تعزية في وفاة والدة أخينا الإعلامي عبد الرحمان رزقي
الموت كلمة تخبرك عن إنسان فارقك إلى غير رجعة أو لقاء في هذه الدار، وأصبح من أخبار الماضي، ولم يبق لك منه إلّا الذكريات، وإنّ كان فارقك منذ سويعات.
فالفراق صعبٌ بكلِ حالاته؛ لأنّه يتجسّد بفقدان شخصٍ قريب، أو حبيب، إمّا بالبعُد أو بالوفاة وكلاهما يعتبر قاسياً وصعباً ومفاهيم الموت لدى الناس تختلف، فهناك من يشعر بالموت حين يفقد إنساناً عزيزاً ويخيّل إليه أنّ الحياة قد انتهت، وأنّ ذلك العزيز حين رحل أغلق أبواب الحياة خلفه، وأنّ دوره في الحياة قد انتهى، وهناك من يشعر بالموت حين يحاصره الفشل من كل الجهات، ويكبّله إحساسه بالإحباط عن التقدّم، فيخيل إليه أنّ صلاحيّته في الحياة قد انتهت، وأنّه لم يعد فوق الأرض ما يستحق البقاء من أجله.
فيا ليت الزّمان يعود، والّلقاء يبقى للأبد، ولكن مهما مضينا من سنين؛ سيبقى الموت هو الأنين، وستبقّى الذّكريات قاموساً تتردّد عليه لمسات الوداع والفراق.
لا يوجد هناك قسوة أكثر من أن نسمع خبر وفاة من نحبهم، فيكون الخبر صدمة كبيرة لنا تؤثر في حياتنا ولا نستطيع أن نعود كما كنا من قبل، صحيح أنّ الموت حق على كل إنسان في الحياة إلّا أنّه مفجع ويترك ألماً لا يمحى مع الزمن، ولا يبقى لدينا إلّا ذكرياتنا معهم والدعاء لهم في قبورهم بالرحمة.
وفي غفلة منا تلقينا خبر وفاة المشمولة برحمة الله والدة صديقنا الاعلامي والفاعل الجمعوي الصادق عبد الرحمان رزقي التي وافتها المنية اليوم الاثنين 08 فبراير 2021.
ونحن اليوم نفتقد المرحومة والدة الاخ عبد الرحمان رزقي صاحب أَرق وأَنقى قلب عرفناه، لنتألم بلا ألم، ونبكي بلا صوت، نار في صدرنا بلا لهب وقودها ذكرى، فتيلها لحظات أنهت حياة إنسانة لم تكتمل فرحتها في هذهِ الدنيا، إنسانة عاشت للناس، فرحت لَهم وواستهم وأَعانت الكثيرين منهم، إنسانة قلبها كريشة الطائر الأبيض.
ماتت التي نحبها وستموت غَيرها الكثيرات، وسنموت نحن عن قريب أو بعيد، وننزل منازل كما نزلت، ونقف بين يدي الملك يوم الوعيد، وهذه سنة الله تعالى في خلقه، أنه لا باقي سواه والكل سيرحل إلى الفناء.
كنّا معاً دائماً نتقاسم الأفراح والأحزان، كنّا دائماً نحاول أن نسرق من أيّامنا لحظاتٍ جميلة، نحاول أن تكون هذه اللحظات طويلة، نحاول أن نحقّق سعادةً وحبّاً دائمين، حاولنا دائماً أن نبقى معاً لآخر العمر، لكن لم يخطر ببالنا أنّ الّلقاء لا يدوم، وأنّ القضاء والقدر هو سيّد الموقف، وأنّه ليس بيدنا حيلة أمام تصاريف القدر، وتقلّباته.
(اللَّهُمَّ، اغْفِرْ لها وَارْحَمْهُا، وَاعْفُ عنْها وَعَافِهِا، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُا، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُا، وَاغْسِلْهُا بالمَاءٍ وَالثَلْجٍ وَالبَرَدٍ، وَنَقِّهِا مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُا دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِا، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِا، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِا، وَقِهِا فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ)