أول نوفمبر 1954- أول نوفمبر 2021-المجد والخلود للشهداء في جنة النعيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله.
وبعد:السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:
قال الله تعالى: وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
آل عمران: 169]. صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم.
*1..نعم،يظل شهر 1 نوفمبر 1954 من كل سنة هو شهر العزة والكرامة والذي نشهد فيه تجدد ذكرى النصر المجيد الذي حققه الشعب الجزائري العظيم عظمة ثورته المجيدة وبسالة جيشه جيش التحرير الوطني نعم جيش التحرير 1954العظيم وجنودنا وقواتنا الشعبية الباسلة قدموا ملحمة عسكرية وتاريخية لم ولن ينساها التاريخ والشعوب،..نعم- الشعوب العظيمة هي فقط القادرة على قهر المستحيل!. هي من تجعل من شموخها وإرادتها وصلابتها وكبريائها.. طاقة نور في النفق الطويل العميق الكئيب المظلم.. ترى بها خطواتها وتحدد اتجاهاتها وتبني قواعدها وتثبِّت أقدامها.. وتأخذ قرارها.. للخروج من ظلام الهزيمة إلى نهار الانتصار...هكذا كانت الثورة النوفمبرية في الجزائر في اول نوفمبر 1954!.
*2..وجاء...فاتح نوفمبر هذه السنة يكتسي روحا ومذاقا وطعما مغايرا، بتغير الوقائع على الأرض وعلى الفضاء الافتراضي وفي الإعلام الرقمي وعبر الممارسات غير الودية وغير الصحية بين المحتل القديم والمستقل الجديد. وقائع، تشير إلى “ثورة” جديدة في العلاقات الجزائرية الفرنسية، من شأنها أن تعيد عقارب الساعة إلى أكثر من 67 سنة للخلف، بعد ما أنهت الثورة التحريرية المباركة معادلة الاحتلال العسكري القائمة، وأخرجت قوات فرنسا الغازية من أرض الجزائر، ورُفع العلم الجزائري عاليا فوق كل البيوت والمباني وفوق كل شبر من الوطن المحرر.
*3..لا شك في أن حرب التحرير وثورة التحرير الجزائرية في أول نوفمبر 1954أسقطت كل الأساطير وأزالت كل الأوهام التي كانت قد رسخت في الأذهان /حول قدرة الردع المطلق للجيش الفرنسي الذي أفرز انطباعا إقليميا ودوليا بأن فرنسا قادرة على الوصول إلى أي هدف من المحيط إلى الخليج بسهولة ويسر وأن تجعل من كل ضربة عسكرية بمثابة رسالة متجددة تبث الخوف والرعب في قلوب الشعوب التي ترضخ تحت نير الاستعمار ومنهم العرب والأفارقة حتى لا يفكروا مجرد تفكير في مناطحة فرنساالعظيمة في إعتقادها والتصدي لأطماعها التوسعية/…
*4..وهنا نقف قليلا ونقول ما قاله المجاهد بومدين رحمه الله للزعيم الفيتنامي الجنرا ل جياب/سأل الرئيس هواري بومدين الجنرال جياب عن أحوالهم مع الأمريكان بعد خسارتهم في الحرب الفيتنامية-اجاب "سيدي الرئيس أن الاستعمار تلميذ غبي لا يفهم الدرس ".إشارة إلى فرنسا التي خسرت الحرب في الهند الصينية ( ديان بيان فو) لتعيد الكرة في الجزائر وتخرج مذلولة مهزومة.//قولا وفعلا...
*5.. ونحن نقول ما قاله رائد النهضة الجزائرية المرحوم الإمام عبدالحميد ابن باديس رحمه الله والقائل / **الجزائر ليست فرنسا ولا تريد أن تصبح من فرنسا.>> ...وأردف قائلا رحمه الله ...
إن الأمة الجزائرية ليست هي فرنسا، ولا يمكن أن تكون فرنسا، ولا تريد أن تصير فرنسا، ولا تستطيع أن تصير فرنسا و لو أرادت، بل هي أمة بعيدة عن فرنسا كل البعد...، في لغتها، وفي أخلاقها، وعنصرها، وفي دينها، لا تريد أن تندمج ولها وطن معين هو الوطن الجزائري
*6..وهنا لابد ان أقول ، نعم.. الشعوب العظيمة هي فقط القادرة على قهر المستحيل!. هي من تجعل من شموخها وإرادتها وصلابتها وكبريائها.. طاقة نور في النفق الطويل العميق الكئيب المظلم.. ترى بها خطواتها وتحدد اتجاهاتها وتبني قواعدها وتثبِّت أقدامها.. وتأخذ قرارها.. للخروج من ظلام الهزيمة إلى نهار الانتصار!.هذه هي الجزائر جزائر الشهداء الابرار رحمهم الله-وهذه هي الجزائر وشعب الجزائر لا يرضى بالهزيمة ولا الركوع للاستدمار الفرنسي اللعين-ولا يقبل الذل والهوان والركوع والسجود الاّ لله الواحد القهار سبحانه وتعالى- نعم الجزائري والشعب الجزائري برمته رفض الركوع للاستدمار الفرنسي اللعين... رفض الهزيمة ورفض الخنوع للاستدمار الفرنسي السرطاني اللعين **
*7..وجاء يوم الفجر يوم الثورة الشعبية للشعب الجزائري ..نعم إنه الفاتح "أول" من نوفمبر 1954 كان يوم الحقيقة...الجهاد في سبيل الله –الله أكبر لا اله الاّ الله محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم - الشهادة في سبيل الله اوالنصر والعيش في كنف الحرية والاطمئنان في بلاد الاسلام ...وكانت المفاجئة للإحتلال الفرنسي اللعين وعساكره وعملائه ومؤيديه من الخونة من الداخل والخارج ..وكانت المفاجئة .. بتسخير من الواحد القهار الله سبحانه وتعالى ربنا ورب الكون كله لا شريك له وهو الواحد القهار ..وكانت المفاجئة للعدو نعم- العدو فوجئ بأننا نقدر ونحن اكتشفنا أنه جيش يُهزم.... كان أمام المجاهدين والشعب الجزائري برمته إمّاالنصر أو الشهادة!. وفعلا التحضير للثورة التحريرية في أول نوفمبر 1954 على الساعة الصفر -التدريب ليل نهار.. ظهرت نتائجها من أول لحظة بعد ساعة الصفر!...في تلك الليلة المباركة."بمنتهى الدقة ومنتهى الجرأة ومنتهى الشجاعة للمجاهدين ".. فبدأ جبل المستحيلات يتهاوى! ببركة من رب العالمين سبحانه وتعالى... والجيش الفرنسي الذي لا يهزم انهزم وأبناء جيش التحرير الوطني انتصر بفضل من رب العالمين سبحانه وتعالى..... وفي إعتقادي الشخصي والله اعلم ...هذه الصورة قدمت للعالم كل العالم بما فيها فرنسا اللعينة ثلاث شهادات!. شهادة وفاة ونهاية الاستدمار الفرنسي للجزائر ارضا وسماءا وفي كل حبة رمل او تراب من أرضنا الحبيبة شمال جنوب شرق غرب.... وشهادة هزيمة الجيش الفرنسي المدجج بمختلف الاسلحة الذي لا يهزم في إعتقاد عملاء فرنسا الحركى البياعين بياعين الدين والوطن وعملاء فرنسا الخبيثة... وشهادة مبكرة لانتصار جيش التحرير الوطني وانتصار الشعب الجزائر برمته وسقوط الخونة والعملاء.
