فضاءات زحر

زحر

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
علي هزايمه
مسجــل منــــذ: 2011-06-24
مجموع النقط: 671.04
إعلانات


الاستاذ علي هزايمه-اللغه العربيه تتراجع

🌹🌻اللغة العربية ..

🌹تتراجع و معها أسماء الدكاكين و أسماء المأكولات لتزحف علينا غزوات أعجمية تقتحم علينا حياتنا و تصبغها بالصبغة الأمريكية .. فالقرى السياحية الجديدة تملأ الصحف بأسماء .. الدريم لاند و الكورال بيتش و بيفرلي هيلز و جولان بيتش ..

و تدخل هذه الرطانة قاموسنا اللغوي و تحتله .. و نجد أنفسنا نقول .. دادي .. و أونكل.. و تانت .. و بودي جارد ..

و كتالوج .. و باسبور.. و ستريو .. و سوبر ماركت.. و بون جور.. و باي باي .. و بارتي .. و هاي.. و أوكيه .. و هالو.. و برافو .. و سوفاج .. و إم بوسيبل ..!!!

🌻و يجري التشويه و العبث في الألفاظ العربية فنسمع كلمات مثل كماننا يغنيها الجيل الجديد الضائع .. و ننسي

أننا نفقد بهذا أرضنا التي نقف عليها و نفقد عروبتنا و

نفقد قوميتنا و نفقد قيمنا و نفقد خصائصنا ..

🌹فلا عجب أن تختفي الشهامة العربية بعد ذلك من الشارع .. و أن يختفي الشرف بمفهومه العربي من البيت

و أن تكون العروسة السوبر في نظر العريس هي مسخ فرانكو أراب ..

فهذا هو القالب الجديد الذي يبحث عنه والذي انطبع في ذهنه من رؤية المسلسلات الأمريكية و السينما الفرنسية ..

و هذا هو معنى التقدم كما أخذه من التليفزيون و من أفلام السينما و من كبار المخرجين من حملة الأوسكار و نجوم الإغراء من صناع الموضات و الأهواء ..

🌻و نظرة سريعة إلى أسماء المحلات في ميدان شعبي

مثل ميدان السيدة زينب لا تجد فيه اسمًا عربيًا واحدًا و

ربما عثرت على اسم يتيم كل عشرة محلات .. و هذا هو الوصف الدقيق لحالنا .. إننا نتحول بالتدريج إلى أيتام بلا

أب و بلا أم .. و نصبح غرباء على أرضنا و في بلدنا و

نفقد حسبنا و نسبنا و أصلنا ..

🌹و المسئولية تقع على كل واحد فينا ابتداء من وزير التربية و التعليم و نزولا إلى حلاق القرية .. و الاستعمار الفرنسي و من بعده الإنجليزي و من بعده الأمريكي يحمل معظم الوزر ..

🌻و لكن هذا المسلسل الغاشم من الغزو الأجنبي لا يكفي لإبراء ذمتنا .. فمصر بموقعها الفاتن و العبقري كانت ضحية لموجات من الغزو بلا عدد و لكن كان الملاحظ دائمًا أنها

تطبع الغزاة بطابعها أكثر مما تنطبع هي بهم ..

و أكثر من دخلوا مصر تمصروا بأكثر مما تفرنجنا نحن و

هرولنا ورائهم

و التخلف سبب اخر فنحن لم نعد ننتج المعرفة و لم نعد

نبدع في العلوم والمخترعات و إنما أصبحنا مستهلكين لما ينتج و لما يبدع غيرنا و ناقلين لما يخترع الغرب .. فدخلت علينا المخترعات الجديدة بأسمائها ..الراديو و التليفزيون و التليفون و الميكروفون و الموتور و الفريجيدير و الأنسر ماشين و الفيديو و الكاميرا و الكومبيوتر و الإنتركوم و الإنترنت ..

نحن صناع الأهرامات لم نعد نصنع ساندوتش هامبورجر ولم نعد نخترع كنتاكي ..

🌹و لولا القرآن ولولا الإسلام لانتهينا .. فالمسجد كان

حصنًا حصينًا لم تستطع هذه الغزوة المفترسة أن تقتحمه ..

و لم يظهر مسجد اسمه مسجد الدريم لاند و لا مسجد الكورال بيتش و لا مسجد الباليه رويال .. و لا مسجد التانجو .. و إنما هناك مسجد الرحمة و مسجد المغفرة و مسجد قباء و مسجد النور ..

🌻و لم يدخل علينا الإسلام غازيا .. لم يدخل علينا ليسلبنا كما يظن البعض .. بل دخل ليعيد إلينا ما فقد منا ..

توحيد نبينا المصري إدريس .. الذي كان يشع على العالم من جامعه أون ( عين شمس حاليا ) ، و كانت جامعة أون بمثابة أمريكا في إشعاعها الثقافي و الديني و العلمي في ذلك الزمن القديم .. و نقرأ أن أفلاطون جاء من اليونان إلى مصر ليتلقي العلم في جامعة أون .. و ليقرأ ما كتب في مخطوطاتها و بقي في مصر سنوات يدرس و يتعلم ..

و ما فعله أفلاطون فعله كل علماء و فلاسفة هذا العصر .. كلهم جاءوا إلى مصر ليتعلموا .. و هذا الكلام تاريخ و حقائق .. و كانت صحف إدريس ضمن ما تحتويه مخطوطات هذه الجامعة المصرية القديمة .. و قد قرأها موسى و درس ما فيها حينما تبناه الفرعون

🌹و ما تبقى من صحف إدريس هو ما يعرف اليوم بكتاب الموتى الذي عثر على بعض بردياته في الأهرامات .. و هو

من أجمل ما قيل في التوحيد من تسابيح ..

نحن إذن بلاد علم و فلسفة و تاريخ .. و حالة الهيافة الشائعة حاليا في ثقافتنا و في تعليمنا و هذا الإنحدار في لغتنا و السوقية في أخلاقنا و السطحية في تفكيرنا هي ظواهر غازية و ليست أصيلة .. و هي بقع و قذارات من العالم الغربي أصابتنا أثناء تسكعنا في أزقة نيويورك ..

🌻و القران العظيم في عطائه الإلهي و اياته التي تمكنت من شغاف قلوبنا هي التي ستحفظ لغتنا العربية الجميلة و هي التي ستحفظ قلوبنا من التردي و هي التي ستروي بقية الأصالة فينا .. إنها الحبل الممدود من رحمة الله لإنقاذنا ..

و لهذا تحاول الصهيونية من خلال أمريكا و معوناتها و توصياتها و ضغوطها و عملائها تدمير النظام التعليمي في الأزهر وذلك بتخويفنا من الدين و بتشويه الإسلام و دمغه بالإرهاب ..

🌹و التخطيط الان على اتساع العالم هو صناعة و تمويل إرهاب إسلامي مأجور و استخدامه للتنفير و التحذير من الإسلام تمهيدا لشطب فقه الجهاد من العقل المسلم و اعتباره إجراما و إرهابا ( و فقه الجهاد هو بعض ما قام المشرفون في الأزهر بشطبه و اختصاره من المقررات الجديدة على الطلبة للأسف الشديد) ، إنها معركة حقيقية و مستمرة على جميع الأصعدة .. على المستوى الديني و اللغوي و الاجتماعي و العروبي و السياسي و العسكري و الوطني ..

و لكنها لن تنجح ..!!

لأن القران الشامخ في لغته , الرفيع في معانيه , التقدمي في تعاليمه السمح في شرائعه , الجميل في اياته , الموسيقى في إيقاعاته ، سوف يقف سدًا مانعًا يتحطم عليه مكرهم ..

فعندهم المباني .. و عندنا المعاني ..و عندهم علوم الدمار ..

و كان قوم عاد ينحتون الجبال .. و كان عندهم ما هو أبهى من نيويورك .. ( إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد ) .. هكذا يقول عنها رب العالمين .. أنها لم يخلق مثلها في البلاد ، فذهبوا و ذهبت عمارتهم و لم يبق لها أثر .. و بقيت أهراماتنا تدل علينا

تلك عاد التي أسماها القران عادا الأولى.. لماذا وصفها بأنها الأولى ؟؟

لابد أننا الان في زمان عاد الثانية ( أمريكا ) و أنه سيجري على الثانية ما جرى على الأولى ..

🌻و يقول الساخرون منهم ..

أنتم تنتظرون ربكم أن يفعل لكم كل شيء .. فهو يلهمكم و يعلمكم و ينصركم و يداويكم و يشفيكم و يغنيكم .. و قد جعلتم من أنفسكم عالة .. بل أنتم قوم مهزومون ..

و نقول لهم .. كل الخلق عالة على الله من حيث يعلمون و

من حيث لا يعلمون ..

و لا نرى غرابة في هذا فنحن نشعر يقينا بأننا نحيا بالله و

أننا نرى به و نسمع به و نتنفس به .. و كان نبينا يقول لربه .. بك أحيا و بك أصول و بك أجول و لا فخر لي .. إنها حقيقة نؤمن بها ، فلا علم لنا إلا من مدده ..((و هو الذي علمكم فأطغاكم علمكم و أنساكم ذكره )) ..

و ما النصر و الهزيمة إلا تداول النهار و الليل .. و الأيام دول .. و ما من جبار لم تنتكس رايته ..

و كم من منتصر في الظاهر و هو مهزوم القلب أمام شهواته وغرائزه

واقرؤوا حكايات مونيكا و كلينتون .. و لماذا استنكرتم أفعال الرجل و هو يطبق أفكاركم و يمشي على ناموسكم ..

أم أنها صحوة الفطرة أصابتكم فلم تملكوا إلا أن تقبحوا القبيح ؟؟

أم أنها لبسة المكر و أساليب التامر و مكياج الأخلاق تضعونه علي وجوهكم في الليل و تغسلونه بالنهار ؟!! ..

🌹إحترنا فيكم ..!!!!

و يقولون.. نحن لم نقبح فيه الفعل .. بل قبحنا فيه الكذب ..!!

و لما تاب و أناب و استغفر ماذا فعلتم ؟!

إنه لم يتب و لا استغفر بل استرسل في الكذب .. إنه

ممثل عظيم !!

و هل مدنيتكم بأسرها إلا أزياء و مسوح و مكياج و أكاذيب و أكبرها كذبا تمثال الحرية الواقف على مدخل أمريكا .. حرية من و أنتم تستعبدون أحرار العالم و تأكلون أموالهم و تنهبون ديارهم و تحتلون أرضهم .. و هل قامت أمريكا إلا على أنقاض الهنود الحمر الذين أبيدوا عن اخرهم ..

و قنابلكم على مصنع الشفاء .. التي حرمت الشعب السوداني من الدواء .. أي حرية صنعت ..

و يستمر الكلام إلى الأبد.. ويستمر الجدل في كل بيت .. و تستمر مكابرة المكابرين ..

وإنما أراد الله أن يمتحن الكل و أن يختبر القلوب و النفوس حتى نخاع العظام ..

وهو هو وحده الذي يعطي الحرية للجميع ليفعل كل امرئ ما يحلو له حتى لا يعود لأحد منهم عذر و حتى لا تبقى له ذريعة و لا تعود له حجة .. ثم يهدم ربنا الدنيا و يأتي بعاليها سافلها ..

ثم يأتي بالكل أمامه فردا فردا ..

ثم يبدأ الكلام المفيد ..

و ساعتها .. حينما تتعرى النفوس عن أحقادها .. لا يعود

هناك مخرج

فريق في الجنة و فريق في السعير ..

و لقد كانوا جحيم هذه الدنيا و سعيرها بالفعل حتى وهم فيها ..

و كانت النار تقدح في نظراتهم و اللهيب يشتعل في أحقادهم ..

🌻و لقد صدق الشيخ الأكبر ابن عربي حينما تصور ذلك الحوار الخيالي في قاع الجحيم بين هولاء الشياطين و بين ربهم .. و هم في ثورتهم يجارون .. كيف تحكم علينا بهذا يارب ؟!!

فيقول لهم ربهم :

ما حكمنا عليكم و لكن هكذا كنتم ..!!

فهم أهل الجحيم منذ البداية و هم أهل النار الذين هم أهلها منذ أن وجدوا .. و لكن الهيكل الترابي و البدن الطيني كان يخفي حقائقهم

و قد تنكروا في هذه الأزياء و استتروا في هذه المناصب و تخفوا في هذه الشخوص .. حتى داهمهم الموت فخلع عنهم هذا البهرج و أسقط عنهم هذا الثوب الكاذب الزائف ..

