أكرم الله – عز وجل- الشعب الجزائري فحبّب إليه الجهاد حتى صار مُصدّرا لـ “فن الجهاد” كما يقول الشاعر المجاهد مفدي زكريا في إلياذته، وحتى قال عنه إمامه محمد البشير الإبراهيمي ما معناه لو أن الجهاد قُسّم على المسلمين لنال منه الجزائريون قسمين أو سهمين “بالفرض والتعصيب” كما يقول الفقهاء.
إن كثرة الجهاد تستدعي كثرة الشهداء.. وما أظن شبرا من تراب هذه الأرض المجاهدة لم تسقه دماء شهيد أو شهداء.. ومن أخطاء بعضنا حصر شهدائنا في الحرب الأخيرة بيننا وبين “عدونا الأبدي” فرنسا “تدكترت أو تجمهرت” كما يؤكد ذلك الإمام الإبراهيمي، أي في جهادنا من 1954 إلى عام 1962.
وكما أن المجاهدين ليسوا سواء فإن الشهداء ليسوا سواء، فلكل درجات، وهم جميعا في فضل ورحمة من الله.. وقد لاحظ الناس نوعية الشهداء في هذا الشهر، أي شهر مارس، ومن أهمهم في تقديرنا هذا الشاب المنير الوجه، المشرق الابتسامة، المطمئن النفس، وذلك كله ثمرة الإيمان العميق بالله – عز وجل- حيث أكد عارفوه أنه كان “صوّاما”، ومن “الرّكع السجود”، إنه المجاهد الشهيد محمد العربي ابن مهيدي، الذي اتخذه الله – عز وجل- شهيدا في مثل هذه الأيام من هذا الشهر من عام 1957، والله يصطفي من عباده من يشاء ويختار.
إن الشهادة في سبيل الله – عز وجل- هي أشرف وأكرم ما يكرم به الله – عز وجل- عبدا من عباده، وقد جاء في الحديث النبوي الشريف أن كل إنسان مات لايود أن يعود إلى هذه الحياة الدنيا غلا الشهيد فإنه يود لو يبعث ليجاهد فيستشهد لما يرى من تكريم الله – عز وجل- للشهداء، ويكفيهم قيمة أن الله – سبحانه وتعالى – عدّهم “أحياء يرزقون” ونهى عن اعتباراهم “أمواتا”.
إن المجاهد الشهيد محمد العربي ابن مهيدي هو ثمرة تربية ثلاث هيئات وطنية هي “جمعية العلماء المسلمين الجزائريين” و”الكشافة الإسلامية” و”حركة أنصار الحريات الديمقراطية”. وكيف لا يكون من تخرّج في هذه “المدارس الثلاث” “حكيما”، إذ عرف هذا المجاهد الشهيد بـ “الحكيم” إن كل ضباط فرنسا الصليبية من أعلاهم رتبة إلى أدناهم لا يساوون شِسع نعل هذا المجاهد الشهيد.
وإذا كان المجرم الجنرال بيجار قال عن هذا المجاهد ما معناه “لو أن لي ثلاثة من مثل ابن مهيدي لفتحت العالم”، فأنا أقول إن كل جنرالات فرنسا ليسوا أهلا ليكونوا جنودا عند ابن مهيدي..
وقد وصف هذا الجنرال المجرم الشهيد ابن مهيدي “بأنه يعرف كيف يقهر الألم” (المتحف الوطني للمجاهد: الشهيد محمد العربي ابن مهيدي. ص 170)، رحم الله شهيدنا محمد العربي، وجميع شهدائنا الأبرار، وجميع شهداء الأمة الإسلامية، وفي مقدمتهم شهداء الأرض المقدسة فلسطين المجاهدة.
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.