ل- الكاتب محمد الهادي الحسني **من أَجْلِهَا ثُرْنَا*
من أَجْلِهَا ثُرْنَا
2021/03/24
الفرنسيون المجرمون بجميع اتجاهاتهم السياسية، وأتباعهم “الجزائريون” من أصحاب اللون الأزرق واللون الأحمر، و”الوطنيون الجزائريون” الذين يعيشون في فرنسا بما سرقوه من أموال الشعب الجزائري، هؤلاء جميعا – قديما وحديثا – إذا ذُكر الإسلامُ في الجزائر، ضاقت صدورُهم، وسُمِعَ لهم شهيقٌ وزفير كأصحاب الجحيم، وأرْغَوْا وأَزْبَدُوا كُرها للإسلام، وحقدا وبُغْضًا لأهله، لأن الإسلام أزعج وجودهم في الجزائر، ثم طردهم منها، وهو الآن يُزعج أتباعهم فيها من الحزبين “الأزرق” و”الأحمر”.
لقد كانت مقاومة الشعب الجزائري المسلم للمجرمين الفرنسيين الصليبيين، كلها تحت شعار الإسلام، سواء كانت هذه المقاومة مسلحة أو سياسية بقيادة “النجم” و”حزب الشعب” و”حركة انتصار الحرية”، و”جمعية العلماء المسلمين الجزائريين”.
لقد أكد هذه الحقيقةَ كثيرٌ من الغربيين بمن فيهم الفرنسيون، من ذلك ما كتبه المؤرخ الألماني باوَلْ شمييتْزْ في كتابه “الإسلام قوة الغد العالمية” وهو: “لَبِسَتْ كلُّ انتفاضةٍ قومية أو غضبة إقليمية ثوبَها الإسلامي، فدفعُ الجماهير إلى الثورة ضد المستعمِر يكون دائما باسم الدين”. (ص 145). هذا من حيث الجهاد المسلح، أما من حيث النضال السياسي فيؤكد المؤرخ الألماني نفسه بأن “العربي في الجزائر الذي لا يملك شيئا يقتات به – حتى الخبز الجاف – ليس لديه إمكانية للتعبير عما يريده وما يرفضه في المجال السياسي سوى السير وراء ما يعتقد أنه طِبقٌ لعقيدته الإسلامية، (نفس المرجع والصفحة). وقد شهد أحدُ أعدائنا من المجرمين الفرنسيين، وهو لويس آرون على ذلك بقوله: “بينما طوَّرت تونس والمغرب الوطنية السياسية، طوَّرت الجزائر الوطنية الدينية”. (أنظر مجلة l’Afrique française. Avril 1933. P203) وذلك لأن “الإسلام يظل خاصية ثُبُوتِيَّة ومستمرة من خصائص الهوية الوطنية الجزائرية، وأن أهميته تزداد حجما في الجزائر”. (جاك فريمو: فرنسا والإسلام من نابوليون إلى ميتران. تعريب هاشم صالح. ص 252).
وتأكيدا لهذه الأقوال، وهذه الخاصية الثبوتية للهوية الوطنية الجزائرية، أودُّ أن أنشر ما سجَّلتُه في يومياتي بتاريخ 1 نوفمبر من عام 1991، على لسان مناضل حزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية، الأستاذ محمد الطيب العَلَوي من أن قياديا في الحزب الشيوعي “الجزائري” في منطقة الأوراس اتصل في مكان سري بالمجاهد سي مصطفى ابن بولعيد، بُعيد إعلان الثورة، وقال له: إننا مستعدُّون للانضمام إلى الثورة بشرط إصدار بيان تفسخون فيه جملة “إقامة الدولة الجزائرية في إطار المبادئ الإسلامية”. لم يترك سي مصطفى ذلك “الرفيق” يكمل كلامه، ونهض وهو يقول: “لأجل تلك الجملة ثُرنا”.
أقسم بالله العظيم أن هذا ما سجَّلتُه في ذلك التاريخ، وكان في ندوةٍ عُقدت في كلية الشعب بقسنطينة، وممن كان حاضرا فيها الشيخ أحمد حماني، وعبد الرحمان شيبان، ومحمد الطاهر فضلاء، ومصطفى بوغابة، وأحمد بري، والعقيد محمدي السعيد، وعبد الحق ابن باديس، ود.عبد اللطيف عبادة.
رحم الله المجاهد الشهيد الرمز سي مصطفى ابن بولعيد في ذكرى استشهاده، وكلَّ من قتلهم الفرنسيون المجرمون، ولعن الله كلَّ خوَّانٍ كفُور.
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.