متزوجات يقضين يومياتهن في مقارنة حياتهن بحياة الأنستغرام رائدات السوشل ميديا يهدمن البيوت
الشروق العربي
متزوجات يقضين يومياتهن في مقارنة حياتهن بحياة الأنستغرام
رائدات السوشل ميديا يهدمن البيوت
نسيبة علال
2021/07/31
بريشة: فاتح بارة
تقضي فئة واسعة من السيدات يومياتهن في المنزل، وبين المسؤوليات الكثيرات أصبحن يجدن وقتا كافيا لتصفح مواقع التواصل المختلفة ومتابعة نشاطات سيدات أخريات عبر الستوري أو المنشورات، ما أنتج ظاهرة اجتماعية جديدة، حيث تسعى المؤثرات عبر فايسبوك، أنستغرام، يوتيوب وتيك توك، لإظهار قدرات خارقة وحياة استثنائية، فيما لا تتوقف ربات البيوت عن مقارنة حياتهن البسيطة بما يشاهدنه عبر الإنترنت.
مواقع التواصل الاجتماعي تسبب الاكتئاب
اتفق الخبراء والأخصائيون في علم النفس وطب الأعصاب على أن الإدمان على الإنترنت من أكبر مسببات الاكتئاب في العصر الحالي، خاصة إذا كان الفرد يتعرض لمحتويات ثابتة بصفة مستمرة وبوتيرة متتالية، كألعاب الفيديو، أو تتبع حياة المشاهير ويومياتهم، ما يجعله يشعر بصغر حجمه الاجتماعي، فما بالك بأن تستمر السيدة في متابعة يوميات سيدات مثلها قد يعشن في بيئة وظروف مادية أسوإ، لكنهن يستمتعن بالحرية الشخصية، وبعيش تفاصيل مميزة كتكوين علاقات جيدة، واكتشاف أماكن وثقافات جديدة، ويعملن على تطوير ذواتهن بأساليب مختلفة، كالتكوين، الرياضة، السفر… فيما تعجز هي كمتفرجة عن عيش الحياة ذاتها بسبب ارتباطات شريكها المهنية، أو البيئة المحافظة والتزامها بوتيرة محددة.. هذه المحتويات التي توجه إليها يوميا وبلا انقطاع، هي جرعات من الاكتئاب قد يستمر ليشعرها بالطبقية والعجز، وقد ينفجر حسب أخصائيين محدثا انتفاضات أسرية.
مؤثرات عبر الشبكة ينجحن في هز استقرار الأسرة الجزائرية
بعيدا عن ظاهرة تقليد كل ما تعرضه المواقع عن نمط العيش، وسعي السيدات بكل السبل لجعل جوانب كثيرة من حياتهن مشابهة أو مطابقة لحياة المشاهير، بدأت الظاهرة تأخذ منعرجا خطيرا في السنوات القليلة الأخيرة، بحيث امتد تأثير الإنترنت نحو العلاقات الزوجية، حين بدأت السيدات في بيئات مختلفة يطالبن بمعاملة زوجية ومفاجآت ورحلات وأسفار وهدايا، كتلك التي تنشرها المؤثرات على حساباتهن الشخصية. وفي هذا الصدد، تفسر الأخصائية النفسية والاجتماعية، مريم بركان: “تعرض المرأة، خاصة الماكثة بالبيت، إلى محتويات رومنسية، يحضر
في ذهنها أوتوماتكيا شريك حياتها ومعاملته لها، وبطبيعة الأنثى، تقارن وتغار.. هذا الأمر بات يدخل الكثيرات في جدالات ساخنة مع أزواجهن، ومن دون أن ينتبهن أو ينتبه أزواجهن، هناك من بلغ بها الأمر حد المطالبة بالطلاق، أو الخلع، نتيجة اقتناعها بأن حياتها البسيطة غير عادية وغير مثيرة، ولا تستحق العيش”.
الفراغ والانشغال بحياة الآخرين ظاهرة عالمية في زمن التكنولوجيا
لقد أصبح عدم امتلاك هاتف ذكي مزود بالإنترنت أمرا خارقا للعادة، حتى لدى الماكثات بالبيت وذوات المستوى العلمي المتدني، ما يعني أن الغالبية أصبحن يتواصلن على الإنترنت عبر مواقع عديدة، بل إن الولوج إلى الشبكة يأخذ أكثر من ربع يوم السيدات رغم مسؤولياتهن الكثيرة، إذ وبحسب الإحصائيات والدراسات المتكررة، تمكنت الإنترنت من الاستحواذ على مكانة الإذاعة والتلفزيون وحتى الأنشطة والهوايات اليومية للمرأة العربية على وجه الخصوص، وتم تصنيفه كأول انشغال يلجأن إليه لسد فراغهن. وهذا، ما يفسر ارتفاع مستوى التأثير والتأثر بمحتويات غريبة ودخيلة وأحيانا تافهة.. تقول الأخصائية الاجتماعية والنفسية: “لم تكن المرأة عبر الحضارات المختلفة بهذا التدني الذي هي عليه اليوم، فقد شهد العالم إنجازات وإبداعات لنساء من مختلف الطبقات وفي جميع المجالات، بينما تسود المجتمعات حاليا موجة من الركود كنتيجة للتقليد الأعمى والأصم لما تسوقه مواقع الإنترنت ليس إلا. فقد أصبحت ربات البيوت يعتمدن على وصفات المواقع لإعداد موائدهن بأدنى إبداع شخصي، ويتبعن نسق المؤثرات في تكوين إطلالاتهن حتى وإن كانت لا تناسب شخصياتهن، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الديكور وتربية الأبناء والسفر وحتى العادات والتقاليد..”.
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.