الزراعة التقليدية / مراحل زراعة الارض قديما
الزراعة التقليدية / بقلم د.علي سلامه الخليفات
مراحل زراعة الأرض: تمهيد:
لما كانت الزراعة هي الشامة على وجنة الغور الحبيب وهي العلامة المميزة لأهله الذين اكتحلت عيونهم من أشعة الشمس وانصبغت وجوههم سوادا من حرارتها فإنني أقف على تلال القرن الوحد و العشرين ملتفتا إلى الوراء مستذكرا الأيام التي قضيتها في الزراعة كأي شاب من شباب الغور الغيارى حيث نبدا من شهر أيلول من كل عام بطقوس الزراعة المعتادة بدء من الفشاشة وانتهاء بقطف البندورة (اللقاط) فما اروعها من أيام . فكنا أول ما نبدا بزراعة المساكب و نبقى بجوارها لحمايتها من الطيور(1) و الحيوانات لكي لا تتلفها مطلقين بعض الصيحات نذيرا لها مثل حوحه مع مصاحبة الطبل وعلى الطرف الأخر تبدا عملية الاعتناء بالأرض و تهيئتها للزراعة بالشتل الموجود في المساكب بعملياتها المتعددة حراث تجريف تدسيك تقطيع دولبة بعد ذلك تبدا عملية انزال الماء على الدولاب وتسمى الفشاشة لكي تتم زراعة الشتلة فكنا عندها نقوم بتفصيل القصب و الاستلقاء على ظهورنا لاصطياد العصافير الحائمة فوق الرطوبة مثل ( الصنيصو و القنابر و الفري و أبو البعيص وأبو الحنمون والقنبره ) وفي اليوم التالي نقوم بخلع الشتل من المساكب ووضعه في صناديق استعدادا للزراعة و تبدا هنا عملية ( المعونة) أي مساعدة صاحب الأرض من قبل الأهل و الأقارب و الخلان و الجيران فكان الناس في تلك الأيام من أب واحد و ام واحدة . إذا فرح احدهم لقطف نوع من الخضار فرحوا جميعا لفرحه و ساعدوه على ذلك و إذا الم بأحدهم شئ تألموا كلهم لألمه نعم فهذه هي الزراعة لان من يفهم قيمة الأرض يفهم قيمة كل شئ .
بقيت الزراعة تسير بهذه الخطوات من اوخر الأربعينات إلى أوائل الثمانينات عندما بدأت سلطة وادي الأردن بمشروعها الجديد و بشبكتها المنظمة الحديثة . فلقد ارتأيت هنا أن أشير إلى بعض الألفاظ الزراعية المستخدمة عند أهل الغور الجنوبي لتبقى سجلا شاهدا عليهم و على تراثهم و جهودهم المعطاءة سائلا المولى التوفيق.
- من المخاطر التي كانت تهدد زراعة المساكب كثرة الطيور التي كانت تهاجم بذور البندورة وتقوم بالتهامها ومن اجل ذلك كانت توضع عند المسكب وفي مناطق مختلفة شرا شيح ومفردها شرشوح أي فزاعه لإخافة الطيور وإبعادها عن المساكب ومن المظاهر الغريبة أن القطط
( البساس ) كانت تختبىء وسط المسكب وتقوم بالتقاط العصافير القريبة وتأكلها لكثرتها0
"التفشيش"(الفشاشة) ــ وهو لفظ يستخدم في البدايات الأولى لزراعة الأرض، ويقصد به تنزيل الماء على الأرض لكي تلين تربتها وتخرج الحرارة من باطن التربة لتبقى الأرض رطبة بعد الانتهاء من الموسم الزراعي السابق، والذي ينتهي في أوائل الصيف استعدادا لمرحلة "الحرث".وقد وردت بمادة "فش" ."فشَّ الرطْب" :أخرج ما فيه من الريح، والفَشُوش : مناقع الماء وقرارته.[1]
"فَشَّ الزِّق أخرج ما فيه من الريح" [2]
"الحراث" وهي المرحلة الثانية في الزراعة حيث يتم زرع الأرض بواسطة الآلات الزراعية ويقصد به غربلة التربة ليتم زراعة الأرض من جديد وله عدة مراحل الفتوح وهي المرحلة الأولى و الثناية وهي المرحلة الثانية ثم التجريف ، ثم التدسيك، ثم التقطيع.
"أرض محروثة ومحرثة أي تقلب للزرع وفي حديث معاوية انه قال للأنصار ما فعلت نواضحكم؟ قالوا حرثناها يوم بدر؛ أي اهزلناها"[3]. ويبدو لي أن كلمة "الحراث" استخدمت لتدل على تطرية الأرض بعد قسوتها لأنها تكون غير مزروعة، وبالنظر إلى المعنى الذي نوه إليه ابن منظور وبين المعنى الاستعمالي للكلمة نجد أن هناك تقارب واضحاً، فإننا عندما نحرث الأرض نزيل القسوة عنها لتصبح لينة أي هزيلة القوى التي كانت عليها سابقاً.
"التجريف" وهذه اللفظة كانت تستخدم للدلالة على استواء الأرض المحروثة مع بعضها البعض دون وجود علو أو انخفاض في التربة فتصبح الأرض كالكف لتهيء نفسها لمرحلة جديدة من مراحل الحراث وهي التدسيك ، وورد في اللسان [4] (الجرف: اجترافك الشيء عن وجه الأرض حتى يقال "كانت المرأة ذات لثة فاجترفها الطبيب؛ أي استحاها عن الأسنان قطعا"، والجرف الأخذ الكثير، وجرفك الشيء أخذك الشيء عن وجه الأرض).
يتضح لي بعد المقارنة في استخدام هذه اللفظة أن معناها الاستعمالي جاء مطابقا لما جاءت به المعاجم العربية ودليل ذلك استخدامها بهذا المعنى
"التدسيك" وأطلق هذا اللفظ كما أرى نسبة إلى الآلة المستخدمة في هذه العملية وكانت تسمى "الدسك" وهي عبارة عن تسعة أقراص تقريباً متتابعة تكون بشكل دائري مشفرة من المحيط تعمل على قلب التربة بعد دخولها ولكن بنسبة اقل من الحرث تحضيراً للمرحلة التالية.
وقد وردت في المعجم الوسيط تحت مادة (دسك) بمعنى الأرض المستوية (الدسكرة ــ الأرض المستوية) [5]لكن يتضح لي أن كلمة (التدسيك) كلمة مرتبطة بالآلة المستخدمة والتي تسمى (الدسك) ، وقد يكون أصل هذه الكلمة اجنبياً والذي يدل على معنى القرص (disk)[6] ولان العملية تتم به أطلقوا عليه التدسيك. وبعد البحث في بعض المعاجم العربية المتوفرة تحت مادة دسك مثل لسان العرب ومختار الصحاح والقاموس المحيط والمعجم الوسيط إلا أنني لم أجد لها معنى تحت هذه المادة ، وقال الزبيدي[7]: "وكما قال الجوهري فهو مهمل".
"التقطيع" وهذه اللفظة تقال للدلالة على تقسيم الأرض إلى وحدات صغيرة بشكل مربعات لتصبح بعد ذلك دولابا. فيستغل الدولاب ويترك باقي الأرض.
قطع : "القطع"[8] : إبانة بعض أجزاء الجرم من بعض فصلاً، قطعه يقطعه قطعاً، وقطيعة. ومقطعات الشيء طرائقه التي يتحلل إليها ويتركب عنها، ويقال لجملة الثياب القصار مقطعات . وهذا المعنى يؤدي ما قصد باللفظة بأننا عندما نقطع الأرض نقصد تفصيلها لوحدات صغيرة يتم تنظيمها والسيطرة عليها خلال سير العمليات الزراعية.
"دولاب" ــ وهي لفظة تطلق على قناة بشكل حلزوني تزرع بها الاشتال بعد عملية الدولبة. وقد ذُُكر هذا المعنى في القاموس المحيط أن "الدولاّب "بالضم" ويُفتَح : شكل كالناعورة يستقى به الماء، مُعرّبٌ"[9] "والدولاب : الآلة التي تديرها الدابة ليستقى بها، والجمع دواليب"[10]
"دلبَ ــ دولاب واحد الدواليب فارس معرب قلتُ: الدولاب بفتح الدال نص عليه في المغرب"[11]"الليّة" ــ وهي الوحدة الواحدة من الدولاب ، ويكون شكلها كحرف (L) وملتوية، أي أن مجموع الليّات يسمى دولاباً، ويتضح لي أن استخدام اللفظة مرتبط بشكلها، وقد وردت بهذا المعنى في الصحاح (لوى : الحبل فتله يلويه "ليّاً". ولوى رأسه وألوى برأسه أماله واعرض[12]،وفي الوسيط:( ولوي الرمل وغيره إعوجّ ويقال لوى الفرس: إعوجّ ظهره فهو لوٍ، ولو القرن فهو ألوي والجمع ليٌّ ، وألتوى الشيء انفتل وانثنى وانعطف الرمل وغيره إعوجّ، والليّةُ : المرةُ من الليّ)[13]
"الغزاز" وهي المرحلة التي تزرع فيها الاشتال بعد ترطيبالدواليب وتتطلب معونة ومساعدة الآخرين
"المصطبة" ــ وهي الجزء من الليّة، وتطلق على المساحة التي تشكل البطن بالنسبة للليّة، فتكون على مستوى الدولاب وشكلها مستطيل تقريباً، فهي بمنزلة الاستراحة بالنسبة للمزارع سواء كان ذلك عند متابعته لنمو الشتلة، أو عند قطف المحصول فيمكن له السير عليها من أول الدولاب إلى آخره دون أن يتلف الزرعة، أو أن يضع كل ما يقطفه عليها وبعد ذلك يقوم بالجمع، (والمصطب سندان الحداد، قال الأزهري: سمعت اعرابياً من بني فزارة يقول لخادم له : ألا وارفع لي عن صعيد الأرض مصطبةً أبيت عليها بالليل، فرفع له من السهلة شبه دكان مربع قدر ذراع من الأرض يتقي بها نم الهوامّ بالليل)[14]،(والمصطبةُ مجتمع الناس وهي شبه الدكان يجلس عليها) (والمصطبة بناء غير مرتفع يجلس عله والجمع مصاطب)[15].
