إنما أولادنا أكبادنا سارعوا إلى إنقاذ الأبناء والبـنات قبل فوات الأوان
«واللـه ..والله… إن لم نسارع إلى إنقاذ أبنائنا وبناتــنا من مخاطر الإدمان (بمختلف أشكاله وأنواعه) سننـدم ندما عظيـما، وسيكون الأوان قد فات».
هذه هي الخلاصة المفجعة المؤلمة الموجعة التي استقيتها شخصيا من نحو 40 خرجة/زيارة قامت بها أفواج المربّين والمربّيات، منذ شهرين، في شعبة قسنطينة لجمعيـة العلماء المسلمين الجزائريين، زار فيها مؤطرو الحملة الثانويات، والمتوسطات، الابتدائيات، في وسط المدينة في أطرافها، وبعيدا عنها في بلديات نائية كأولاد رحمون، وبني حميدان وغيرهما.
وقد وجدتْ الفرق التربوية المتنقلة المحتسبة ما وجدتْ، مما تشيب لهوله الولدان، ويحتار له ذوو الألباب ممّا يدعونا إلى إطلاق النداء مستعجلين: سارعــــوا..
ستكون كل المعطيات محلّ تحليل واستنباط واستنتاج في اللقاء التقييمي التشاوري المزمع تنظيمه قريبا، بالتعاون مع مديريتي الشؤون الدينية والتربية، ومع مصالح الأمن المعنية هي الأخرى بهذا الزحف الرهيب للمخدّرات والمهلوسات، في أوساط التلاميذ والتلــميذات.
نـدعو الجميع ..نعم الجميــع، دون استثناء: الأولياء (في المقام الأول) ـ الأساتذة والأستاذات في المؤسسات التربوية ـ الطواقم الإدارية ـ الأطباء والطبيبات ـ الأخصائيون النفسانيون والأخصائيات ـ المحامون والمحاميات…
كمـا ندعو كل من يحمل الحب لهذا البلد، ويرغب في استنقاذ رأسماله الحقيقي (الإنسان) من براثن الآفات والأخطار والشرور، ندعوهم إلى تكاتف الجهـود والبحث عن أفضل الصيّغ للتعاون في جعل هذا الأمر (محاربة الآفات الاجتماعية) واحدا من الأولويات في يومياتنــا على أن نمضيّ إلى ذلك، وفقَ عمل علمي دعوي إصلاحي جاد، وبمرافقة حانية دافئة لأبنائـنا وبناتنا، لنعيدهم إلى رشدهم ونغرس فيهم قيّم الخير والنُبل والصدق والصلاح.
وقد ثبتَ من خلال التواصل الميداني والتفاعل الإيجابي بين الأساتذة والنفسانيين والأطباء والمحامين (فريق العمل)أن الإنقاذ ممكــن إذا صفت النيّات وكان ثمة إصرار على العمل ومتابعة دون كلل ولا ملل، وكان ثمة ـ قبل ذلك ـ احتساب ونية وخيرية في القلوب والنفوس.
هذه جملة ملاحظات يسعدني أن أضعها وأسجلها هنا، لأضع في الصورة إخواني وأخواتي من العاملين/العاملات، والراغبين والراغبات في التصدّي لهذا الشؤم الكبير المخدرات والمهلوسات وما في حكمها، ملاحظات مستقاة من الميدان ومن الواقع، وبالطبع يمكن أن نضيف إليها ملاحظات أخرى، مع مرور الوقت، واكتساب المزيد من الخبرة، والإحاطة بالمزيد من «العلل» والأدواء، والمشكلات، والتفاصيل
من تلك الملاحظات:
1ـ إدارات المؤسسات التربوية جميعها ترغب في هذا العمل، التصدي للمخدرات والآفات ذات الصلة بها، وتراه ضروريا جدا؛ وترى أنه من الواجب أن يكون نشاطا منتظما يمسّ كل التلاميذ، في جميع السنوات.
2ـ وجــد الأولياء (آباء وأمهات) في هذه الحركة التحسيســية مفتاح خيركبير، ما أعانهم على تجديد العزيمة لاسترداد أبنائهم وبناتهم، بعد غفلة أو غفلات .
3ـ الوصاية (المديريات) ترى أن لهذا العمل (التحسيس)أهمية قصوى، ويجب تطويره وتحسيــنه وتقويته.
4ـ الأساتذة والمشرفون وجدوا فيـه فرصة تذكير وتكوين، تـساعدهم على ضبط التلاميذ بشكل أفضل، مع تأكيد حاجتهم لتكوين أكثر تخصصا في مجال معاملة التلاميذ، والعمل وفق استراتيجية (فعّالة) في إدارة القســم، مع البحث عن سبل أفضل لمراقبة التلاميذ ومعاملتهم بما يليق من التوجيه، والتحسيس، والإرشاد، وحتى العلاج .
4ـ الجميع يشعر بضرورة التعاون والتكامل، خدمة للأجيال، ودفعا للشرور المحيطة بهم .
5ـ المقاربة التربوية المركّبة (نفسية، اجتماعية، عاطفية، علمية، إيمانية/ربانية، مع الصرامة وقوة الطرح، وقوة الشخصية..)هي الأقدر على التأثير الحقيقي في التلاميذ، وهذا في ذاته يحتاج إلى أيام تكوينية، وتأطير وتدريب للأفواج والفِرَق التي ستقوم بهذا العمل؛ لأن الصيغة المناسبة ـ فعلا ـ يجب أن تكون مزيجا سحريا من التوجيه، والوعظ، والتعليم، والتخويف، والإثارة، والصدمة (العلاج بالصدمة)، مع صرامة وحبّ في نفس الوقت..ألخ
ولعلّ هذا يكون محل اهتمام في اللقاءات التنسيقية التشاورية بين الجمعية وبين الشركاء في الميدان في أوقات لاحقة.
6ـ يمكن التأكيد على أن هذا التحسيس النوعي قاد إلى معرفة ضرورة الاهتمام بشكل أقوى بما يُسمّى بـ «الإدمان الرقمي»؛ حيث إن الهواتف الذكية وما في حكمها هي أصل أصيل في كل هذه البلاوي التي تفتك بأبنائنا وبناتنا، خاصة مع تساهل الأهل (الأولياء) ومسارعتهم إلى شراء الهواتف والألواح الإلكترونية وغيرها من «المصائب»…لإرضائهم وإسكاتهم!
ملاحظات:
– نذكر هنا أن الفِرَق / الأفواج المؤطرة تتكون عادة من: محاضر(أو محاضِرة)، طبيب، نفساني أو نفسانية، محام، أستاذ، إمام الخ وذلك حسب المنطقة وحسب الحاجة إلى عدد المتدخلين .
– يمكن التنسـيق، ممّن يرغبون في التعاون بأي شكل كان، مع الأستاذ عبد العزيز شلي رئيس شعبة قسنطينة وأيضا منسقـة هذه الحملة التربوية السيدة علاّم إلهام مسؤولة فرع الأهرام (وسط المدينة قسنطينة)..
– بلغ عدد المؤسسات التي تمت زيارتها حتى الآن (هذا الأسبوع) نحو أربعين مؤسسة: ثانويات، متوسطات، ابتدائيات .. وبلغ عدد التلاميذ نحو 3 آلاف تلميذ وتلميذة .
إنما أولادنا أكبادنا سارعوا إلى إنقاذ الأبناء والبـنات قبل فوات الأوان
: 2023-02-28
يكتبه: حسن خليفة/
يكتبه: حسن خليفة/
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.