إمّا
الحرف (إمّا)
تشابه أو في العمل، وبعض المعاني الّتي تفيدها ولكن لها شروطها الخاصّة،
وسنذكرها في هذه الفقرة،
-وتستخدم لتعليق الحكم بأحد الشّيئين المذكورين بعد كلّ منهما إذ يلزم تكرارها أصلًا، كقولنا: ( كُل إمّا رُطبًا، وإمّا تمرًا ).
-وقد يستعاض عن الثّانية بأو، كقولنا: ( كل إمّا رُطبًا، أو تمرًا )،
وقول عليّ كرّم الله وجهه يوصي ابنه الحسن: «واعلمْ أنّ أمامك عقبةً كَؤُوداً، ... وأنّ مَهبِطَكَ بها لا محالةَ إمّا على جنّةٍ أو على نار».
-أو يستعاض عنها بإلّا، كقولنا: ( إمّا أن تأكل رُطبًا، وإلّا فاشرب لبنًا)، وقول الشّاعر كما ورد في الدّيوان:
فإمّا أنْ تكون أخي بحقٍّ
فأَعرفَ منك غَثِّي مِن سَمِيني.
وإلاّ فاطَّرِحني واتّخِذْني
عدوّاً أتَّقِيكَ وتتَّقِيني
وتفيد (إمّا):
1- التّخيير، وذلك كقوله تعالى: { قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا } (86 الكهف)، أي أن يختار أحد الخيارين، دون جمع بينهما.
2- الإباحة، وذلك كقولنا: ( اِقرأ إمّا شعرًا، وإمّا نثرًا )، أي يجوز قراءتهما دون التّقيّد بأحدهما، فقد أبيح الخياران.
3- الشّكّ، ويكثر ذلك، كمثل قولنا: ( رأيت أخاك إمّا مرّة، وإمّا مرّتين )، على سبيل الشّكّ.
4- التّشكيك، بغرض الإبهام، وذلك كقوله تعالى: { وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ } (106 لتوبة)، إذ أنّ الأمر يرجع لله وهو أحكم الحاكمين.
5- التّفصيل، وورد ذلك كثيرًا، ومنه قوله تعالى: { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا } (3 الإنسان)، أي أنّه يوجد قسم شاكر، وآخر كفور من النّاس.
- ويعرب ما بعدها بحسب موقعه من الكلام، فقد يكون مفعولًا به أو فاعلًا وغير ذلك.