*8..فتحية إلى الشعب الجزائري و جيشها جيش التحريرالوطني وجيشنا الحالي الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني العظيم عظمة ثورته النوفمبرية المجيدة التي ضحى من أجلها المليون ونصف المليون من الشهداء من ابنا الجزائر المنورة -01/11/1954الى 05/7/1962-نعم أقول منورة بدماء شهدائها الابرار في الأمس واليوم والغد وكل غد بمشيئة الله تعالى.....القوات الاستعمارية الاستدمارية الفرنسيةاهتزت الأرض من تحتهم من تحت اقدامهم!
تحية إلى جيشناالعظيم جيشنا الوطني الشعبي ونحن ننعم في الرخاء والاستقلال في وطن إسمه الجزائر المنورة بدماء الشهداء رحمهم الله في الجنة --وتحية مرة اخرى للشعب الجزائري الأبي المجاهد ولجيشنا الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني في الأمس واليوم والغد وكل غد بمشيئة الله تعالى..توفيق الله لم يتخل لحظة عن خير أبناء الجزائر وأجناد الأرض وأبناء الجزائر المنورة بدماء شهدائها الابرار رحمهم الله في جنة تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا!. المجد والخلود لشهدائنا الابرار * تحيا الجزائر أولا وثانيا وثالثا والى الأبد والى ان يرث الله الارض ومن عليها
*9..أنظر أخي القارئ المحترم ..".الكلمة خنجر لا يُرى.* انظر الى الكلمات وتمعن فيها-كلمات ليست كالكلمات انها رصاص وخناجر لا ترى ضد المحتل الفرنسي اللعين وعملائه الخونة خونة الدين والوطن.
نوفمـــبر جلّ جلالك فينا ألست الذي بث فينا اليقينا
سبحنا على لجج من دمانا و للنصر رحنا نسوق السفينا
و ثرنا ، نفجر نارا و نورا و نصنع من صلبنا الثائرينا
و نلهم ثورتنا مبتغانا فتلهم ثورتنا العالمينا
و تسخر جبهتنا بالبلايا فنسخر بالظلم و الظالمينا
و تعنو السياسة، طوعا و كرها لشعب أراد .. فأعلى الجبينا
جمعنا لحرب الخلاص شتاتا سلكنا به المنهج المستبينا
و لو لا التحام الصفوف وقانا لكنا سماسرة مجرمينا
فليت فلسطين…تقفو خطانا و تطوي-كما قد طوينا– السنينا
و بالقدس تهتم..لا بالكراسي تميل يسارا بها و يمينا
شغلنا الورى ، و ملأنا الدنا بشعر نرتله كالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزائر
شاعر الثورة الجزائرية رحمه الله مفدي زكرياء
: حتى لا ننسى التاريخ.. نوفمبر يشهد علينا علم الجزائر
أكرر /نوفمبر جل جلالك فينا.. ألست الذي بث فينا اليقينا.. سبحنا على لجج من دمانا
وللنصر رحنا نسوق السفينة.. وثرنا نفجر نارا ونورا.. ونصنع من صلبنا الثائرين.. ونلهم ثورتنا مبتغانا وتلهم ثورتنا العالمين.
...وهذه رسالة للشباب الجزائري بمناسبة اول نوفمبر 1954-2021م
*نعم- ياشباب الجزائر -ثورة نوفمبر الجزائرية ثورة ضد المستعمر ثورة ضد العبودية والاستغلال .. ثورة نوفمبر1954 المجيدة ثورة التحية والعزة والكرامة، ولم تكن هذه الثورة الوحيدة بل سبقتها ثورات شعبية وتضحيات جسام، لكن ثورة أول نوفمبر 1954 سجلت الفيصل وكانت القاضية ففي نوفمبر 1954اتحد الشعب الجزائري رجالا ونساءا صغارا وكبار شيوخا وشبابا شمالا وجنوبا ، لتبرهن للعالم أننا أردنا والقدر استجاب، عملا بقوله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".صدق الله العظيم....وصدق رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم حتى يرضا وإذا رضي بعد الرضا
...وكما قال الشاعر التونسي الشابى،رحمه الله "إذا الشعب يوما أراد الحياة - فلابد أن يستجيب القدر.. ولابد لليلي أن ينجلى.. ولابد للقيد أن ينكسر"، هكذا قرر أبناء الجزائر المنورة بدماء الشهداء..إطلاق أول رصاصة عبر كامل التراب الوطني ف "أول1" نوفمبر 1954، انطلقت ثورة نوفمبر لتواجه مائة وثلاثين سنة ' 130 سنة "من الاستدمار الفرنسي اللعين والخبيث، متسلحة بمنظور وطني وإيماني وعقائدي لتحرير الإنسان من خرافة أن فرنسا لن تغلب وأن فرنسا قوة عالمية ،فجأة الثورة المباركة لتكذب هذه الخرافة وتوقد في الشعوب المحتلة حب الحرية وكسر قيد الاستعباد والاستبداد، ومناصر ة الشعوب الضعيفة ومنحها حرية تحقيق المصير، وكان شعار ثورتنا المباركة الروح الوطنية والإيمان بحق الحرية وكل ذلك جاء، مسطرا في بيان أول نوفمبر الذي جاء فيه أن أول هدف للثورة هو إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة الوطنية ضمن إطار المبادئ الإسلامية.
وخلفت هذه الثورة مليون ونصف المليون شهيد من مختلف الأعمار والأجناس والمناطق، فرنسا كانت تستهدف كل شئ في الجزائر من دين وعقيدة ولغة، واستعملت كل وسائل التخريب فحرقوا المساجد والمدارس وشردوا السكان ورملت النساء وعذب الأطفال وطمسوا كل رموز السيادة الوطنية ,فنشروا الجهل والشعوذة وحاربوا العلماء واستعملوا القنابل والمتفجرات التي للآن مازال الشعب الجزائري يعاني من انفجاراتها في جنوب الجزائر، فخلفت بذلك ضحايا قتلى ومعاقين.. ورغم كل ذلك قال الشعب قول لا للعبودية ، نعم للحرية . نعم للاستقلال ..وكان له ذلك بطبيعة الحال بعد إستشهاد الملايين من الشعب الجزائري العربي المسلم
كما قال شاعر الثورة مفدي زكريا الذي كان يلهم الثوار والشعب بكلماته الرنانة القوية التي كانت أشد من الرصاص على قلب العدو.
وقال مخاطبا فرنسا في ثورة نوفمبر
يا فرنسا قد مضى وقت العتاب وطويناه كــما يطوى الكـــتاب
يا فرنسا إن ذا يوم الـحــساب فاستعدي وخذي منــا الجواب
إن في ثــورتنا فصل الـخطاب وعقدنا العزم أن تـحيا الجزائر
فاشهدوا .. فاشهدوا .. فاشهدوا
وها قد مرت 67 سنة من اندلاع ثورة نوفمبر المجيدة ويحتفل الشعب الجزائري بهذه المناسبة كل سنة ولا يعني الاحتفال بعد تضحيات آبائنا الشهداء اليوم، ولا البكاء على الماضي، والنحيب بل الاحتفال من أجل مواصلة انطلاقة الماضي، ذلك الماضي الذي لا تختلف ظروفه عن واقع الجزائريين اليوم كثيرا، تلك الانطلاقة التي غيّرت مجرى حياة الجزائريين وكانت مطلع فجر جديد، كما دون ذلك شاعر الثورة «مفدي زكريا» في قصيدته الشهيرة نوفمبر.
ويبقى هدف السمو بالوطن ورقيه والحفاظ عليه من كيد الأعداء هدفا قائما لليوم وغاية واجبة على كل وطني شريف غيور على وطنه.
ويبقى كما قال الشاعر والشيخ ابن باديس
شعب الجزائر مسلما.. وإلى العروبة ينتسب
من قال حاد عن أصله.. أو قال مات فقد كذب
هكذا هو المواطن الجزائر مسلما عربيا أبيا أصيلا
وكل عام والجزائر ولأمة العربية بخير – تحيا الجزائر ورحم الله الشهداء الابرار في جنة النعيم