إضاءات حول حياة الثائر فرانتز فانون Frantz Fanon
قال ذات مرّة: "على الدول الاستعمارية أن تتعلم كيف تحترم الآخرين في كل مكان، والى الأبد، وعلى المستعمر أن يفهم أن الاحترام ورد الاعتبار، هي أمور تؤخذ بالقوة ولا تعطى"، تلك هي عصارة نظرة الشاب المارتينيكي الأسمر للاستعمار. "فرانتز فانون"، عالم الاجتماع والطبيب النفسي الذي اختار الجزائر وطنا وقضية وعقيدة؛ إنه في كل مرة تكون حرية وكرامة الإنسان في خطر، فإن الأمر يعنينا جميعا، عمل "فانون" كطبيب نفسي، غيّر المفاهيم العلمية في دراسة شخصية الإنسان المقهور، ناضل في صفوف جبهة التحرير الوطني في تونس، فساهم بقلمه في جريدة المجاهد آنذاك؛ صدقه ونضاله كانا كفيلين بتعيينه سفيرا للحكومة الجزائرية المؤقتة في غانا سنة 1960. ها هو تاريخ 20 يوليو/جويلية يعود كل عام، ليذكرنا بصاحب رائعة "معذبو الأرض"، إنجيل الشباب في العالم الثالث في الستينات وما بعده، كتاب صارخ، مليء بحرارة التجربة، كتاب ضد الاستعمار، يحلل الاستعمار نفسيا وسياسي. هذا الرجل الذي آمن بالجزائر والإنسان حيا، ثم سرقه الموت في عمر الشباب في السادس من ديسمبر من عام 1961، فلم يشهد نشوة استقلال الجزائر، لكن فكره لازال صامدا في وجه النسيان وسلاحه في ذلك بشرة سمراء، فكر، ومبدأ يكفر بكل شيء لا يؤمن بالإنسان و الحرية.