الاستاذ علي هزايمه-اصحاب تعلبه امير جند الاردن
ثعلبة بن سلامة العاملي أمير جند الاردن .. عندما تولى ثعلبة بن سلامة العاملي - أمير جند الأردن سنة 124عـ الأندلس عملا بوصية هشام بن عبدالملك. إلا أن مدة ولايته قد شابته فتن كثيرة، حيث ثار عليه البلديون والبربر وأمّية وقطن ابنا عبدالملك بن قطن الفهري ومعهما عبدالرحمن بين علقمة غير أن ثعلبة تمكن من إخماد هذه الثورة وقتل من الثائرين عليه خلقا كثيرا وأسر منهم نحو الألف، وسبى من ذراريهم اكثر من عشرة آلاف وجاء بهم جميعا إلى قرطبة، واخذ يبيعهم بالمناقصة وليس بالمزاد حتى باع أحد الشيوخ بكلب وباع أخر بعود: وعندما رأي أهل الأندلس من البلديين والبربر ما حل بهم من ثعلبة بن سلامة العاملي استنجدوا بوالي أفريقيا حنظلة بن أبي صفوان، فبعث إليهم والياًمن قبله هو : أبو الخطار حسام بن ضرار الكلبي، وهو يماني، فجمع الكلمة. ولدى وصوله إلى الأندلس خرج ثعلبة إلى المشرق، وأراد من كان معه من أهل الشام أن يخرجوا معه إلى المشرق، إلا أن أبا الخطار لاطفهم وأقنعهم بالبقاء. واما عن توطين المهاجرين الأردنيين في قرية مالقة، فانه عندما ولي أبو الخطار حسام بن ضرار الكلبي، جاء إليه البلديون والبربر وشكوا من وجود الشاميين بقرطبة، وطالبوا بإخراجهم منها، فأشار عليه ارطباس فومس الأندلس وزعيم عجم الذمة ومستخرج خراجهم لأمراء المسلمين، بتفريق القبائل الشامية، على أماكن في الأندلس تشبه البلدان التي جاءوا منها، فاستشارهم أبو الخطار في ذلك فوافقوا عليه، فأنزل أهل دمشق في إلبيرة (غرناطة) لشبهها بها وسماها دمشق، وانزل أهل حمص في اشبيلية وسماها حمص، وأهل قنسرين في جيان وسماها قنسرين، وأهل فلسطين في شذونة(شريش) وسماها فلسطين، وأهل الأردن في رية ومالقة وسماها الأردن. وكان إنزالهم على أموال العجم (ينفق عليهم من الخراج الذي يؤخذ من العجم) فلما رأوا بلدانا شبه بلدانهم بالشام نزلوا وسكنوا واغتبطوا وتكاثروا وأنشأوا الأعمال التي يترزقون منها. ومن المعلوم أن هؤلاء المهاجرين عندما جاءوا إلى الأندلس جاءوا محاربين ولم تكن معهم عائلاتهم، إلى أن تزوجوا في الأندلس بعد استقرارهم ونما مجتمعهم وتعاظم عددهم تدريجيا، واصبح لهم عقب في مالقة. ومثلما كان جند الأردن وفلسطين متجاورين ومتداخلين وتسكنهما قبائل واحدة، فكذلك كان جند الأردن وفلسطين في الأندلس : متجاورين ومتداخلين وبينهما أواصر دم وقربى وقبائل واحدة: لخم وجذام وعاملة وغسان
. منقول