جنين بورزق

رسالة الطفل الجزائرى لفلسطين
السبت 22 من رمضان 1443 هــ 23 أبريل 2022 ا
يقول إبن الجزائر عبدالخالق بودود
محتوى الرسالة :...

لم يطلب الفلسطينيون من العرب في وقتنا الراهن مدهم بالأسلحة والذخيرة والأموال والوقوف معهم في محنتهم أمام دولة متعصبة، صهيونية، عنصرية، تحشد كل مواطنيها وجيشها وشرطتها للنيل من قدسية المسجد الأقصى، ولكن كل ما يبتغيه الفلسطينيون هو شعورهم بأن وراءهم دعما عربيا يمنحهم القوة والعزيمة والإصرار في مواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية الضخمة.. ليس مطلوبا اجتماع من الجامعة العربية أو مجلس الأمن، لأن المحصلة القديمة معروفة سلفا وهي أن إسرائيل دولة مارقة لا تحترم قرارات دولية، فما بالنا بمقررات وبيانات عربية.

الفلسطينيون في حاجة الى دعم الطفل الجزائري عبد الخالق بودوده الذي أبكي لجنة تحكيم برنامج المسابقات القرآنية (مزامير داود) وكل الحضور، بصنيعه الذي غاب عن فكر دول وحكومات، فهو تبرع بقيمة جائزته في مسابقة القرآن الكريم لأطفال فلسطين. كان بمقدور عبدالخالق الاستمتاع ب400 ألف دينار جزائري ويلهو ويلعب، ولكنه تعاطف مع طفل جريح وكسيح ومعاق، عاندته الظروف في أن يكون حرا طليقا.

تضامن عبد الخالق مع أطفال فلسطين ليس له حدود، فقد طلب من عضو لجنة المسابقة عندما اعتلى منصة التتويج أن يدثره بعلم فلسطين، ليلهب حماس الحضور ويبكيهم في آن بقوله إنه يفدي أطفال فلسطين بماله وروحه. لم يتوقف حماس عبد الخالق بل خاطب أطفال فلسطين نيابة عن كل أطفال بلاده:( كل أطفال الجزائر معكم..لن يهدأ لنا بال حتى نصلي معكم في القدس الشريف كما صلى عمر وصلاح الدين). وأصر عبد الخالق على بعث رسالته لفلسطين وكل العرب والعالم وإسرائيل رافعا علامة النصر بيديه وناطقا بلسانه (النصر قادم لا محالة). ولعل مشهد عبد الخالق متشحا بعلم فلسطين يقودنا الى مشهد آخر، من أرض الجزائر أيضا، بطله هذه المرة شاب أصر علي مشاركة أهل القدس في وقفتهم أمام جيش الاحتلال والمستوطنين المتطرفين وهم يقتحمون ساحة المسجد الأقصى، فما كان منه سوى أن شيد مجسما للأقصى ووضعه على ظهر سيارته وسار بها في شوارع مدينته، في لمحة إنسانية رائعة على دعمه أهل القدس والتضامن معهم في مواجهتهم قوات الاحتلال والمستوطنين الإرهابيين.