"تلم" ــ وهو لفظ يطلقه المزارعون على الشق في الأرض التي تحدثه آلة الحرث ويكون على شكل قناة.وقد ورد في لسان العرب تحت مادة تلم " التّلَمُ : مشق الكراب في الأرض، بلغه أهل اليمن وأهل الغور، وقيل كل أخدود من أخاديد الأرض، والجمع (أتلام) واللُّومة : التي يحرث بها".[16]
"القبارة" ــ وهي لفظة يطلقها المزارعون في منطقة الأغوار يراد بها عمل حفرة لجذر النبت ووضعه فيها لكي يحميها من برد الشتاء، مع تسكير الجارور الممتد في الدولاب أي لا تستطيع الماء السير لفترة تقرب من العشرين يوما.
قبر ــ "القْبرُ ــ مدفن الإنسان ــ وقبره يقبره ويقبرُه : دفنه واقبره : جعل له قبراً"[17]
"السمالة" ــ وهي لفظة تطلق على المرحلة التالية للقبارة والمراد بها إعادة رفع التربة أي الشتلة وفتح الدولاب من جديد ، وتوسيعه لكي تسير به الماء . وقد وردت في اللسان[18] بمعنى الإصلاح "سمل بينهم يسمُل سملاً : أصلح بينهم" وهو معنى يطابق ما أرادوا به حيث أن بالسمالة يتم إصلاح الدولاب وتسير الماء فيه ويصبح الجارور أوسع.
"والسَمَوّلٌ ــ سهل التراب وقيل هي الأرض الواسعة، وقيل هو الجوف الواسع من الأرض"[19].
"القشاشة" ــ لفظة أطلقت وأريد بها إزالة الأعشاب أو كل شيء يضر بالنبتة كالهالوك والهردنة والسعيد وهي تقابل العشابة إلا أن الفارق بين الكلمتين أن الأولى تتم بالطورية (المجرفة)، والثانية تتم باليد . والهدف منهما ايضا إزالة العشب عن الشتلة حتى تستطيع النمو بعيداً عن الأمراض المصاحبة للعشب ." والقشُ ما يكنس من المنازل وغيرها، وقشَّ القوم يقشُّون قشوشاً:أحيوا بعد هزال."[20]
وإنني أرجح المعنى الثاني ببعد أعمق بحيث من يحيا بعد هزال يشعر بالانتعاش والحياة من جديد لإزالة الهزال والإرهاق عنه وكذلك النبتة عند القشاشة فإنها تخفف من الأعشاب وتنمو بسرعة لأنها تشعر بالراحة، تماماً كما الإنسان عندما يحلق رأسه (التنعيم) يشعر بالارتياح.
"القصرة" لفظ أطلق وأريد به نصف دولاب أي ليس دولابا كاملا، وأغلب ما تكون هذه القصرات في نهاية الأرض، فبعد تنظيم الأرض وزراعتها تبقى هناك زوائد فيعملونها قصرات، ويقومون باستغلالها بشتى أنواع الخضار وهذا المعنى واضح في كتب العربية، قال الزبيدي تحت مادة قصر[21] (القصر ، بالفتح والقصر في كل شيء خلاف الطول، وقصر الشيء يقْصُر وقصار خلاف طال ، فهو قصير من قصراء وقصار ومن الأخير قول الأعشى :
لا ناقصي حسب ولا أيد إذا مدت قصاره
وقصره يقصره بالكسر قصرا جعله قصيرا والقصير من الشعر خلاف الطويل، وقال أسيد : قصارة الأرض طائفة قصيرة منها، وهي أسمنها أرضا وأجودها نبتا ، قدر خمسين ذراعا أو أكثر).
"الصفيرة" هي مجموعة من الدواليب تقدر بمساحة دونم أو أقل، فكان المزارعون يقسمون الأرض إلى صفائر أو صفاير؛ حتى يتمكنوا من سقايتها بشكل منظم، وليستطيعوا تنويع الأصناف عند الزراعة كل حسب صفيرته. (والصفيرة والظفيرة ما بين أرضين) [22]
وأتوقع أن المعنى المثبت في التاج يقرب من الاستعمال بدليل أن المزارع عندما يقوم بتنويع الصفائر وأقصد زراعتها فإنه يفصل بين هذه وتلك عن طريق نوعية المحصول، فبالتالي اتخذوا هذه التسمية وساروا عليها.
"الشكارة" وتطلق هذه اللفظة على الأرض المزروعة الصغيرة الحجم وتبلغ من دونم إلى خمس دونمات تقريبا ، ويتضح لي أن اللفظة استخدمت بمعنى الصغير في بداية طلوعه وقد أورد ابن منظور في اللسان [23] "عندما سئل عمر بن عبد العزيز عن الشكير فقال جلساؤه : وما الشكير يا أمير المؤمنين؟ قال : ألم تر إلى الزرع إذا زكى فأفرخ فنبت في أصوله فذلكم الشكير."
"وشكير الإبل صغارها".[24]
"الجارور" لفظة أطلقها المزارعون على القناة الصغيرة التي تجري بها الماء وقد وردت في لسان العرب بهذا المعنى "الجارور : نهر يشق السيل فيجره".[25]
"المسكبة" هي عبارة عن أحواض صغيرة، تبذر بها البذور، وتغطى من الأعلى بغطاء من الخيش لحين اكتمال نمو النبتة بغض النظر عن نوعها كأن تكون مثلا بندورة أو باذنجان أو فلفل ... الخ وبعد ذلك يتخلص المزارع من الغطاء للاستعداد لعملية الغرس. "والمسكبة : الخرقة تقور للرأس كالشبكة "[26] .
