نادي الشهاب
الشهابُ هو الاسمُ الذي ألهم اللهُ –عزّ وجلّ- عبدَه الإمام عبد الحميد ابن باديس أن يسمّي به مجلّته المجاهِدة التي أصدرها في عام 1925 بعد ما أوقفت فرنسا الصليبية جريدته المجاهِدة “المنتقد” التي كان شعارُها “الحق فوق كلّ أحد والوطن قبل كلّ شيء”.
لقد عاشت “الشهاب” جريدة ثم مجلة من عام 1925 إلى عام 1939، وكانت كاسمها شهابا ثاقبا أحرق به الإمامُ المرتضى أباطيلَ فرنسا الطاغية، وأضاليلَ أوليائها وبدَعَهم التي أضلوا بها جبلًّا كثيرا من الجزائريين، وقد أعجِب الإمامُ حسن البنا بمجلة الشهاب الباديسية فسمى مجلته “الشهاب”.
وفي يوم السبت 15 أكتوبر 2022، قدّر اللهُ –عز وجل- لي ولثُلةٍ من الخيّرين أن نحضر تدشين نادٍ ثقافي ومدرسة قرآنية ببلدة شتوان بولاية تلمسان، فأرضينا الرحمن، وأغضبنا الشيطان، وأعداءَ القرآن، والنبيِّ العدنان.
الأمرُ الذي يُفرح النفس، ويُثلج الصدر، أنّ المكان الذي يضمّ هذا النادي وهذه المدرسة القرآنية هو عبارة عن منزل وقطعة من الأرض تبرّع بها عبدٌ من عباد الله الصالحين لـ”خير جمعية أخرجت للناس، وأسِّست على التقوى من أول يوم” وهي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
إنّ هذا العبد الصالح لا يملك من الدنيا إلا هذا المنزل، ولكنه آثر القرآنَ والإسلام على نفسه، لأنه يتديّرُ “شقة” بسيطة، رجاء أن يُكرمه الله -عز وجل- بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، بينما سعى “إمامٌ” غلبت عليه شهوته إلى الاستيلاء على وقف من أوقاف المسلمين، وعندما قلتُ ذات يوم، إن بعض “الأئمة” “باندية” أخذتْ “من في كروشهم التبن” العزةُ بالإثم، وسلقوني بألسنتِهم.
إنّ هذا العبدَ الصالح أكّد بهذا العمل الصالح حديثَ من لا ينطق عن الهوى، القائل: “الخيرُ فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة”.
تقبّل اللهُ –عز وجل- هذه الهِبة بقبول حسن، وأبدل بها صاحبَها جنةً عرضها السموات والأرض. ونقول لمن يبخلون عن جمعية العلماء ويضيقون عليها لتموت بـ”فقر الدم” ما كان يقوله الإمام ابن باديس: “نحن على الفيض الرّباني”، ولن تحيد الجمعية عن الصراط المستقيم، وعن سنة محمد الأمين، وعن حبّ الجزائر والدفاع عن ثوابتها الخالدة: “الإسلامُ ديننا، والعربية لغتنا، والجزائر وطننا” ولو لقيت في سبيل ذلك معيشة ضنكا، فما عند الله –عز وجل- خيرٌ وأبقى.
محمد الهادي الحسني 2022/10/16