فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3358.33
إعلانات


مع واجــــــب الآباء والأمهات في تحصين الأولاد من السقوط في الآفات : 2022-11-29 أ. محمد مكركب/

لاتنس الحديث العظيم الذي قرأناه في المقال الأول من نظريات التربية والتعليم. وهو حديث النبي عليه الصلاة والسلام:[مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ] (البخاري:1358) يستمد من هذا الحديث المسئولية العظيمة التي يتحملها الوالدان في مهمة التنشئة.
وعلى الآباء والأمهات واجب وضع التحصينات الوقائية ضد الانفلات أو الانتكاسات النفسية، ومن التحصينات: مساعدة الأولاد على الورد القرآني، والمحافظة على الصلوات، وتنظيم وقت المطالعة، وتعليمهم الذكر والأدعية، إقناعهم بالتخلي عن السهر مع الهاتف، فعلى الوالدين أن يمنعوا أبنائهم وبناتهم من التعامل مع شبكات الانترنيت عن طريق الهاتف، فالتعامل مع الفاسبوك وفضاءات المصائب، ليس من التربية في شيء. فإذا احتاج الأولاد إلى خدمات الأنترنيت فلتكن تحت إشراف الوالدين، أو المعلمين.
1 ـ نظرية تحلية الأولاد بقيمة البحث العلمي، والتفاعل مع أبواب المعرفة: إن أعظم باب تربوي نفسي في التشويق البيداغوجي نحو تنظيم حياة الولد وتنمية المواهب الفطرية فيه، وهو جعل الولد ثم الشاب، والطالب والطالبة بالخصوص، جعلهم يتكيفون مع طلب العلم بدافع ذاتي، ويتم ذلك بقيادة المربي نحو طرائق البحث والاكتشاف، كيف يحب العلم والمعرفة، وكيف نجعل المتعلم يتعلم من المعلومة المدركة بالحواس إلى المعلومة المركبة بالعقل. وهذه النظرية يعلمها المعلم الذي تلقىالتكوين الكامل،والإعداد التام،وكذلك يعلمها الوالد المثقف، والأم الواعية المهتمة. حيث إن إدراك المربي أبعاد هذه النظرية والتي قبلها هو الذي يحمي الجيل من كل انحراف.. ونظرية تحلية الأولاد هذه.مفادها قيادة المتعلم إلى كيف يتعلم بشيء بسيط، وفي نفس الوقت كيف يتجنب الأخطار. فالذين لا يدركون بيداغوجية التشويق، والتحصين، وقيادة المتعلم إلى كيفية التعلم، تجدهم يذهبون إلى حشو المتعلمين ببرامج معلوماتية، تقتل في المتعلم مواهبه، وتتعب ملكاته العقلية، فهم في تقويمهم المعلوماتي، أن من يحفظ تراث سقراط، هو المطلوب، لا من يفقه كيف يفكر على طريقة سقراط،(مثلا)ليقارن بين المناط الخاص، والمناط العام، ويحقق الانطلاق نحو الرقي العلمي. إن أغلب المنظومات التربوية هي منظومات لاتحقق التقدم العلمي الحضاري، لأنها منظومات غايتها المعلومات العلمية الجاهزة، منظومات يعتمد في ظل مناهجها المتعلم على نقل المعلومات القديمة والجمود عندها، وكأنها هي الغاية، وليس نقل العلم لإنتاج المعلومات الجديدة واستثمارها بقواعد العلم الاكتشافي ثم الإبداعي. ومن هنا يقع العبء على الآباء والأمهات في التربية والتعليم. فعلى الأمهات أن يتعلمن هذه النظريات لمتابعة أولادهم.
2 ـ مقاصد التربية بناء المجتمع الإنساني: فإذا كان الإنسان بكل مكوناته هو غاية التربية، وعقل الإنسان بالخصوص هو غاية التعليم، وجب أن تكون الطرائق والوسائل متلائمة مع قدرات الإنسان، زمكانيا، وفق مراحل النمو بكل أنواعه: النمو التربوي، والعقلي، والجسدي، والاجتماعي، والنفسي. ومن مقاصد الرسالات السماوية تزكية الإنسان وتعليمه وإعداده للقيام بواجباته التي خُلِق من أجلها وهي: عبادة الله تعالى، وعمارة الأرض بالخير، وإقامة العلاقات الطيبة بين بني الإنسان. قال الله تعالى: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ 3 ـ ومن النظريات التربوية قيمة إشباع رغبات الولد في اللعب:ولكن تلبية هذه الرغبة باستبدالها برغبات التعلم الذي يفيده، في تنمية قدراته الإبداعية، ودور المربي أن يوجهه وأن يُمَكِّنَهُ منها، وهذا يتطلب جهدا وصبرا ومصابرة، وتفرغا لهذا الشأن، كما يتطلب تدريبا، وإمكانات ووسائل، غير أن الخطاب والنصيحة هنا للوالدين وقد يفتقران لكل هذا. فتكون البداية بوسائل الألعاب البسيطة، مع تدريب سريع للوالدين. الولد الذي يحب اللعب كلعب الكرة، وغيرها، دليل على وجود طاقة عنده، يمكن أن يعطى البديل ليحول طاقته وحيويته إلى ما يستفيد منه، في مزاولة النشاطات الموجهة المفيدة.والله الموفق، والحمد لله رب العالمين.
4 ـ نظرية معرفة الطبيعة النفسية والميول الوجداني للولد ليتمكن المربي من توجيهه، ومنه: معرفة كيفية الخطاب الذي ينفذ إلى نفس المخاطب، أن يعلم الوالدان، والمعلمون، والمعلمات، كيف يُخَاطَبُ، الطفل، والغلام، والمراهق، والفتى، والمشاكس، والعاجز، والنجيب، والطموح.ومن قواعد نظرية التخاطب والحوار: اختيار الكلمات الواضحة والدافئة التي تهمس في شعور المخاطب بالحنان. والبداية بالمدح والشكر والتشجيع قبل اللوم والعتاب، وتعليل الأوامر بالفوائد إن أمكن ذلك.
ومنه توجيه الولد الطالب والطالبة إلى التعامل بالمصطلحات اللغوية الشرعية الفصيحة. على حد الخبرعن ابن عباس، قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فقال: [يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله] (الترمذي:2516)
5 ـ تنمية القوة الإدراكية بزياد المعرفة والثقافة، وكلما زودنا الولد بالمعرفة قَوِيَ سلطانُ العقل فيه، وازداد تحكما في قيادة النفس، والسيطرة على القوة الشهوية والقوة الغضبية. كتعليمه الصلاة، والبسملة في بداية العمل، والنظام والترتيب، والجلوس، والمشي والاستئذان والاستشارة، كما بينت في النظرية السادسة أعلاه.
6 ـ رسالة التربية والتعليم تقتضي تأهيل المعلمين والمعلمات، وحتى إن الوالدين في حاجة إلى تدريبات تأهيلية. فالمربي، سواء كان الأب أو الأم، أو المعلم أو المعلمة، يكون في حاجة ماسة إلى إعدادٍ أَوَّلِي بالعلوم الضرورية، والأدوات العلمية البيداغوجية لممارسة التعليم، ثم يحتاج إلى تجديد المعلومات (رسكلة)، كل ثلاث سنوات، وهي أيام دراسية أثناء الخدمة، لأن العالَم يتغير، وتتغير معه المقتضيات التربوية. والوالدان يحضران دورات تدريبية في تربية الأولاد، كالتعامل مع المتمدرس عامة، والتعامل مع المراهق، والتعامل المتخلف دراسيا. وغير ذلك. ثم كيف يتعامل الآباء والأمهات في توجيه أولادهم كيف يتعاملون مع الوسائل المستحدثة، والمحيط الفتان بأخلاطه وفساده أحيانا.
7 ـ نظرية التلازم بين العلم والإيمان والأخلاق. أن لايغفل الوالدان عن تزويد أولادهم بالقيم الإيمانية، كالصدق، والأمانة، والكلمة الطيبة، والحلم، والسمع والطاعة، وأن لا يعتمد الوالدان على المدرسة وحدها. ففي الحديث. قال رسول اللهِ صلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا، وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ] (أبو داود:495).

مع واجــــــب الآباء والأمهات في تحصين الأولاد من السقوط في الآفات


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة