الدخول المدرسي ليس أدوات مدرسية فقط!: 2022-09-19 د. خالد شنون */
تعنى الأسر؛ المجتمع والمربون والمهتمون بالتربية والتعليم عادة بالدخول المدرسي والاجتماعي وأبعاده المتكاملة، ولعلَّ المتتبع لتحضيرات الدخول المدرسي هذا العام يجد أنه متمركز حول الأدوات المدرسية بعيدًا عن الأبعاد النفسية والتعليمية للتعلم، وهنا يتوجب أن نقف عند مخرجات التعلم في زمن كورونا والأزمة الصحية، وما ألفه المتعلمون والمعلمون من ظروف إيجابية وأخرى سلبية لما سبق، حيث كانت الدراسة خلال زمن الكورونا تتم بالتفويج وعن بعد، وبحجم ساعي متفاوت، حيث المكتسبات المحصلة لدى التلميذ لم تكن بالقدر الكافي بالنظر إلى ما هو مطلوب وإلى سنوات مضت في الدراسة الحضورية.
ومن ثم فإن العودة إلى الدراسة الحضورية في المدارس والمؤسسات التعليمة تتطلب منا التوقف عند البعد النفسي والتعليمي الضروري لإنجاح هذا الموسم الدراسي، حيث يوصى في التربية وعلم النفس بضرورة تهيئة المتعلم نفسيا في الظروف العادية للتمدرس، فما بالنا بظروف تختلف من سنة إلى سنة، حيث يذكر أن كورونا غيرت تصوراتنا كلها كأفراد في المجتمع، فما بالنا أمام تلاميذنا في المدارس ومعلمينا في الصف، وعليه فالعاقل يذكر أنه ليست الأدوات المدرسية فقط ما ينقص المتعلمون بل حتى معرفة تصوراتهم حول الدراسة والتعلم والمكتسبات القبلية في بعدها المعرفي والنفسي والوجداني الضروري لبداية كل سنة دراسية.
من الضروري الإشارة إلى مفهوم المرافقة وتذليل الصعوبات أمام تلميذ جديد في المدرسة أو تلميذ يعود إلى الدراسة من جديد في ظروف مغايرة أو متجددة، خاصة وأن المنظومة اتخذت قرار العودة إلى الدراسة العادية هذا العام مما يتوجب تهيئة الجميع للاندماج في هذا المبدأ بغية إنجاح التعلم.
وضروري هنا الإشارة إلى محيط المتعلم وبيئة التنشئة الاجتماعية التي تحيط بالمتعلم، واتخاذ التدابير اللازمة تجاه الفئات التي تعاني ضعفا أو نقصا أو اضطرابا في التعلم، كل ذلك بمرافقة آمنة تشعر المتعلم أنه مرغوب فيه للانتقال إلى مكان تعليمي آمن جدا وهو المدرسة وما توفره من ظروف للتعلم الجيد.
وضروري الإشارة هنا إلى أن التدخل المبكر لفهم وتحليل وضبط متغيرات السلوك التعلمي والتعليمي يحصن المتعلم والمدرسة والمجتمع ككل من تبعات ضعف التعلم، وهنا إشارة إلى إجبارية لإعداد مخطط ذو بعد علمي وتطبيقي لمرافقة المتعلمين على اختلاف خصائصهم التعليمية وإحصاء ظروف التمدس البيداغوجي والنفسي بمقاييس صادقة، تمكن المؤسسات عامة والقائمون على البيداغوجيا وظروف التمدرس من إعداد حصيلة مقننة حول بيانات وخصائص الفئة المتعلمة بغية التدخل المبكر لتذليل ما يمكن من الصعوبات وتيسير التعلم للنشء.
ويذكر في هذا السياق أن التربية عملية محببة تقوم على الترغيب والتحبيب لصالح المتعلم لا على العكس، بل وتقوم على تصورات تعليمية وتعلمية ترقى بالحياة المدرسية لجو من التحفيز والدافعية للتعلم لا إلى البحث عن تبريرات للضعف في تقديم المعارف والعلوم للمتعلمين، خاصة وأن المقاربة بالكفاءات في المناهج الحديثة تقوم على جعل المتعلم والمعلم وظروف التمدرس محورا للتعلم الفعال.
تعلم بعيد الأثر وله سياقات استعمال وتقويم يرقى بتطبيقات التربية والتعليم إلى خارج المؤسسة.
فجميل أن ندرك بأن التربية مهمة كبرى تعنى بها قوى المجتمع كله، وهي عملية معقدة فعلا ولكن جميلة ومحببة، ولنا أن نتصور فرحتنا جميعا بدخول وعودة أبنائنا إلى مقاعد الدراسة.
يبقى لنا في هذه المناسبة أن نتقبل أبناءنا المتعلمين على اختلاف خصائصهم النفسية والاجتماعية وعلى اختلاف قدراتهم وتباينها وأن ندرك ضرورة مرافقتهم مرافقة آمنة لا تقوم على شراء مستلزمات الدراسة فقط وإنما بزرع الأمل والطمأنينة والمرافقة الآمنة بعودتهم للدراسة.
وجدير أن نذكر في الوقت الراهن من السهل وصف التعثر، لكن من الصعب تحديد مسبباته ما لم نوفر خلايا بحث علمي في التربية والتعليم تعنى بالتعلم الفعال وشروط التعلم، وتقوّم التحصيل الدراسي وكفاءة المتعلم بمعايير علمية ترقى لتحديات المدرسة الحديثة.
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.