فضل الإسلام على المرأة أنه أعاد إليها كرامتها، وحفظ عليها ماء وجهها من أن تبذله، وحماها من أن تستذل استذلالا مقيتا، وجعلها مصونة في بيت أبيها، تُحْتَرم ويعطف عليها لأنها امرأة، وجعلها مكرّمة معززة في بيت زوجها تبدي رأيها، و تزور أهلها، وتصل رحمها، ومكنها من أن تصبح كنفا للابن وينبوع سعادة، يتدفق بأغلى عاطفة إنسانية، فمن هي المرأة التي نريد اليوم، وماذا نريد منها؟! لقد هاجم الشيخ عبد الحميد بن باديس رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين -رحمه الله – بشدة الآراء الجامدة التي حاولت إبقاء المرأة متاعا مهملا، وكذلك الآراء المتطرفة التي حاولت سلخ المرأة المسلمة من مقوماتها وتجريدها، من خصوصياتها. ونبه العلماء وأولياء أمور البنات إلى أهمية تعليم البنت، ضمن الإطار الحضاري الإسلامي، لأنّ البنت المتعلمة، تستطيع أن تبني أسرة منسجمة ومتماسكة، كما تستطيع أن تصون نفسها، وتحفظ كرامتها، وتضطلع بوظيفتها التربوية داخل الأسرة، وفي المجتمع اضطلاعا كاملا.
وبما أننا أشرفنا على نهاية العام الميلادي 2021 فمن واجبنا أن نستحضر في هذه المناسبة جوانب مشرقة للمرأة الناشطة في جميع المجالات، خاصّة وأنّ صفحتنا تهتم بالمرأة والطفل والأسرة عامة، فلدينا اليوم ثلة من النساء الفضليات اللواتي أدركن معنى العمل والجد والاجتهاد والعطاء والحب والخير، وتفنن في زركشتها بإبداعهنّ، أردت أن أطلع القارئ الكريم على هذه الثلة من الفضليات اللواتي تشرفت بمعرفتهن وبعملهن الدؤوب في الميدان.
وهذه وقفة مع بعض الوجوه من اللواتي أخلصن القول والعمل فبرزن في ميدانهن بكل جدارة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، ومن المؤكد أنه يوجد الكثير من الفضليات اللواتي كرسن حياتهن للعمل الخيري والتربوي ولكنني أكتفي بذكر هذه الثّلة من بينهن، على سبيل المثال لا الحصر:
باحثة، وأديبة، حررت ركنا قارا في الصحافة المستقلة منذ 1994 إلي 2013 في الصحف التالية: أسبوعية الوجه الآخر، الحقيقة، العالم السياسي، كواليس وأخيرا البصائر لسان «حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين».
وهي مدافعة عن حقوق الإنسان المسلم حيثما كان بالنضال بصفة شخصية مستقلة عن أي جهة حكومية وغير حكومية.
في 2005 عمِلت مستشارة متطوعة لفائدة القناة السابعة التركية مع فريق إنتاج شريط وثائقي من عدة حلقات بعنوان «ما وارء الجدران» وقد نظمت لقاءات بين المخرجة التركية السيدة أسليهان إيكر وبعض نساء المجتمع الجزائري الفاعلات وبثت حلقة نساء الجزائر في قناة التلفزة التركية السابعة.
جمعت بين الفرنسية الانجليزية والروسية، إلى جانب اللغة العربية، وقد صدرت لها عدة كتب منها: الشرق بعيون الغرب وقضايا أخرى، من إصدارات منشورات السائحي، كما صدر لها (كوة من نور) و(جمامة)، و(بغداد يوما من بعد) و(تستمر الحياة في سراييفو).
السيدة خلود الغفري مدربة دولية:
فتعرفنا بنفسها قائلة: أنا مدربة دولية معتمدة، مستشارة في الحياة الزوجية وتطوير الذات، معدة ومقدمة دورات تدريبية مباشرة وأونلاين منذ عام 2008، كاتبة لمئات المقالات والاستشارات التي غيرت في حياة الآلاف من النساء، زوجة وأم لأربعة أطفال رائعين. فلسطينية الأصل. إماراتية المولد. وتركية المهجر والوطن والاستقرار. طالبة علم ما حييت. كاتبة ومقدمة دورات أونلاين في مجال الحياة الزوجية، وتنمية الذات للمرأة بشكل عام.
كتبت لسنوات طويلة ربما من عام 2006 على المنتديات النسائية. ثم افتتحت المنتدى الخاص بها لكنها لم تجد فيها غايتها. فكانت فكرة افتتاح المدونة الشخصية، كمنبر حر لأفكارها وما تبنته من توجهات في حياتها الشخصية والأسرية.
الأستاذة عتيقة نابتي:
تعرف نفسها: خريجة جامعة الأمير عبد القادر الدفعة الرابعة قسم الحضارة تخصص لغة ودراسات قرآنية أستاذة متقاعدة وقبيل التقاعد تقدمت لنيل شهادة الماستر من جامعة باتنة في تخصصي اللغة والدراسات القرآنية وسأكمل إلى الدكتوراه إن شاء المولى -عز وجل – وعلى المستوى التكويني تكونت كمرافق أي كوتش وتخصصت في المراهقة وشهادات في الإرشاد الأسري والتربوي ولمساعدة الأسرة والمرأة، بإدارة مشكلات الأسرة وإدارة العلاقات الزوجية والتأهيل للمقبلين على الزواج وأنا أقيم دورات في المجال أونلاين وحضوريا عبر ربوع الوطن.
بدأت التجربة مع طلبتي فأنا تشبعت من معين جامعتي وشيخي الشيخ محمد الغزالي ومن مشكاة ابن باديس فأنشأت على مدار سنين عملي نوادي لطلبتي ختمتها بنادي الشباب ابن باديس الذي كنت أمارس فيه النشاط الثقافي من خلال مبادئ وأسس جمعية العلماء ببناء الإنسان عقائديا وأخلاقيا وفكريا بالمسرح والأنشودة والمجلة الحائطية فكان النادي مؤسسة قائمة بذاتها، ومع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي أخذ طلبتي بيدي وأنشأت معهم حسابات ومجموعات دعوية، وجدت معها ضالتي في نشر الوعي وجاءت فترة كورونا ليتحول العمل بالتركيز على المرأة كونها بوابة للدخول إلى الأسرة وتوجيهها،فكان الهدف منذ البدء اعتبار مواقع التواصل الاجتماعي بوابة وسبيلا نمر من خلاله لنشر الوعي خاصة مع تفسخ الأخلاق وانتشار موجة الإلحاد والشبهات حول القرآن والسنة.
الشاعرة ياسمينة وردة: صاحبة القلم المعبر عن الفرح والألم
تقدم نفسها على أنها رئيس تحرير مجلة: «مسالك للإبداع» وعضو الاتحاد العام للكتاب الجزائريين، قلم نابض، قلم له رونقه وإبداعه، وقد عرفناها على شبكات التواصل الاجتماعي، قلم يتحدث عن الذات بثوب عاطفي رومانسي، وبلغة أدبية ترسم المشاعر بلغة عربية تملك من السحر والبيان والقدرة على ترجمة مكنونات الإنسان، لغة ربانية منتقاة تتكيف مع التكوين البشري وتعبر عن أغوار الذات الإنسانية بعمق كبير.
تقول: مقياس نجاح أو فشل المرأة العربية عامة والجزائرية خاصة في تربية الجيل يبقى مرتبطا بنجاح أو فشل منظومة سياسة كاملة، لكن رأيي أن التعويل على إعداد المرأة كمدرسة لتربية الجيل تبقى تطير بجناح واحد لا بد من إعداد الجناح الثاني ليتم التعاون وإنجاح الشراكة، فالزمن تغير والمرأة اليوم ليست فقط ملزمة بالبيت حصريا، بل لها التزامات أخرى في الخارج، من دراسة وعمل… المجتمع لا يقوم على مجهود المرأة فقط، بل يتطلب ترشيد السياسة ككل، لنبني مجتمعا صالحا، منتجا، مبدعا.
الأستاذة اعتدال دبابش:
رئيسة اللجنة الوطنية للأسرة والمرأة والطفولة بالمكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ومختصة في علم النفس التربوي من جامعة الجزائر سنة 90-91،بعد أن أخذت تقاعدها سنة 2016 فتحت مؤسسة خاصة بالاستشارات النفسية وبناء البرامج وانجاز العتاد التربوي، من خلال مكتب جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الجمعية خلال هاتين السنتين وبسبب الوباء اقتصر عملها وعمل اللجنة الخاصة بالمرأة والطفل هو متابعتها عن بعد هناك و تواصل شبه يومي مع ممثلات لجنة الاسرة في الشعب الولائية للجمعية وتبادل اخبار النشاطات المقدمة من طرفهن. ضف إلى ذلك حضورها اجتماعات المكتب الوطني وإبداء رأيها في ما تم انجازه مما يدخل في اختصاصها ضمن القنوات الرسمية لهياكل الجمعية.
أنفال هادف: مديرة دورات تدريبية ومدربة
تعرف نفسها: عضوة في لجنة الأسرة والمرأة بجمعية العلماء المسلمين، تلميذة الأستاذة عتيقة، مرشد أسري، مدربة تنمية، مصممة إعلانات، بدأ مشواري التدريبي من الأكاديمية في زمن الكورونا، كان الهدف توعية المرأة وتصالحها مع ذاتها ثم لإنشاء أسرة ربانية، بدأت سلسلة من الدورات رفقة أستاذتي كنت المرافقة لها واليد اليمنى لها أتتلمذ على يدها من علمها الراقي، وأشرفت على تقديم دورة بعنوان تنمية ذاتية.. ولي دورات مستقبلا حضوريا وأونلاين.
من أعمالي في الأكاديمية مديرة دورات الأستاذة عتيقة.. أشرفت على مشروع قرائي خلال موسمين من مشرفة على مجموعة الإبداع متكونة من 30 قارئة ومصممة ومنسقة ل 10 مجموعات أخرى خاصة بالقراءة. من شعاراتي ليمضي وقتنا في تغذية عقولنا ،نحن هنا لنزرع أملا ونحيي قلبا.
مديرة روضة ابن باديس بمدينة قالمة (الجزائر)، ورئيسة شعبة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، لها نشاطات عدة، منها ورشة لتحفيظ القرآن الكريم «والله الذي حفر حب القرآن في قلوبنا.. وزرع بذرة خدمته وخدمة أهله في وجداننا.. إنّ كمَّ الدعوات التي أمطرتنا بها الطالبات والمعلمات والأولياء خلال أيام التربص كلها.. وابتسامات الرضا والسعادة المشرقة من ثغور الجميع بعد كل حصة وفي ختام الحصص.. والكلمات الرائعة العميقة الأثر التي نثرتها في أرواحنا الطالبات كبارا وصغارا تعبيرا عن شكرهن وامتنانهن.. لأكبر نعمة تساوي الدنيا وما فيها.. هان معها كل تعب.. ومسحت على قلوبنا وأشرقت لها أرواحنا ..الحمد لله الذي استخدمنا في أشرف مهنة.. خدمة القرآن وأهله…
كذلك بالنسبة للندوات القيمة التي نظمتها لجنة المرأة والأسرة والطفل بمقر مدرسة الصنوبر، استهلتها الأستاذة بمقدمة رائعة عن ميزة الشاب والفتاة الملتزمان بدين الله والثابتين على الطاعات في زمن المغريات المفتوحة والمتاحة، ثم أجابت بتفصيل وإسهاب ووضوح وصراحة عن كل تساؤلاتهن الفقهية في مختلف المجالات من طاعات ومعاملات وغيرها، وقد حرصنا على بقاء الفتيات مع الأستاذة لوحدهن ليسألن بصراحة ودون حرج عن كل ما يستشكل عليهن في أمور دينهن من صلاة وطهارة ولباس وعلاقات وزينة.. وغيرها. وكان أسلوب الاستاذة راقيا جدا صريح جدا واضح جدا وحنون جدا جزاها الله خير الجزاء ونفع بها وأنبت بناتنا في طاعته وألبسهن لباس العلم والحشمة والتقوى. والحمد لله على فضله.
صدر لها كتاب تحت عنوان: من وحي التجربة وهو يتضمن بين دفتيه عدة مقالات نشرت عبر جريدة البصائر.
الدكتورة فضيلة قرين:
تقول عن نفسها: ولدت ونشأت في مدينة العلمة، ولاية سطيف، عشت طفولة ماتعة في كنف أسرة محبة وحنونة، وباعتباري البنت الكبرى، فقد كانت معاملتي مميزة، كلفت بمسؤوليات كثيرة منذ طفولتي، وتلقيت كلّ التشجيع والدعم من الوالدين الكريمين، تخرجت من ثانوية الشهاب في مدينة العلمة حيث كنت أقرأ بشره، وبدأت هناك أقرأ عيون البصائر، ثم التحقت بجامعة الأمير عبد القادر حيث كانت انطلاقتي في الفكر الإسلامي والحضاري، وهناك رسمت معالم شخصيتي، حصلت على ماجستير في قسم معارف الوحي والعلوم الإنسانية من الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، حيث رأيت العالم من زاوية كونية، وتحصلت على الدكتوراه من جامعة ملايا، وأجد أن مسيرتي الحياتية والعلمية تشبه إلى حد ما رحلة ابن بطوطة، من العلمة مدينة أحلامي إلى مدينة العلم والعلماء قسنطينة إلى كوالالمبور التي قضيت فيها قرابة التسع سنوات، إلى عدة مدن كندية، أين قضيت معظم فترة الشباب، وعملت في مجال التعليم، ثم شغلت في سن مبكر جدا منصب مستشار ثقافي لدى وزارة التربية والتعليم في مقاطعة ألبرتا، حاضرت بجامعة ملايا ونشرت مقالات علمية في مجلات عالمية، وشغلت منصب مدير البحث العلمي والمدير التنفيذي للمركز الدولي للتدريب والاستشارة بجامعة ملايا، ومن ثم انتقلت إلى المملكة العربية السعودية ودخلت عالم المنظمات الدولية، لأتولى منصب مديرة الشؤون الأسرية والاجتماعية في منظمة التعاون الإسلامي بالمملكة العربية السعودية، وقد كنت أول امرأة تشغل منصب مديرة في المنظمة، كما كنت عضوا في المجلس الاستشاري للمرأة بمنظمة التعاون الإسلامي والذي ساهمت في تأسيسه، وأيضا عضوا في مجلس الخبراء التابع للجنة المرأة التابعة للبنك الإسلامي للتنمية، أقيم حاليا في أسطنبول، وأعمل كمستشار سام لدى منتدى التعاون الإسلامي للشباب.
الشاعرة وفاء بن حمودة:
وهذه الشاعرة وفاء تعرفنا بأهم المحطّات في حياتها فتقول: لقد حصلت على الميدالية الذهبية في المسابقة العالمية للمجموعة العربية (أفضل العرب في العالم) المقيمة بلندن وتوجت بالمرتبة الأولى (أفضل شاعرة عربية في العالم عن فئة القصيدة النثرية لعام 2021.
وفاء بن حمودة شاعرة جزائرية مواليد 22 أوت ببولوغين الجزائر العاصمة وبنت مدينة الورود البليدة، تعشق الكلمة، ترسمها أحيانا وأحيانا أخرى تُطرب لها كمعزوفةٍ تُجيد اجتياح عواصم حسها، تربت في أسرة ثورية تعلمت منها أن الوطن قِبلة الحروف الأولى وأن الحنين لغة أخرى يفهمها زمن واحد هو الزمن الجميل. لديها ديوانان «محطات الذاكرة» و«حين ترحل أزهار الدّار» ومشاركة في أعمال شعرية كثيرة وهامة وفاء بن حمودة باختصار إنسانة تصنع من الحرف بقاء لكل أشيائها.
الدكتورة رميساء ساسي:
وهذه الدكتورة رميساء أخصائية نفسانية متحصلة على شهادة الدكتوراه تخصص علم النفس العيادي أستاذة جامعية بقسم علم النفس جامعة لونيسي علي البليدة -02.
تقول: اختيار هذا التخصص بالرغم من صعوبة العمل في مجاله كان منبعه الإيمان العميق بأن صناعة الإنسان هي السبيل لكل سبيل.. وأن الصحة النفسية هي منهجية السعادة المفقودة في واقعنا.
فأهمية هذا العمل النفسي في المؤسسات يكمن في المساعدة وفي رفع الوعي النفسي ومواجهة الاضطراب قبل التفاقم، كذلك ضمان جودة الحياة المهنية بتفادي معاناة الاحتراق المهني والوصول بالعامل إلى تحقيق الذات وتأكيدها عن طريق ترتيب أولوياته.
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.