فضاءات بشار

بشار

فضاء الأخبار والمستجدات

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1773.42
إعلانات


الأشرار يتضامنون!

الأشرار يتضامنون!

بعد حادثة حرق نسخ من المصحف الشّريف أمام مبنى السّفارة التّركية في السّويد جاء الدور على هولندا، حين أقدم زعيم حركة “بيغيدا” المتطرفة المناهضة للإسلام “إدوين واجنسفيلد” على تمزيق نسخة من القرآن الكريم في مدينة لاهاي الهولندية في حركة تبدو تضامنية مع المتطرف السويدي “راسموس بالودان” الذي حرق نسخة من القرآن بالعاصمة السويدية ستوكهولم.

هذا التمادي في استفزاز ملياري مسلم سببه رد الفعل المتواضع أمام التجاوزات المتكررة للغرب في حق المقدّسات، حتى أن المتطرّف الهولندي الذي يسمي حركته “الأوروبيون الوطنيون ضد أسلمة الغرب” عبّر عن فخره واعتزازه بالحركة البدائية التي قام بها ونشرها في صفحته على تويتر، وقد شاركت الشّرطة الهولندية في هذه المسرحية السّخيفة إذ سمحت له بالوصول إلى البرلمان للقيام بفعلته بشرط أن لا يحرق الكتاب المقدس عند المسلمين، وقد التزم بهذا الشّرط إذ أنه لم يحرقه لكنه مزّقه وأهانه!!

لكن الذي لم يفكر فيه هؤلاء المتطرفون أنّ هذه الأعمال الاستفزازية غالبا ما تكون نتائجها عكس ما يتطلعون إليه، لأن هذا الفعل سيدفع الكثير من المجتمعات التي لا تعرف شيئا عن القرآن والإسلام إلى طرح الأسئلة حول الأسباب التي تدفع المتطرفين في الغرب إلى حرق وإهانة القرآن الكريم، ومن ثم يشرعون في القراءة والاطّلاع والكثير منهم ينتهي بهم المطاف إلى الدخول في الإسلام.

حدث هذا عندما ارتفعت مشاعر الإسلاموفوبيا بداية هذا القرن، إثر أحداث سبتمبر 2001، ثم حدث بعد الحادثة الشهيرة عندما قامت صحيفة “يولاندس بوستن الدنماركية” بنشر الرسومات المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم سنة 2005، ذات الرسومات أعادت نشرها صحف نرويجية وألمانية وفرنسية، وأخيرا ما قامت به الصحيفة الفرنسية الساخرة “شارلي ايبدو” التي تمادت في الإساءة إلى الرسول الكريم، وما أعقب ذلك من مظاهرات مندّدة في العالم الإسلامي بأسره… كل تلك التجاوزات كانت نتيجتها عكسية، إذ أقبل النّاس على الإسلام وتزايدت أعداد المعتنقين له في الغرب نفسه..

لقد توصلت دراسة أعدها معهد أمريكي متخصص في التّحولات الاجتماعية إلى أنّ أعداد المسلمين في ارتفاع في أوروبا، فيما توقعت دراسة أخرى أن عدد المسلمين في أوروبا مرشح للارتفاع في العقود القادمة، حتى في حال توقف وصول اللاجئين إلى أوروبا، وحسب ذات الدراسة فإنّ الخصوصية لدى المسلمين في أوروبا أنّهم من الأجيال الجديدة المرشحة لتكوين عائلات وبالتالي المساهمة في تزايد أعداد المسلمين.

عامل آخر لا تقف عنده الدراسات التي أشرنا إليها يتمثل في الظاهرة اللادينية التي تنتشر في المجتمعات الغربية من غير المسلمين، وهي حالة لا توفّر السكينة النّفسية الموجودة لدى الفرد في المجتمعات الإسلامية، وغالبا ما تكون الاستفزازات في حق الدين الإسلامي محرّكا لطرح الأسئلة حول هذا الكتاب الذي يُغضب دعاة الكراهية بين الشّعوب، وحتما سيكون هذا التساؤل بداية الطريق نحو اعتناق الإسلام.

إنّ التّضامن بين الأشرار للإساءة إلى الإسلام والقرآن الكريم يقتضي وجود تضامن آخر بين المسلمين للتّحرك جماعيا، شعوبا وحكومات لفرض عقوبات سياسية واقتصادية على الدّول التي تسمح بمثل هذه السلوكات المتخلفة على أراضيها.

رشيد ولد بوسيافة

2023/01/25


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة