بشار

السبت 29 من رمضان 1443 هــ 30 أبريل 2022

‎الزكاة

قال تعالى: «وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ»، فى هذه الآية أمر من الله تعالى بعموم الزكاة ومنها زكاة الفطر، قال تعالى: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى»، قال أكثر المفسرين أن هذه الآية نزلت فى زكاة الفطر، ورَوَى ابْنُ خُزَيْمَةَ أن زَكَاةُ الْفِطْرِ أُضِيفَتْ إلى الْفِطْرِ لِكَوْنِهَا تَجِبُ بِالْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ، وتعرف زكاة الفطر: بزكاة البدن والنفس، وهى تجب على كل مسلم فعن ابن عمر قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نُخرج صدقة الفطر عن كل صغير وكبير وحرٍّ وعبد صاعاً من تمر أو صاعاً من زبيب أو صاعاً من شعير أو صاعاً من قمح، وكان يأمرنا أن نُخْرِجَها قبل الصلاة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقْسمها قبل أن ينصرف إلى المصلّى، ويقول: أغنوهم عن الطواف فى هذا اليوم وروى البخارى، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بزكاة الفطر أن تُؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة، وشرعت زكاة الفطر تطهيرا لنفس الصائم من اللغو والرفث، واللغو هو ما لا ينعقد عليه القلب من القول، والرفث هو الفحش من الكلام، ولأن عبادة الصيام وقتها طول اليوم وطوال الشهر مما قد يقع فيه بعض الناس بشىء من اللغو أو الرفث، فلذلك كان من فضل الله تعالى ورحمته على عباده أن شرع كفارة مالية تجبر النقص الذى قد يقع من الصائم مثل هدى الجبران الذى يجبر محذورا من محذورات الإحرام فى الحج، ومثل سجود السهو فى الصلاة، وهكذا كانت زكاة الفطر لجبر النقص فى الصيام بما يخدشه من أمور الدنيا، ومن هنا كانت طهرة للصائمين من اللغو ومن الرفث روى ابْنِ عَبَّاسٍ، أن رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، فَمَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِىَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِى صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ»، ويرى جمهور العلماء أن زكاة الفطر واجبة على كل المسلمين الأغنياء والفقراء على السواء، لعموم قوله تعالى وأتوا الزكاة، ولما فيها من إغناء للفقراء يوم العيد، ومعنى اغنوهم عن الطواف فى هذا اليوم أى سدوا حاجتهم واكفوهم مؤنتهم.

د. عبدالله عزب

عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر