن يوفقهم إلى الأعمال الصالحة وأن يتقبلها منهم: {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}.
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.