جنين بورزق

رياضة

افتتاح عالمي مبهر بإشراف الرئيس تبون وحضور ضيوف كبار

الألعاب المتوسطية.. بشائر النجاح

توفيق بوفروم/ تصوير: جعفر سعادة

2022/06/25

عاشت مدينة وهران على مدار الأيام القليلة الماضية على وقع أجواء استثنائية للغاية، لم يتعوّد عليها سكان هذه المدينة السياحية الساحلية الجميلة، فالباهية ازدادت بهاء وهي تفتح أحضانها لاستقبال الطبعة 19 من ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي افتتحت السبت وسط حفل كبير و تاريخي احتضنه ملعب “ميلود هدفي” ببلقايد..

فقبل أسابيع قليلة فقط لم تكن هناك أي مظاهر توحي بأن وهران مقبلة على موعد مع حدث متوسطي كبير، لكن ومع اقتراب هذا المحفل الرياضي الكبير انخرط أبناء المدينة شبابا وشيوخا، أطفالا ونساء في التحضير لاستقبال الضيوف من 26 دولة، وكلهم كلمة واحدة وهي إنجاح هذه النسخة، لأن الأمر يتعلق بصورة مدينتهم بشكل خاص، وبالجزائر بصفة عامة، ما أعطى نكهة مختلفة ومميزة يشعر بها المتجول في شوارع وأزقة الباهية التي فتحت ذراعيها لزائريها القادمين من كل حدب وصوب.

وسط المدينة زين بأعلام الدول المشاركة

المتجوّل في وهران هذه الأيام يلاحظ تلك الأعلام التي تم رفعها في كل مكان، وهي متعلقة بالبلدان المشاركة في هذه الدورة، كما أن محاور الدوران الرئيسية في المدينة وضعت عليها لوحات ضوئية بها ألوان كل علم، خاصة عند محور دوران الباهية الذي يعتبر المدخل الرئيسي لوسط المدينة من جهة مطار أحمد بن بلة الدولي، وتزداد تلك اللوحات جمالا مع حلول الليل، أين تعطي منظرا رائعا يسر الناظرين.

حي العقيد لطفي.. لا هدوء إلا مع ساعات الفجر

ومن المظاهر التي تشعرك باندماج سكان وهران في هذه الألعاب، هو حي العقيد لطفي، وهو من بين أكثر الأحياء اكتظاظا و حركة تجارية رغم حداثة إنشائه، وهو الذي يقع بجانب فندق الميريديان التحفة، والمركز الدولي للمؤتمرات أحد أكبر مكاسب المدينة منذ احتضان اجتماع الدول المنتجة للغاز سنة 2016، وأضحى حي العقيد لطفي ملاذا لأبناء وهران و حتى القادمين من الولايات الأخرى، خاصة و أن به الكثير من المطاعم الفاخرة، والمقاهي، ومحلات بيع الألبسة، فالحركة لا تتوقف هناك إلا مع ساعات الفجر الأولى، ومع بداية الألعاب فان الجميع استعدوا لاستقبال الضيوف خاصة القادمين من مختلف البلدان الأوروبية و العربية المشاركة، وإعطاء مغايرة عن تلك الصورة النمطية حول عملاق سياحي نائم.

لوحات ترقيم من كل الولايات

ومع اقتراب موعد بداية الألعاب، فإن الملاحظ أيضا هو كثرة لوحات الترقيم من ولايات مجاورة وأخرى بعيدة تقع في الشرق الجزائري وحتى الجنوب، فالكل جاء إلى وهران بغية حضور فعاليا الطبعة 19، والاستمتاع بهذه المدينة الجميلة والمضيافة، خاصة وأن الدورة تزامنت من حلول فصل الصيف، وهو ما شجع الكثيرين على التنقل للباهية لقضاء العطلة، والاستمتاع بالمنافسات الرياضية، وفي نفس الوقت زيارة الشواطيء الخلابة الممتدة على طول الشريط الساحلي لعروس المتوسط، ولم يخف القادمون من كل ربوع الوطن إعجابهم بما شاهدوه، وأكدوا بأن وهران تغيرت كثيرا نحو الأفضل.

منطقة بلقايد تغيرت بـ180 درجة

ومما لا شك فيه، فإن منطقة بلقايد التي كانت منذ سنوات قليلة فقط عبارة عن مجمعات سكنية من دون معالم فإنها أضحت في ظرف وجيز من بين أجمل الأماكن في ولاية وهران، فبناء المركب والقرية الأولمبية هناك، جعل بلقايد التابعة إداريا لدائرة بئر الجير تستفيد من بنى تحتية، وطرقات، ومساحات خضراء، وفنادق ومحال تجارية غيرت وجهها تماما بـ180 درجة، وحوّلتها لمدينة جديدة بوجه رائع للغاية، وهو ما أسعد الساكنين فيها، الذين أكدوا لنا بأن ألعاب البحر الأبيض المتوسط قد جلبت لهم الخير، ولم يتوقعوا إطلاقا أن تصبح منطقتهم بهذا الجمال.

فخر كبير لدى الوهرانيين بالمنشآت المنجزة

ويشعر الوهرانيون فعلا بفخر كبير، وأضحوا يتباهون بالمركب و القرية الأولمبية التي بنيت خصيصا لهذه الألعاب المتوسطية، وأكدوا بأن ولايتهم كانت محظوظة فعلا باختيارها لهذا الحدث، لأن ذلك ساهم في الإسراع بشكل كبير في تنمية مدينتهم، وجعلها في أبهى حلة على حد قولهم، وأجمع كل من تحدثنا إليهم بأن التحدي الأكبر سيكون بعد نهاية هذه الطبعة، والمتمثل في الحفاظ على ما تم انجازه، والحفاظ على الملعب و القاعات والمسابح، من أجل انطلاقة حقيقية للباهية التي تراجعت كثيرا في مختلف الرياضات رغم أنها كانت رائدة سنوات الثمانينيات والتسعينيات.