واجب وقتك هو محراب عبوديتك 2022-08-29 مداني حديبي
«لا تطلب منه أن يخرجك من حالة ليستعملك فيما سواها فلو أرادك لاستعملك من غير إخراج»
أعرف الكثير من الشباب الأذكياء المتميزين النابغين الرواد في تخصصات الطب والصيدلة والاقتصاد والرياضيات والإعلام الآلي والعلوم الإنسانية التي تقود العالم، لهم رغبة عميقة في ترك هذه التخصصات والتفرغ التام لدراسة الشريعة بفروعها والتبحر فيها: دراسة وممارسة، لأنهم يظنون أنهم سيكونون أكثر قربا ونورا وأجرا وذكرا، فيريدون عالم التجريد وترك عالم الأسباب، وهذا من الشهوة الخفية وحظوظ النفس الأمارة، فلا أنفع ولا أجمل ولا أصلح من التأدب مع الله وعدم طلبك منه أن يخرجك من حالة أقامك فيها لخدمة الأمة: طبا وهندسة واقتصادا، فهذا واجب وقتك، ونوع من أنواع العبادة الربانية النورانية التي يستعملك الله فيها، وتنال فيها الحسنات العظيمة والقرب والمحبة.
قيل لأحد شيوخ التزكية: متى يجد المريد راحته؟ قال: إذا اشتغل بواجب وقته.
ثم ما الذي يمنعك وأنت طبيب أو مهندس من أن تنال أعلى درجات الثقافة الشرعية وأنت في محراب طبك وتمارس الدعوة وفنون الاستقطاب؟!