"والمسكبة أداة السكب، يقال أرسل الماء في المسكبة والجمع مساكب"[27]
يتضح لي أن المعنى مكتسب من المعنى الأول؛ لأن المسكبة لا يطلق عليها هذا اللفظ إلا إذا اعتلاها الغطاء، أما بدون الغطاء فتسمى أحواضا بالعرف الزراعي السائد عن أهل الغور.
"العقدة" تطلق هذه اللفظة على كومة التراب ، أو العشب المخلوط بالتراب ، أو على أي جسم آخر يغير بواسطته مجرى الماء كالحجارة مثلا إلى اتجاه آخر، ويحدث هذا عندما يعقدها ويثبتها بشكل جيد فلذلك أطلقوا عليها العقدة.
"عقد الحبل والبيع والعهد يعقده عقدا فانعقد (شدّه) والذي صرح به أئمة الاشتقاق أن أصل العقد نقيض الحل والعقد ما تعقد من الرمل وتراكم والجمع أعقاد وقيل العقد
ترطب الرمل من كثرة المطر".[28]
القنواتي : هو الشخص المختار من قبل أغلبية المزارعين في المنطقة التابعة له ، بحيث يقوم بتوزيع المياه على المزارعين لسقاية الأرض بادوار منظمة كاستحقاقه ، ولا يجوز لأي فرد مخالفة أوامره في هذا المجال . ويشترط فيمن يتولى هذه المهمة أن يكون عادلا تقيا ورعا حليما شجاعا لا تأخذه في الحق لومة لائم ،أشهر
القنواتية ( المرحوم خلف الخليل العشوش ، و عيسى سنين الشعار ، و أخليفة خليفة الخليفات ، و صبح عبدربه الدغيمات ، احمد متروك العشيبات، و المختار حمد الأحمد العشوش ، وبري وبري الشعار ،ومشهور غضيان الخليفات وجدوع الموسى العشوش واحمد سليمان البوات أبو حميد وممدوح محمد ابخيت المحافظه وجميل مفضي العشوش).
الأدوات المستخدمة في الزراعة :وتقسم الى قسمين :- التقليدية القديمة:
1- كالطورية بنمرها المختلفة 1 أو 2 أو 3 او4 وتقاس قوة المزارع وقدرته على تحمل أعباء الزراعة والتمشي مع مراحلها المختلفة بحجم تلك الطورية ، ومن أسمائها القحفة ،و المجرفة .
2- الشاعوب ك وهو عبارة عن قطعة حديدية لها أربعة رؤوس موصولة بعصا من الخشب ن وتستخدم في عمليات الزراعة المختلفة .
3- المشط : أداة تستخدم في الزراعة لتنظيف الأرض قبل و بعد الزراعة و خاصة في عمل المساكب.
4- المنجل أو القاطولة : وهي أداة خاصة بالحصد وجد بعض الأعشاب الضارة ، الهردنة و النجيل و غيرها.
5- القدوم : لنكش المساحات الصغيرة عند الزراعة ، كزراعة الفجل أو الخص وغيرها.
- الحديثة : ويقصد بها التي استخدمت بعد الثمانينات ؛ أي بعد الشروع في زراعة الري بالتنقيط ، كالتاراكتور ، و المحراث (الصاج) و الدسك و الجرافة و القطاعة والفرامة .
بقي أن نشير إلى مجموعة من النباتات المفيدة التي كانت تشكل وجبة غذاء رئيسة لأهل الاغوارمثل ( الخبيزه و الهندبة و السلق والكِبسة أو الحويرنة و الفيتة و الفرفحينة و القطف و المزيط و الخرفيش و القليلة و لسان البعير و خصيوة الجدي والجلبانة و الزوتة و الفقع و الدوم و الشومروالعصفر ولسان الثوروالقرع و الليف والبسباس والترتوس)1
كما وازدهرت صناعة الأطعمة المحلية القائمة على النباتات السابقة و مشتقات اللبن مثل : (السماط و اللزاقية و القشدة و الرشوف و قرص الناراو المجللة و القلاية و الفتة والفويرة و العيش و المجدرة و رزعلى بندورة وعدس مع ملوخية وفرفحينة على لبن ورزعلى لبن و البحت وهو الرز مع الحليب والقليه او البيبه وهي مطحون القمح مع السكر )2
1- ومن نافلة الكلام الحديث عن بعض النباتات الطبية التي كانت تنبت في الأغوار كالجعده والشيح والبابونج والبعيثران والقاسوم والميرميه والحرمل البري نعنع القناة ونبات القدحه والخروع ولحاء الكينا والعاقول والحنظل البري والبقدونس
2- تطورت الأطعمة وأنواعها في الأغوار الجنوبية مواكبة التطور المتسارع وأخذت بعض الأطعمة مكان الصدارة عند أبناء الأغوار وعلى رأسها المنسف القاسم المشترك بين الاردنين والكبسة والمقلوبة والصواني بانوعها والصيادية والزرب والدجاج المحشي والمحاشي بأنواعها 0
ولاننسى ( أكلة الكرشات سواء كانت بقرا او غنما ومتعلقاتها من زموع بقر كما تسمى او أرجل غنم
مع الرؤوس وتلقى هذه الأكلات إقبالا منقطع النظير في المناسبات المختلفة, ولعل خبز الشراك هو من
أهم مقومات الأسرة في الأغوار حيث كان يشكل مع الشاي وجبة شهية في الصباح لدى الأطفال وقبل
ذهابهم إلى المدرسة 0
مراحل زراعة الأرض: تمهيد:
لما كانت الزراعة هي الشامة على وجنة الغور الحبيب وهي العلامة المميزة لأهله الذين اكتحلت عيونهم من أشعة الشمس وانصبغت وجوههم سوادا من حرارتها فإنني أقف على تلال القرن الوحد و العشرين ملتفتا إلى الوراء مستذكرا الأيام التي قضيتها في الزراعة كأي شاب من شباب الغور الغيارى حيث نبدا من شهر أيلول من كل عام بطقوس الزراعة المعتادة بدء من الفشاشة وانتهاء بقطف البندورة (اللقاط) فما اروعها من أيام . فكنا أول ما نبدا بزراعة المساكب و نبقى بجوارها لحمايتها من الطيور(1) و الحيوانات لكي لا تتلفها مطلقين بعض الصيحات نذيرا لها مثل حوحه مع مصاحبة الطبل وعلى الطرف الأخر تبدا عملية الاعتناء بالأرض و تهيئتها للزراعة بالشتل الموجود في المساكب بعملياتها المتعددة حراث تجريف تدسيك تقطيع دولبة بعد ذلك تبدا عملية انزال الماء على الدولاب وتسمى الفشاشة لكي تتم زراعة الشتلة فكنا عندها نقوم بتفصيل القصب و الاستلقاء على ظهورنا لاصطياد العصافير الحائمة فوق الرطوبة مثل ( الصنيصو و القنابر و الفري و أبو البعيص وأبو الحنمون والقنبره ) وفي اليوم التالي نقوم بخلع الشتل من المساكب ووضعه في صناديق استعدادا للزراعة و تبدا هنا عملية ( المعونة) أي مساعدة صاحب الأرض من قبل الأهل و الأقارب و الخلان و الجيران فكان الناس في تلك الأيام من أب واحد و ام واحدة . إذا فرح احدهم لقطف نوع من الخضار فرحوا جميعا لفرحه و ساعدوه على ذلك و إذا الم بأحدهم شئ تألموا كلهم لألمه نعم فهذه هي الزراعة لان من يفهم قيمة الأرض يفهم قيمة كل شئ .
بقيت الزراعة تسير بهذه الخطوات من اوخر الأربعينات إلى أوائل الثمانينات عندما بدأت سلطة وادي الأردن بمشروعها الجديد و بشبكتها المنظمة الحديثة . فلقد ارتأيت هنا أن أشير إلى بعض الألفاظ الزراعية المستخدمة عند أهل الغور الجنوبي لتبقى سجلا شاهدا عليهم و على تراثهم و جهودهم المعطاءة سائلا المولى التوفيق.
- من المخاطر التي كانت تهدد زراعة المساكب كثرة الطيور التي كانت تهاجم بذور البندورة وتقوم بالتهامها ومن اجل ذلك كانت توضع عند المسكب وفي مناطق مختلفة شرا شيح ومفردها شرشوح أي فزاعه لإخافة الطيور وإبعادها عن المساكب ومن المظاهر الغريبة أن القطط
( البساس ) كانت تختبىء وسط المسكب وتقوم بالتقاط العصافير القريبة وتأكلها لكثرتها0
"التفشيش"(الفشاشة) ــ وهو لفظ يستخدم في البدايات الأولى لزراعة الأرض، ويقصد به تنزيل الماء على الأرض لكي تلين تربتها وتخرج الحرارة من باطن التربة لتبقى الأرض رطبة بعد الانتهاء من الموسم الزراعي السابق، والذي ينتهي في أوائل الصيف استعدادا لمرحلة "الحرث".وقد وردت بمادة "فش" ."فشَّ الرطْب" :أخرج ما فيه من الريح، والفَشُوش : مناقع الماء وقرارته.[1]
"فَشَّ الزِّق أخرج ما فيه من الريح" [2]
"الحراث" وهي المرحلة الثانية في الزراعة حيث يتم زرع الأرض بواسطة الآلات الزراعية ويقصد به غربلة التربة ليتم زراعة الأرض من جديد وله عدة مراحل الفتوح وهي المرحلة الأولى و الثناية وهي المرحلة الثانية ثم التجريف ، ثم التدسيك، ثم التقطيع.
"أرض محروثة ومحرثة أي تقلب للزرع وفي حديث معاوية انه قال للأنصار ما فعلت نواضحكم؟ قالوا حرثناها يوم بدر؛ أي اهزلناها"[3]. ويبدو لي أن كلمة "الحراث" استخدمت لتدل على تطرية الأرض بعد قسوتها لأنها تكون غير مزروعة، وبالنظر إلى المعنى الذي نوه إليه ابن منظور وبين المعنى الاستعمالي للكلمة نجد أن هناك تقارب واضحاً، فإننا عندما نحرث الأرض نزيل القسوة عنها لتصبح لينة أي هزيلة القوى التي كانت عليها سابقاً.
"التجريف" وهذه اللفظة كانت تستخدم للدلالة على استواء الأرض المحروثة مع بعضها البعض دون وجود علو أو انخفاض في التربة فتصبح الأرض كالكف لتهيء نفسها لمرحلة جديدة من مراحل الحراث وهي التدسيك ، وورد في اللسان [4] (الجرف: اجترافك الشيء عن وجه الأرض حتى يقال "كانت المرأة ذات لثة فاجترفها الطبيب؛ أي استحاها عن الأسنان قطعا"، والجرف الأخذ الكثير، وجرفك الشيء أخذك الشيء عن وجه الأرض).
يتضح لي بعد المقارنة في استخدام هذه اللفظة أن معناها الاستعمالي جاء مطابقا لما جاءت به المعاجم العربية ودليل ذلك استخدامها بهذا المعنى
"التدسيك" وأطلق هذا اللفظ كما أرى نسبة إلى الآلة المستخدمة في هذه العملية وكانت تسمى "الدسك" وهي عبارة عن تسعة أقراص تقريباً متتابعة تكون بشكل دائري مشفرة من المحيط تعمل على قلب التربة بعد دخولها ولكن بنسبة اقل من الحرث تحضيراً للمرحلة التالية.
وقد وردت في المعجم الوسيط تحت مادة (دسك) بمعنى الأرض المستوية (الدسكرة ــ الأرض المستوية) [5]لكن يتضح لي أن كلمة (التدسيك) كلمة مرتبطة بالآلة المستخدمة والتي تسمى (الدسك) ، وقد يكون أصل هذه الكلمة اجنبياً والذي يدل على معنى القرص (disk)[6] ولان العملية تتم به أطلقوا عليه التدسيك. وبعد البحث في بعض المعاجم العربية المتوفرة تحت مادة دسك مثل لسان العرب ومختار الصحاح والقاموس المحيط والمعجم الوسيط إلا أنني لم أجد لها معنى تحت هذه المادة ، وقال الزبيدي[7]: "وكما قال الجوهري فهو مهمل".
"التقطيع" وهذه اللفظة تقال للدلالة على تقسيم الأرض إلى وحدات صغيرة بشكل مربعات لتصبح بعد ذلك دولابا. فيستغل الدولاب ويترك باقي الأرض.
قطع : "القطع"[8] : إبانة بعض أجزاء الجرم من بعض فصلاً، قطعه يقطعه قطعاً، وقطيعة. ومقطعات الشيء طرائقه التي يتحلل إليها ويتركب عنها، ويقال لجملة الثياب القصار مقطعات . وهذا المعنى يؤدي ما قصد باللفظة بأننا عندما نقطع الأرض نقصد تفصيلها لوحدات صغيرة يتم تنظيمها والسيطرة عليها خلال سير العمليات الزراعية.
"دولاب" ــ وهي لفظة تطلق على قناة بشكل حلزوني تزرع بها الاشتال بعد عملية الدولبة. وقد ذُُكر هذا المعنى في القاموس المحيط أن "الدولاّب "بالضم" ويُفتَح : شكل كالناعورة يستقى به الماء، مُعرّبٌ"[9] "والدولاب : الآلة التي تديرها الدابة ليستقى بها، والجمع دواليب"[10]
"دلبَ ــ دولاب واحد الدواليب فارس معرب قلتُ: الدولاب بفتح الدال نص عليه في المغرب"[11]"الليّة" ــ وهي الوحدة الواحدة من الدولاب ، ويكون شكلها كحرف (L) وملتوية، أي أن مجموع الليّات يسمى دولاباً، ويتضح لي أن استخدام اللفظة مرتبط بشكلها، وقد وردت بهذا المعنى في الصحاح (لوى : الحبل فتله يلويه "ليّاً". ولوى رأسه وألوى برأسه أماله واعرض[12]،وفي الوسيط:( ولوي الرمل وغيره إعوجّ ويقال لوى الفرس: إعوجّ ظهره فهو لوٍ، ولو القرن فهو ألوي والجمع ليٌّ ، وألتوى الشيء انفتل وانثنى وانعطف الرمل وغيره إعوجّ، والليّةُ : المرةُ من الليّ)[13]
"الغزاز" وهي المرحلة التي تزرع فيها الاشتال بعد ترطيبالدواليب وتتطلب معونة ومساعدة الآخرين
"المصطبة" ــ وهي الجزء من الليّة، وتطلق على المساحة التي تشكل البطن بالنسبة للليّة، فتكون على مستوى الدولاب وشكلها مستطيل تقريباً، فهي بمنزلة الاستراحة بالنسبة للمزارع سواء كان ذلك عند متابعته لنمو الشتلة، أو عند قطف المحصول فيمكن له السير عليها من أول الدولاب إلى آخره دون أن يتلف الزرعة، أو أن يضع كل ما يقطفه عليها وبعد ذلك يقوم بالجمع، (والمصطب سندان الحداد، قال الأزهري: سمعت اعرابياً من بني فزارة يقول لخادم له : ألا وارفع لي عن صعيد الأرض مصطبةً أبيت عليها بالليل، فرفع له من السهلة شبه دكان مربع قدر ذراع من الأرض يتقي بها نم الهوامّ بالليل)[14]،(والمصطبةُ مجتمع الناس وهي شبه الدكان يجلس عليها) (والمصطبة بناء غير مرتفع يجلس عله والجمع مصاطب)[15].
"تلم" ــ وهو لفظ يطلقه المزارعون على الشق في الأرض التي تحدثه آلة الحرث ويكون على شكل قناة.وقد ورد في لسان العرب تحت مادة تلم " التّلَمُ : مشق الكراب في الأرض، بلغه أهل اليمن وأهل الغور، وقيل كل أخدود من أخاديد الأرض، والجمع (أتلام) واللُّومة : التي يحرث بها".[16]
"القبارة" ــ وهي لفظة يطلقها المزارعون في منطقة الأغوار يراد بها عمل حفرة لجذر النبت ووضعه فيها لكي يحميها من برد الشتاء، مع تسكير الجارور الممتد في الدولاب أي لا تستطيع الماء السير لفترة تقرب من العشرين يوما.
قبر ــ "القْبرُ ــ مدفن الإنسان ــ وقبره يقبره ويقبرُه : دفنه واقبره : جعل له قبراً"[17]
"السمالة" ــ وهي لفظة تطلق على المرحلة التالية للقبارة والمراد بها إعادة رفع التربة أي الشتلة وفتح الدولاب من جديد ، وتوسيعه لكي تسير به الماء . وقد وردت في اللسان[18] بمعنى الإصلاح "سمل بينهم يسمُل سملاً : أصلح بينهم" وهو معنى يطابق ما أرادوا به حيث أن بالسمالة يتم إصلاح الدولاب وتسير الماء فيه ويصبح الجارور أوسع.
"والسَمَوّلٌ ــ سهل التراب وقيل هي الأرض الواسعة، وقيل هو الجوف الواسع من الأرض"[19].
"القشاشة" ــ لفظة أطلقت وأريد بها إزالة الأعشاب أو كل شيء يضر بالنبتة كالهالوك والهردنة والسعيد وهي تقابل العشابة إلا أن الفارق بين الكلمتين أن الأولى تتم بالطورية (المجرفة)، والثانية تتم باليد . والهدف منهما ايضا إزالة العشب عن الشتلة حتى تستطيع النمو بعيداً عن الأمراض المصاحبة للعشب ." والقشُ ما يكنس من المنازل وغيرها، وقشَّ القوم يقشُّون قشوشاً:أحيوا بعد هزال."[20]
وإنني أرجح المعنى الثاني ببعد أعمق بحيث من يحيا بعد هزال يشعر بالانتعاش والحياة من جديد لإزالة الهزال والإرهاق عنه وكذلك النبتة عند القشاشة فإنها تخفف من الأعشاب وتنمو بسرعة لأنها تشعر بالراحة، تماماً كما الإنسان عندما يحلق رأسه (التنعيم) يشعر بالارتياح.
"القصرة" لفظ أطلق وأريد به نصف دولاب أي ليس دولابا كاملا، وأغلب ما تكون هذه القصرات في نهاية الأرض، فبعد تنظيم الأرض وزراعتها تبقى هناك زوائد فيعملونها قصرات، ويقومون باستغلالها بشتى أنواع الخضار وهذا المعنى واضح في كتب العربية، قال الزبيدي تحت مادة قصر[21] (القصر ، بالفتح والقصر في كل شيء خلاف الطول، وقصر الشيء يقْصُر وقصار خلاف طال ، فهو قصير من قصراء وقصار ومن الأخير قول الأعشى :
لا ناقصي حسب ولا أيد إذا مدت قصاره
وقصره يقصره بالكسر قصرا جعله قصيرا والقصير من الشعر خلاف الطويل، وقال أسيد : قصارة الأرض طائفة قصيرة منها، وهي أسمنها أرضا وأجودها نبتا ، قدر خمسين ذراعا أو أكثر).
"الصفيرة" هي مجموعة من الدواليب تقدر بمساحة دونم أو أقل، فكان المزارعون يقسمون الأرض إلى صفائر أو صفاير؛ حتى يتمكنوا من سقايتها بشكل منظم، وليستطيعوا تنويع الأصناف عند الزراعة كل حسب صفيرته. (والصفيرة والظفيرة ما بين أرضين) [22]
وأتوقع أن المعنى المثبت في التاج يقرب من الاستعمال بدليل أن المزارع عندما يقوم بتنويع الصفائر وأقصد زراعتها فإنه يفصل بين هذه وتلك عن طريق نوعية المحصول، فبالتالي اتخذوا هذه التسمية وساروا عليها.
"الشكارة" وتطلق هذه اللفظة على الأرض المزروعة الصغيرة الحجم وتبلغ من دونم إلى خمس دونمات تقريبا ، ويتضح لي أن اللفظة استخدمت بمعنى الصغير في بداية طلوعه وقد أورد ابن منظور في اللسان [23] "عندما سئل عمر بن عبد العزيز عن الشكير فقال جلساؤه : وما الشكير يا أمير المؤمنين؟ قال : ألم تر إلى الزرع إذا زكى فأفرخ فنبت في أصوله فذلكم الشكير."
"وشكير الإبل صغارها".[24]
"الجارور" لفظة أطلقها المزارعون على القناة الصغيرة التي تجري بها الماء وقد وردت في لسان العرب بهذا المعنى "الجارور : نهر يشق السيل فيجره".[25]
"المسكبة" هي عبارة عن أحواض صغيرة، تبذر بها البذور، وتغطى من الأعلى بغطاء من الخيش لحين اكتمال نمو النبتة بغض النظر عن نوعها كأن تكون مثلا بندورة أو باذنجان أو فلفل ... الخ وبعد ذلك يتخلص المزارع من الغطاء للاستعداد لعملية الغرس. "والمسكبة : الخرقة تقور للرأس كالشبكة "[26] .
"والمسكبة أداة السكب، يقال أرسل الماء في المسكبة والجمع مساكب"[27]
يتضح لي أن المعنى مكتسب من المعنى الأول؛ لأن المسكبة لا يطلق عليها هذا اللفظ إلا إذا اعتلاها الغطاء، أما بدون الغطاء فتسمى أحواضا بالعرف الزراعي السائد عن أهل الغور.
"العقدة" تطلق هذه اللفظة على كومة التراب ، أو العشب المخلوط بالتراب ، أو على أي جسم آخر يغير بواسطته مجرى الماء كالحجارة مثلا إلى اتجاه آخر، ويحدث هذا عندما يعقدها ويثبتها بشكل جيد فلذلك أطلقوا عليها العقدة.
"عقد الحبل والبيع والعهد يعقده عقدا فانعقد (شدّه) والذي صرح به أئمة الاشتقاق أن أصل العقد نقيض الحل والعقد ما تعقد من الرمل وتراكم والجمع أعقاد وقيل العقد
ترطب الرمل من كثرة المطر".[28]
القنواتي : هو الشخص المختار من قبل أغلبية المزارعين في المنطقة التابعة له ، بحيث يقوم بتوزيع المياه على المزارعين لسقاية الأرض بادوار منظمة كاستحقاقه ، ولا يجوز لأي فرد مخالفة أوامره في هذا المجال . ويشترط فيمن يتولى هذه المهمة أن يكون عادلا تقيا ورعا حليما شجاعا لا تأخذه في الحق لومة لائم ،أشهر
القنواتية ( المرحوم خلف الخليل العشوش ، و عيسى سنين الشعار ، و أخليفة خليفة الخليفات ، و صبح عبدربه الدغيمات ، احمد متروك العشيبات، و المختار حمد الأحمد العشوش ، وبري وبري الشعار ،ومشهور غضيان الخليفات وجدوع الموسى العشوش واحمد سليمان البوات أبو حميد وممدوح محمد ابخيت المحافظه وجميل مفضي العشوش).
الأدوات المستخدمة في الزراعة :وتقسم الى قسمين :- التقليدية القديمة:
1- كالطورية بنمرها المختلفة 1 أو 2 أو 3 او4 وتقاس قوة المزارع وقدرته على تحمل أعباء الزراعة والتمشي مع مراحلها المختلفة بحجم تلك الطورية ، ومن أسمائها القحفة ،و المجرفة .
2- الشاعوب ك وهو عبارة عن قطعة حديدية لها أربعة رؤوس موصولة بعصا من الخشب ن وتستخدم في عمليات الزراعة المختلفة .
3- المشط : أداة تستخدم في الزراعة لتنظيف الأرض قبل و بعد الزراعة و خاصة في عمل المساكب.
4- المنجل أو القاطولة : وهي أداة خاصة بالحصد وجد بعض الأعشاب الضارة ، الهردنة و النجيل و غيرها.
5- القدوم : لنكش المساحات الصغيرة عند الزراعة ، كزراعة الفجل أو الخص وغيرها.
- الحديثة : ويقصد بها التي استخدمت بعد الثمانينات ؛ أي بعد الشروع في زراعة الري بالتنقيط ، كالتاراكتور ، و المحراث (الصاج) و الدسك و الجرافة و القطاعة والفرامة .
بقي أن نشير إلى مجموعة من النباتات المفيدة التي كانت تشكل وجبة غذاء رئيسة لأهل الاغوارمثل ( الخبيزه و الهندبة و السلق والكِبسة أو الحويرنة و الفيتة و الفرفحينة و القطف و المزيط و الخرفيش و القليلة و لسان البعير و خصيوة الجدي والجلبانة و الزوتة و الفقع و الدوم و الشومروالعصفر ولسان الثوروالقرع و الليف والبسباس والترتوس)1
كما وازدهرت صناعة الأطعمة المحلية القائمة على النباتات السابقة و مشتقات اللبن مثل : (السماط و اللزاقية و القشدة و الرشوف و قرص الناراو المجللة و القلاية و الفتة والفويرة و العيش و المجدرة و رزعلى بندورة وعدس مع ملوخية وفرفحينة على لبن ورزعلى لبن و البحت وهو الرز مع الحليب والقليه او البيبه وهي مطحون القمح مع السكر )2
1- ومن نافلة الكلام الحديث عن بعض النباتات الطبية التي كانت تنبت في الأغوار كالجعده والشيح والبابونج والبعيثران والقاسوم والميرميه والحرمل البري نعنع القناة ونبات القدحه والخروع ولحاء الكينا والعاقول والحنظل البري والبقدونس
2- تطورت الأطعمة وأنواعها في الأغوار الجنوبية مواكبة التطور المتسارع وأخذت بعض الأطعمة مكان الصدارة عند أبناء الأغوار وعلى رأسها المنسف القاسم المشترك بين الاردنين والكبسة والمقلوبة والصواني بانوعها والصيادية والزرب والدجاج المحشي والمحاشي بأنواعها 0
ولاننسى ( أكلة الكرشات سواء كانت بقرا او غنما ومتعلقاتها من زموع بقر كما تسمى او أرجل غنم
مع الرؤوس وتلقى هذه الأكلات إقبالا منقطع النظير في المناسبات المختلفة, ولعل خبز الشراك هو من
أهم مقومات الأسرة في الأغوار حيث كان يشكل مع الشاي وجبة شهية في الصباح لدى الأطفال وقبل
ذهابهم إلى المدرسة 0