الشهيد كسكاس عياش
قال الله تعالى ولَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
الشهيد كسكاس عياش (الصيد عياش) ابن عمار وسنوسي حفصة ولد سنة 1931م بقرية برياقة التي تبعد عن مدينة قجال بحوالي 2كم التابعة لولاية سطيف، حرم كبقية الجزائريين من حقه في التعليم فعاش أميا اشتغل بناء بمدينة سطيف أدى الخدمة العسكرية الإجبارية سنة 1951م فاكتسب خبرة عسكرية.
كان عياش يحمل حقدا دفينا للعدو الفرنسي منذ الصغر نتيجة الفقر والحرمان من أبسط متطلبات الحياة وعندما هاجر إلى فرنسا ورأى الحياة مختلفة تماما على ما عهدها استيقظت فيه بذرة الحقد مرة أخرى ونمت في قلبه على العدو فلم يبقى طويلا ليعود إلى الجزائر وعند اندلاع ثورة التحرير الكبرى عام 1954م كان من الأوائل الملبيين لندائها فمارس نشاطه في سرية تحت اسم " الصيد عياش" ولما كشف أمره من طرف الاستعمار الفرنسي التحق بالولاية العسكرية الأولى وكان عنصرا نشطا لما عرف عليه من شجاعة وخبرة عسكرية و شارك في العديد من العمليات الفدائية وكان من حين لآخر يزور أهله في منطقة قجال وشاء القدر أن يستشهد في مسقط رأسه.
جانفي 1959م كان الشهيد عياش مع فرقة الكومندوس لجبهة التحرير الوطني يحمل وثائق سرية بدوار قجال، خربة بلمداني، مشتة بوقزولة الذي كان بها مخبأ ونقطة عبور للمجاهدين، وصلت وشاية للعدو الفرنسي بوجود مجاهدين في المنطقة فداهمتهم مجموعة من العساكر مع آلية عسكرية مصفحة قام الفدائي كسكاس عياش باستدراج العدو على دراجة هوائية حتى يتسنى لرفقائه النجاة و بالقرب من منطقة ولادبوذيل اشتبك معهم و تمكن من إخفاء الوثائق، حاول العدو القبض عليه فلم يفلح وفي الأخير أصابوه في رأسه وسقط شهيدا على اثرها أما بقية المجاهدين ففرو سالمين، عاد العدو إلى المخبأ و دمروا مزرعة بوقزولة على آخرها واستشهد على اثرها من المدنيين سبعة من عائلة بوقزولة و اثنان من عائلة شعوي لا يتجاوز عمرهما العشر سنوات.
استشهد عياش وترك أرملة وبنتين فرحم الله الشهداء وأسكنهم جناته