فمتى نسقط عن أنفسنا هذا الزيف بأيدينا قبل أن يفاجئنا الموت فيعرينا هذه التعرية المخجلة !!

متى نعود إلى مصريتنا و إلى عروبتنا و إلى إسلامنا و إلى لغتنا و إلى أصلنا ..!!

متى نلتقط قارب العبور في محيط العولمة الخادع و نكتشف طريقنا إلى نفوسنا و إلى حقائقنا و إلى تميزنا و انفرادنا و خصوصيتنا ..

🌹إن العودة إلى النفس هي بداية النجاة ، و معرفة النفس هي أم المعارف و بداية الطريق لمعرفه الله ..

و البنت السوبر لن تصلح لتعمر بيتك إنها قد تصلح كقطعه ديكور .. أو كورق ملون للحائط .. أو كدمية من السوليفان .. أو فيلم لفرجة ليلة ..

و لكنها لن تصلح لرحله عمر .. لأنها فقدت نفسها .. فقدت خصوصيتها .. و كل نسخة من نفوسنا خلقها الله كبصمة الإصبع خاصة جدا و شديدة الخصوصية و غير قابلة للتكرار و غير قابلة للعولمة .. فهي ذات ليس لها مثيل في سرها و خصوصيتها .. و هي تلمع و تتألق كالجوهرة كلما حافظت على هذه الخصوصية و لم تذب و لم تتعولم و لم تصبح مشاعا ..

و النفوس العظيمة هي التي استعصت على الذوبان و حافظت على البصمة الإلهية الخاصة فيها ..

و ما أكثر ما تروج صحافتنا من ضلالات ..!!

و أولى تلك الضلالات هي العولمة و هي كلمة مهذبة جدا للتبعية و الأمركة و فقدان الهوية و الخصوصية و الذوبان

في الهلامية العالمية

🌻و ليس أجمل في الدنيا من قول لا اله إلا الله

فإن الله يقول لك لحظتها .. و لا أحد مثلك .. فأنت أيضا نسيج وحدك .. و هكذا خلقتك ..

نعم .. فلا أحد مثل أحد .. و كل واحد منا فيه أحديه تميزه تشريفا و تكريما من الأحد الذي خلقه ..

و لا تحدث المثلية إلا لمن فقدوا نفوسهم و فقدوا وجوههم و ضلوا عن خصوصيتهم ..

🌹فلنعد إلى أول صفحة من كتاب الموتى و نتلو أول عبارة من صحف النبي إدريس ( عليه السلام ) .. إنه الله الواحد الأحد جل جلاله لا إلاه إلا هو تعالى على الشبيه و المثيل .. ليس كمثله شيء

هذه الترنيمة السماوية .. التي تتردد منذ الاف السنين .. هي مصر

و ما دخل الإسلام مصر إلا ليذكرنا بها ..

و لغتنا العربية هي حصننا و محفظة تاريخنا و حروف قراننا ، و هي وجهنا و ملامحنا و التفريط فيها تفريط في ملامحنا و سحنتنا و نسبنا و هويتنا ..

و القرارات التي نزلت بدرجات اللغة العربية في المجموع إلى مستوى درجات الإنجليزية .. كانت جريمة بكل المقاييس .. أن ننزل بلغتنا إلى مستوي اللغة الثانية بإرادتنا ..

.. و إصلاح هذا الأمر .. و النهوض بتعليم اللغة العربية واجب في رقبة الجالس علي كرسي وزاره التربية و التعليم .. فما يصلنا من خطابات بلهاء مليئة بالأخطاء يدل على تدهور مستوى هذه اللغة إلى درجه تنذر بالخطر .. و مذيعوا النشرات في التليفزيون يتهجئ

بعضهم الكلمات ..

و اللغة التي نتبادلها في غفلة و خفه هي صنعه إلهيه .. و الله هو الذي علمها بذاته لادم .. فهو الذي علم ادم الأسماء كلها

و معلم العربية هو خليفة الله في هذا الشرف الرفيع .. و من يحلم بمثل هذا الشرف ؟؟

و ندق جرس الإنذار ..!!

من 📜" البنت السوبر"

د.مصطفى محمود رحمه الله


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة