فضاءات بشار

بشار

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
ابو زكرياء ابراهيم
مسجــل منــــذ: 2010-10-15
مجموع النقط: 1773.42
إعلانات


كيف نستقبل رمضان؟

كيف نستقبل رمضان؟

اسلاميات 3 افريل 2022 (منذ يوم واحد) الشّيخ بشير شارف

يتساءل كثير من الناس: كيف نستقبل رمضان؟ وهذا التّساؤل هو جزء من استقبال رمضان، فإذا انقدح في ذهنك وفكرك وخاطرك هذا السّؤال فيعني ذلك أنّك مهتمّ برمضان وتريد أن تستعدّ له، وأنّك تخشى أن يضيع منك رمضان فتُحرم فضلَه وثوابَه.

فإذا كنّا نريد أن نستعد لرمضان فعلينا أوّلًا بالتّوبة والإنابة والرّجوع إلى الله؛ فإنّ التّوبة تغسل الخطيئة، وتُذهب الأوزار والأثقال الّتي تحرم المسلم من نيل رضا ربّه، وتزيل عنه الحُجُب الّتي تُقعده عن المسابقة في الخيرات، فمن كان على معاصٍ، أو لم يكن يُصلّي، أو كان مقصّرًا في الصّلاة قبل رمضان، وعَزَمَ بَلْ يَجِب عليه أن يعزم على الإقبال على المسجد والانتظام في الصّلاة فعليه أن يعقِدَ توبة، ويعزم على عدم الرّجوع مرّة أخرى لِما كان عليه من تضييع الصّلاة، وألّا يفارق الطّاعة، حتّى لو شعَر بمرارتها في نفسه يومًا، ولْيعلَمْ جيّدًا أنّ اللهَ تعالى يقبَل توبته طالما رجَع إليه، حتّى وإن تاب مع رمضان الماضي ثمّ عاد إلى المعاصي؛ بل إنّ الله يفرَح بتوبته ورجوعه إليه، كما يفرح أحدُنا بضالَّتِه الّتي عليها طعامه وشرابه في بيداءَ مِن الأرض.

ولنعلَمْ أنّ رمضان فيه فُرص متعدّدة لمغفرة الذّنوب؛ فالله تبارك وتعالى الّذي يبسُطُ يده باللّيل ليتوب مُسيءُ النّهار، ويبسط يده بالنّهار ليتوب مُسيءُ اللّيل، هو الّذي جعل الفرص متعدّدة في هذا الشّهر المبارك؛ قال عليه الصّلاة والسّلام: “مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم مِن ذنبه”؛ فهذه فرصة، وقال: “مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم مِن ذنبه” متفق عليه، وهذه فرصة أخرى، وغيرها من الفرص، وتأكيدًا لجميع الفرص قال صلى الله عليه وسلم: “الصّلوات الخمسُ، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مُكفِّرات لِما بينهنّ، ما اجتُنبت الكبائر”.

استقبال رمضان والاستعداد له يكون بالإكثار مِن الطّاعات وفِعل الخيرات، فكثير من النّاس يعلمون أنّ شهر شعبان هو مُقدّمة شهر رمضان لما ورد في السُّنّة، فتجدهم يتهيّأون فيه بالصّوم نافلة، ويُروّضون أنفسهم على خوض منافسة رمضان، فمِن مُفتتح لختم كتاب الله، ومِن مُحافظ على الصّلوات، ومن مُراجع لأحكام الصّيام، ومن مُدرّب لولده على الامتثال لفرض الصّيام، وقد علم النّاس أنّ شهر شعبان شهر التّصافي بين المسلمين، وشهر تُرفع فيه الأعمال، كما جاء في الحديث الشّريف لما سئل عن شهر شعبان: “ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إلى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ” رواه النّسائي، فعلينا أن نستعدّ بالعزم على تكثيف الطّاعات، واجتناب المحرّمات قبل رمضان وليس إلى العشر الأواخر أو ليلة القدر.

ونستقبل رمضان بشكُرُ اللهَ تعالى أن بلَّغنا رمضانَ، وعلينا أيضًا أن نفرح بفضل الله تبارك وتعالى، فهذا الشّهر المبارك الّذي تعدّدت فيه الخيراتُ؛ إذا قدمَ على العبد وهو على قيد الحياة فهو نعمة تستوجب شكر الله عليها؛ وإن كان سليمًا مُعافىً قادرًا على صيامه فتلك نعمة أخرى تستوجب زيادة الشّكر بالامتثال وزيادة التّقرّب من الله عزّ وجلّ، فكم مِن صحيح معافى كان بيننا يصوم رمضان ويُصلّي القيام هو محروم هذا العام؟ إمّا بمرضه الّذي يمنعه من الصّيام، وإمّا بموته وسفره عن هذه الدّنيا وهو يتمنّى لو أُخّر في الأجل.

ورمضان شهرُ عمل؛ فعلينا أن نستقبل رمضان ونحن نفهمُ جيّدًا أنّ رمضان شهرُ عمل، وليس شهرَ كسَل؛ فقد شهِد تاريخُ المسلمين انتصارات عُظمى في هذا الشّهر، والانتصار لا يأتي إلّا بعد اجتهاد وعمل، فالصّوم ما كان يومًا سببًا للفشل والتّهاون، فما شرّع الله الصّوم لترك العمل، ولا جاء رمضان ليُغيّر الإنسان وقت النّوم ويُضاعف من صُنوف الطّعام، بل ليتخفّف من الدّنيا ويتزوّد للآخرة، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة:183.

ونحن إذ نستقبل شهر رمضان نلحظ حرص غالب ربَّات البيوت على استقبال هذا الشّهر بنظافةِ المنزل، وعلى أن تكونَ كلُّ اللّوازم متوفرة، وأمّا ربّ البيت فهو مَهمُوم بأمر الإنفاق في رمضان وما يحتاجه عيدُ الفِطر من لوازمَ ومصروفات، وكثير من الإدارات ومصالح العمال يرتِّبون الأمور قبل دخول الشّهر ويعمَلون على ترتيب المهام والسّاعات، وروّاد المساجد عُمّار بيوت الله يعلمون أنّ الحلقة الأهمّ هي بيوت الله، حيث قيامُ اللّيل، واستقبال الأعداد الكبيرة من المصلّين والمصلّيات، يقفون على تهيئة المساجد ومرافقها، وكذلك الدّعاة والقرّاء يتهيَّأون بأفضل إعداد، سواء للصّلاة أو بإعداد الدّروس العلمية والمواعظ الّتي يلقونها على النّاس في رمضان، فالكلّ يسعى للتّهيُّؤ لاستقبال شهر رمضان، وحملات التّرتيب شملت كلّ شيء وعمّت كلّ ميدان، إلّا حملات تهيئة القلوب فما تزال متأخّرة عند بعض النّاس، فلابدّ من الالتفات إلى إصلاحها وإعدادها لاستقبال هذا الشّهر؛ فإنّها إذا صلُحت صلُح الجسد والعمل

إمام مسجد - بوروبة


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة