الإيجاز
الإيجاز: هو وضع المعاني الكثيرة في ألفاظ قليلة، مع وفائها بالغرض المقصود ومراعاة البيان والإفصاح فيها.
ثم إن الإيجاز على قسمين:
1 ـ إيجاز القصر، ويسمى إيجاز البلاغة، وذلك بأن يتضمن الكلام المعاني الكثيرة في ألفاظ قليلة من غير حذف.
وقوله تعالى : (وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِى فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ) جمع أنواع التجارات ، وصنوف المرافق التي لا يبلغها العدُّ والإحصاء.
وقوله تعالى (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ) فجَمَع كل مكارم الأخلاق بأسرها؛ لأن في العفو صلة القاطعين، وصفح عن الظالمين وإعطاء المانعين، وفى الأمر بالمعروف تقوى الله وصلة الرحم، وصون اللسان عن الكذب، وغض الطرف عن الحرمات والتبرؤ من كل قبيح، لأنه لا يجوز أن يأمر بالمعروف وهو يلابس شيئا من المنكر. وفى الإعراض عن الجاهلين الصبر والحلم وتنزيه النفس عن مقابلة السفيه بما يفسد الدين.
وقوله تعالى (أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها) فدل بشيئين «الماء والمرعى» على جميع ما أخرجه من الأرض قوتا ومتاعا للناس، من العشب والشجر والحطب واللباس والنار والملح والماء، لأن النار من الشجر، والملح من الماء، والشاهد على أنه أراد ذلك كله قوله تعالى (مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ).
_______________
علم المعاني لعبد العزيز عتيق بتصرف يسير.