الطهارة أو(الخثان)بين المفهوم الديني والعادة
الطهارة أو(الخثان)بين المفهوم الديني والعادة
الشعبية...
لازمة :(الحجام العار عليك.را وليدي مابين إيديك) طالما رددتها النساء وهن تحتفلن بختان الأبناء..وفق طقوس لاتكاد تختلف بين المناطق المغربية ..
في وقت يكون فيه(الحجّام) المكلّف بعملية الختان جاهزا بأدواته البدائية وسمعته التي تنتشر انتشار النار في الهشيم بين القبائل التي تتهافت عليه بغية ختان فلدات الأكباد وتطهيرهن من رجس معنوي يزول بعد العملية ويصبح المولود مسلما حقيقيا يكتمل إسلامه ودينه فيما بعد بالصلاة والزكاة والصوم والحج. نهاية المطاف بعد زواج يُكلّلُ بإنجاب ذرية تكون زيادة في الإسلام..
وأثناء التحضير للعملية التي تستنفر العائلة والقبيلة للفرح بهذا الطقس الديني.تضع أم المُحتفى به رجليها في قصعة بها ماء يُخفّفُ عنها ألما يعتصر دواخلها خوفا من طارئ قد يصيب صغيرها.وفي نفس الوقت تنظر للمرآة وتستاك وتكتحل ريثما تتم العملية بنجاح ،مادام هناك دعاء من الأم وعائلتها وجيرانها، مرتكزين على بركة ولي من المنطقة تحمي دعواته الصغير من كل مكروه قد يصيبه..
وتشارك العازبات والصغيرات في الفرحة بطريقة متداولة في مثل هذه المناسبات تتجلى في إسدال شعورهن على الأكتاف ووضع قطعة من الثوب بيضاء مخططة بماء الزعفران الحر لإضفاء جمالية على الشعور التي تتلاعب بها هبّات النسمات يرددن تعاويد خاصة تساهم في حلول اليُمن والبركة والسلامة من أي عارض قد يُكدّر صفو الفرحة...
في الجهة المقابلة يستعد الحجام أو الطبيب التقليدي وفق المفهوم المحلي لإنجاز العملية، في وقت تقف فيه (رجالات البلاد مع لمعلم) لإكمال عمله بدقة ونجاح...ويكون بصحبته ممرضون متطوعون من أبناء القبيلة لمساعدته على شلّ حركة الصبي وتوفير جو ملائم لنجاح العملية.
(شوف شوف فريّخ) وبمجرد ما تنطلي الحيلة على الصغير حتى يرفع رأسه عاليا ليتحقق فعلا من وجود(فريخ) حتى يكون الحجام قد قام بالعملية وانطلت الحيلة على صغيرنا الذي ينتابه بكاء غير طبيعي لمداراة ألم يعتصره..حينها يٌحمل على ظهر أمه العاري حتى يلتصق به ليكون له بمثابة شفاء طبيعي يساعد على الثئام الجرح في أقصر مدة معينة...
حينها تنطلق الأفراح والزغاريد إشارة إلى فرح قد يطول إلى سبعة أيام وفق العادة المعمول بها في المنطقة.
وتُردَّدُ اللازمة التي طالما شنّفت أسماعنا كل مناسبة ختان.
(الحجام العار عليك را وليدي ما بين يديك).
بقلم : رضوان الصالحي الشيهب .