فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3354.32
إعلانات


االجزائر حاضرة على جميع خطوط النضال الفلسطيني والعربي

تحتفل الديبلوماسية الجزائرية ومعها كل الجزائر باليوم الوطني للديبلوماسية في الثامن أكتوبر من كل سنة، وهو التاريخ الذي رُفعت فيه الراية الوطنية في مبنى منظمة الأمم المتحدة من طرف أول رئيس للجمهورية الجزائرية المرحوم أحمد بن بلة في 8 أكتوبر 1962 بعد ثلاثة أشهر من إعلان استقلال الجزائر واستعادتها سيادتها الوطنية.

هذا الاستقلال الذي جاء ثمرة لنضالات الشعب الجزائري والتي كانت خاتمتها ثورة تحريرية مسلحة خاضها مجاهدو جيش التحرير الوطني ضد الاستعماري الفرنسي وحلفائه الأطالسة لقرابة ثماني سنوات من العمل العسكري المتواصل المدعوم بنشاط مكثف لديبلوماسية الثورة والتي أرادت أن تكون ديبلوماسية شعبية تخوض غمارَها كلُّ الفعاليات الحية في الأمة الجزائرية إذ كان لجبهة التحرير الوطني الدورُ المركزي في التحرك عبر جميع المحافل الدولية للتعريف بالقضية الوطنية الجزائرية، فكان أول انتصار ديبلوماسي للثورة الجزائرية على المستوى الأممي في سنة 1955، سنة فقط بعد انطلاق الثورة المسلحة؛ إذ أدرِجت مسألة استقلال الجزائر لأول مرة في جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وتواصل النضال ونجاحات ديبلوماسية الثورة بإصدار لائحة أممية في سنة 1960 تعترف بحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره واستقلاله.

وهذا النضال الذي خاضته جبهة التحرير الوطني باعتبارها حركة تحرر وطني ممثلة للشعب الجزائري أصبح من المبادئ الأساسية والعقيدة السياسية لديبلوماسية الجمهورية الجزائرية، وهي مبدأ مكافحة الاستعمار والدفاع عن حقوق الشعوب المضطهَدة ومبدأ دعم حركات التحرر الوطني عبر العالم بما يتماشى مع مبادئ الجزائر وميثاق الأمم المتحدة.

وكما كان لمكاتب جبهة التحرير الوطني المنتشرة في العديد من الدول المحبة للسلام ولنضالات الشعوب في التحرر والاستقلال وتقرير المصير، كان للمنظمات الجزائرية إبان الثورة دورٌ كبير في تعضيد عمل ديبلوماسية جبهة التحرير الوطني إذ ساهمت الديبلوماسية الشعبية للاتحاد العامّ للعمال الجزائريين وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين والكشافة الإسلامية الجزائرية وفريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم بدور هام في التعريف بالقضية الجزائرية في مختلف المحافل الدولية، وفي جميع المناسبات الدولية وكان للطلبة الجزائريين دورٌ أساسي بالتعريف بالقضية الجزائرية بل ورفد ديبلوماسية الثورة ثم الديبلوماسية الرسمية بعد الاستقلال بالإطارات اللازمة لتأطير العمل الديبلوماسي إذ خرج من اتحاد الطلبة المسلمين الجزائريين العديد من كوادر ديبلوماسية الجمهورية الوليدة من رحم الثورة وقاد طلبة ثورة نوفمبر 54 وزارة الشؤون الخارجية في أكثر من مناسبة فضلا عن السفراء ورؤساء البعثات الديبلوماسية.

كان للمنظمات الجزائرية إبان الثورة دورٌ كبير في تعضيد عمل ديبلوماسية جبهة التحرير الوطني إذ ساهمت الديبلوماسية الشعبية للاتحاد العامّ للعمال الجزائريين وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين والكشافة الإسلامية الجزائرية وفريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم بدور هام في التعريف بالقضية الجزائرية في مختلف المحافل الدولية، وفي جميع المناسبات الدولية وكان للطلبة الجزائريين دور أساسي بالتعريف بالقضية الجزائرية.

وبعد مرحلةٍ مضيئة من العمل الديبلوماسي ذي الخلفية النضالية تراجع دورُ الديبلوماسية الجزائرية لسنوات وبالخصوص في الثلاثين سنة الأخيرة والتي اجتهدت فيها القوى السياسية والاجتماعية في ملء الفراغ، إذ كان لشخصيات من أمثال الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله دورٌ أساسي في الدفاع عن المصالح الجزائرية ومقاومة الهجمة الشرسة التي تعرضت لها الجزائر من عدة أطراف ودول، إذ حوصرت الجزائر في الكثير من الفضاءات، بل وصل الأمر إلى محاولات التدخل في شؤونها الداخلية خلال الأزمة التي عاشتها الجزائر سنوات التسعينيات، لتأتي فترة العشرين سنة الأولى من الألفية الثالثة وتدخل الجزائر مرحلة البيات الديبلوماسي وينحصر دورها عن أي تأثير في الملفات الدولية، بل وفي الملفات التي تعنيها مباشرة كالوضع المتدهور في ليبيا، وغابت الجزائر عن القضايا المغاربية والعربية والإسلامية والإفريقية، وهي الدوائر الرئيسية في السياسة الخارجية الجزائرية.

وقد عبّر الرئيس الحالي عبد المجيد تبون بإن الديبلوماسية الجزائرية كانت في الحضيض، ليعيد في خطابه أمام الولاة في سبتمبر 2022 التأكيد على البُعد التاريخي والنضالي للديبلوماسية الجزائرية مستشهدا بدور علماء الجزائر من أمثال الشيخ المغيلي والشيخ الكنتي رحمهم الله ودورهم في نشر الإسلام ونفوذهم الكبير داخل القارة الأفريقية ليعيد الامور إلى نصابها الحقيقي بضرورة الحرص على دور الديبلوماسية الشعبية في إنجاح العمل الديبلوماسي للدولة، وتجسد ذلك بدعم المجتمع المدني للقيام بالدور الديبلوماسي المطلوب والطرق الصوفية ذات الامتداد الإفريقي والعالمي ودور الجالية الجزائرية المنتشرة في مختلف دول العالم وقاراته.

إن يوم الديبلوماسية الجزائرية هو تذكيرٌ بنضالات شرائح واسعة من الجزائريين الذين ضحُّوا بالنفس والنفيس من أجل تحرير الوطن واستعادة السيادة الوطنية، وهو محطة لتقييم تجربة ستين سنة من العمل الديبلوماسي، وضرورة الاستفادة القصوى من القوى الناعمة الجزائرية كما استفادت الثورة المسلحة من القوى الناعمة الجزائرية، والتي لم تستطع ديبلوماسية المستعمِر والحلف الأطلسي أن تقف أمام نضالها اليومي وعملها الحثيث للتعريف بالقضية الجزائرية وجلب الأنصار والاصدقاء لها من كل دول العالم.

      ** بقلم: د/ علي لكحل  16/10/2022  المنابع النضالية للديبلوماسية الجزائرية   ٍِِِإدريس ربـوح


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة