فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء المرأة وشؤونها

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3383.46
إعلانات


تخصصت في العلاج المعرفي السلوكي نجاة عكنوش.. دكتورة جزائرية تفوقت في أكبر الجامعات الماليزية

تخصصت في العلاج المعرفي السلوكي

نجاة عكنوش.. دكتورة جزائرية تفوقت في أكبر الجامعات الماليزية

سمية سعادة

2021/05/19

أحبّت علم النفس في طفولتها، وعندما كبرت قرّرت أن تلتحق بجامعة بوزريعة، حيث درست علم النفس التربوي، وشاء الله أن تسافر إلى ماليزيا لتواصل دراستها في أكبر الجامعات.

حققت هناك التفوق والتميز خلال عشرين سنة، حيث اعتبرت أحسن طالبة، ثم واحدة من أفضل الأساتذة هناك.

إنها الدكتورة نجاة عكنوش التي عادت إلى الجزائر وهي تحمل العديد من الشهادات التي تؤهلها للعمل في مجال العلاج المعرفي السلوكي في عيادتها التي ستُفتح في الأسابيع القليلة القادمة ببرج البحري بالعاصمة.

“جواهر الشروق” تواصلت مع الدكتورة نجاة التي زودتها بهذه المعلومات حولها مسيرتها الطويلة في علم النفس.

ميول طفولية

بدأت رحلتها في علم النفس في الجزائر، حيث تولد لديها الميل إلى هذا التخصص في طفولتها، ولعل ظروفا كثيرة ساهمت في هذا الميل، مثل وفاة والدها رحمة الله عليه، وكانت حينها في السابعة من عمرها وما ترتب عن ذلك من ظروف صعبة ساهمت كثيرا في توجيه الشغف إلى علم النفس.

الطريق نحو ماليزيا

لم يكن ذهابها إلى ماليزيا لاستكمال دراستها في علم النفس بمحض اختيارها، وإنما كان قدرا مقدرا من الله تعالى، حين كتب لها الزواج هناك.
صحيح أنها حاولت الالتحاق بالجامعة قبل زواجها بعدما ذاع صيت ماليزيا آنذاك على أنها من نمور آسيا الصاعدة، وتميز جامعاتها وتوجه بعضها إلى التوفيق والدمج بين العلوم الغربية بعد غربلتها والقيم الإسلامية، لكن لولا زواجها لما كانت قادرة آنذاك على الالتحاق بالجامعة بماليزيا.

أحسن طالبة في أكبر الجامعات

تمكنت الدكتورة نجاة عكنوش من الحصول على لقب أحسن طالبة في أكبر جامعات ماليزيا، ويعود الفضل في ذلك أولا وقبل كل شيء لله تعالى، ثم لقيم العمل والاجتهاد والتفاني التي تشربتها كجزائرية.

كما أن مقاربة الجامعة التي كانت تدرس فيها لم تضع للطلبة حدا يتوقفوا عنده في التحليل المعمق والتفكير النقدي، بل زودتهم بالثقة المطلقة في التعاطي مع المنتوج الغربي بنظرة تتسم بالندية والإنصاف في النقد، ومحاولة الخروج ببديل يتماشى وقيم المجتمع المسلم.

الجامعة أيضا كانت متميزة من حيث احتوائها على أكثر من مئة جنسية، وقد حاولت هذه الجنسيات قدر الاستطاعة أن تكون سفيرة لبلدها، وبالنسبة للدكتورة عكنوش أرادت أن تعكس من خلالها قيمة الجزائر وثقلها ووزنها.

من أفضل الأساتذة

استطاعت الطالبة الجزائرية المجتهدة أن تحرز نجاحا آخر عندما اعتبرت من بين أفضل الأساتذة في علم النفس في جامعة ماليزيا.

وحول سبب نجاحها في بلوغ هذه المرتبة، تقول الدكتورة نجاة في حديثها لـ ” جواهر الشروق” إن “التدريس رسالة تُشعر الأستاذ بأنه مستأمن على طلبته وعلى منحاهم الفكري والأخلاقي، والطالب صناعة أستاذه، ولذلك التدريس هو مسؤولية أستشعر ثقلها وأحاول قدر الاستطاعة تقديم أحسن ما عندي”.

مضيفة “لا يقتصر هنا العطاء فقط على نقل المعرفة، فالأستاذ ليس فقط ناقلا للمعرفة المجردة، بل يجب طبعها بقيمنا الأصيلة التي تشرّبنا منها، فيتحول الأستاذ بذلك إلى مربي حريص على طلبته ولعل هذا أحد خصائص تفرد الأستاذ”.

العلاج المعرفي السلوكي

تخصصت الدكتورة عكنوش في العلاج المعرفي السلوكي لأنه حاليا المعيار الذهبي في العلاج النفسي، ويعدّ من أهم التطورات التي شهدها علم النفس والعلاج النفسي خلال الخمسين سنة الماضية.

وهو شكل من أشكال العلاج النفسي الذي يعتمد على الدور الذي تلعبه الأفكار في الاكتئاب، اضطرابات القلق مثل الوسواس القهري، الخوف الاجتماعي، الفوبيا، الغضب، والمشاكل الزوجية، الإدمان، الأرق، وغيرها.

وقد أثبت مئات البحوث العلمية الرصينة تفوق العلاج المعرفي على الأدوية المضادة للاكتئاب واضطرابات القلق وفعاليته كمساعد للأدوية في علاج الفصام واضطراب ثنائي القطب.
وقد اقتنعت الأستاذة الجزائرية بفعالية هذا العلاج بعد الاطلاع على البحوث الكثيرة التي أجريت عليه، إضافة إلى مراعاته لقيم المريض ومحاولة تقمص نظرة المريض لحاله وواقعه، هذا ما جعلها تعتقد أنه سيكون علاجا ناجعا في الواقع الجزائري.

تكييف العلاج الغربي مع المجتمع الجزائري

كان لابد من تكييف العلاج المعرفي السلوكي ليكون مناسبا لقيم المجتمع الجزائري، وعلى عكس المدارس الأخرى مثل مدرسة التحليل النفسي، العلاج المعرفي السلوكي ينبني على التعاون المستمر مع المريض وهذا التعاون يستلزم الأخذ بعين الاعتبار وجهة نظر المريض وفهم المشكل الذي يعاني منه من منظوره الخاص، لا أن تفرض عليه قيم المعالج ولا تصوراته.

والشعب الجزائري شعب أصيل، متمسك بقيمه الإسلامية، محب لدينه، وقد لاحظت الدكتورة نجاة أن أغلب من يزورها في العيادة ما يزيد في معاناتهم البعد عن الالتزام بالدين كما يأملون، وقد وجدت أن استعمال تقنية “الاكتشاف الموجه” التي تعتمد على طرح الأسئلة كطريقة قوية وفعالة للوصول بالمريض إلى تعديل تفكيره قد لا تفي بالغرض، ولن تساعده على تقليص الهوة بين طريقة عيشه وما يصبو للوصول إليه وهو يلح بالسؤال “ماذا يجب علي أن أفعل؟”.

هنا تحاول كمعالجة أن تبين له موضع الخلل وكيف يمكن تداركه كأن يكون المريض على سوء تفاهم مع والديه وهذا مما لا يشجع العلاج المعرفي السلوكي عليه.

فالنفسانيون مطالبون بإيصال المريض إلى استعمال الأسئلة التي تؤدي إلى النتيجة التي يرجونها دون تقديم الأجوبة الجاهزة، لكن في مثل هذه الحالات لا يمكن اعتماد الأسئلة فقط لأن الأمر متعلق بقيم لا يمكن مناقشتها منطقيا وإنما يستلزم عليهم أن توجيه المريض لقيمة بر الوالدين، وتحاول الدكتورة قدر المستطاع ان تضع نفسها في مكانه وتنظر للأمر بالطريقة التي ينظر إليها وان لا تنطلق في تعاملها معه على الأحكام القيمية.

وتسعى محدثتنا في كثير من الأحيان إلى ربط مفاهيم علاجية في علم النفس أثبتت البحوث فعالياتها بقيمنا الإسلامية والمجتمعية التي تتوافق معها، مثل قيمة الرضا والتسليم، وهي من أقوى طرق العلاج ويطلق عليها في أدبيات العلاج المعرفي السلوكي “القبول الراديكالي”، هنا تعتمد على تقديم وجهة النظر الإسلامية أولا ثم تربطها بما توصلت إليه البحوث الرصينة في علم النفس على هذا المفهوم لتسقطها على مشكلة المريض.

علاج الاكتئاب والوسواس

تعتبر الدكتورة عكنوش أن العلاج المعرفي السلوكي متفوق على الدواء في علاج كل الاضطرابات النفسية بما فيها الاكتئاب واضطرابات القلق، وقد بينت البحوث أنه في حين أن الادوية تقلل 50% من الأعراض، فإن العلاج المعرفي السلوكي يقلل أكثر من ذلك، كما أن الانتكاسة معدومة تقريبا مقارنة مع الدواء، وقد عاينت ذلك بنفسها، وكم كانت تندهش وهي ترى تعافي المرضى وتوقفهم عن أخذ الدواء بعد حصص معدودة، وكم تكون فرحة المريض كبيرة وهو يرى تعافيا لا يستطيع تصديقه.

شهادات أمريكية

تحصلت نجاة على تدريب في معهد “آرون تي بيك” الأمريكي في علاج الاكتئاب اضطرابات القلق كلها (الوسواس القهري، اضطراب الهلع، الخوف الاجتماعي، القلق المعمم)، اضطرابات الشخصية، اضطراب الأرق، اضطراب الفصام، اضطراب ثنائي القطب، إدماج اليقظة الذهنية مع العلاج المعرفي السلوكي.

كما تلقت تدريبا من معاهد أمريكية أخرى على العلاج المعرفي السلوكي (مثل مستشفى ماساشوستس التابع لجامعة هارفرد وبرنامج مكثف مشهور يدعى الممارسة الإكلينيكية للعلاج المعرفي بكليفلاند، معهد تدريب الوالدين على إدارة سلوك الأطفال).


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة