تألق الساحة الثقافية في اقليم الجديدة رهين بإبعاد بعض السماسرة الجمعويين وتنظيم يوم دراسي حول النهوض بالمشهد الثقافي من طرف عمالة الاقليم
هناك من يريد تبخيس الحركة الثقافية الفنية وتحجيمها في المسرح الذي لم يصل بعض الى نضجه ولم يخرج من سباته الطفولي ولم يتخطى في الافضل المرحلة الابتدائية .فعن اي مسرح يتحدثون واغلبية الجمعيات لا زالت في حضانة دار الشباب ولم ترقى الى الاحترافية باستثناء محاولة من طرف جمعية وحيدة نالت ثقة الوزارة وقامت بجولة وطنية محتشمة لم تلقى تجاوب جماهيري في العديد من المدن .
ان ما نراه من محاولات تألق في الساحة الثقافية الفنية في الاقليم يعود بالأساس الفضل الى عدة فنون من ضمنها الفن التشكيلي والشعر والسينما والندوات الادبية ومن خلال إبداعات في مجالات عدة باستثناء المسرح الذي لازال يعتمد على نصوص مقتبسة من مسرحيات غربية لا تمت للواقع المغربي بصلة ولن تزيد الا تكريسا للعزوف الجماهيري .
الساحة المسرحية في المدينة تخلو من مبدعين محترفين في مجال الكتابة المسرحية وتفتقر الى مخرجين في هذا المجال رغم وجود مواهب كثيرة في مجال التمثيل لم تعطى لها حقها وقيمتها ولم تجد من يحتضنها ويدخلها الى مجال الاحتراف نظرا لعقلية بعض رؤساء الجمعيات اللذين يستغلون المنح الممنوحة لهم من طرف الجهات المختصة في مآرب شخصية لا تمت بصلة الى الاهداف الحقيقية للجمعية .
وفي هذا الصدد حاول عامل الاقليم مشكورا النهوض بمجال المسرح لكن المنهجية التي اتبعها سيادته قد تزيد الوضع اكثر تأزما وقد تفضي الى تطاحنات بين الجمعيات لن تصب في مصلحة اي طرف وقد تعيد الطفل الى الحضانة بعد ان دخل للسلك الابتدائي ما يعني انه لابد من مراجعة جميع القرارات المتخذة في هاد المجال والرجوع الى الجهة المختصة في هدا الميدان ويتعلق الامر بالمديرية الاقليمية لوزارة الثقافة لان هي الوحيدة التي لها لائحة الجمعيات النشيطة في جميع المجالات الثقافية رغم ان المديرية الاقليمية لوزارة الثقافة ليس من اختصاصها التعامل مع الجمعيات الهاوية .
وان استدعى الامر لابد من تكوين لجنة من اداريين من مديرية الثقافة ومديرية الشباب لتفحص المشاريع الابداعية التي تتقدم بها الجمعيات ودراستها ورفع تقرير بشأنها الى الجهات المانحة وان يطلب من الجمعية الممنوحة تقرير مالي مفصل مرفوق بالمستندات بعد تنفيد المشروع ليتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود .ولتحقيق هذا الهدف لابد من ابعاد سماسرة الفن والثقافة المنضوين تحت لواء بعض الجمعيات لما اصبح ينعتهم الشارع الجديدي بجمعيات "بوليفالونت "تجدهم يشتغلون في جميع الاصناف سواء الفنية الثقافية او الاجتماعية وحتى الرياضية في ان واحد في المقابل هناك جمعيات تعمل بجد وتحاول ان تقوم بمجهودات للنهوض بالساحة الثقافية لكنها تصطدم مع هذا اللوبي الجمعوي الذي كثم على انفاس الجمعيات نظرا لعلاقاته الخفية مع جهات نافدة .ويفرض وصايته عليها قصد الابتزاز والاستغلال وخير مثال ما وقع في ساحة البريجة في السهرات التي نظمت شهر غشت الماضي والتي شاركت فيها مجموعات غنائية تحت وصاية جمعيات بعيدة كل البعد عن الميدان الغنائي .
ان من واجب عامل الاقليم تخصيص يوم دراسي خاص بالمشهد الثقافي في الاقليم تشارك فيه كل المكونات الثقافية من اساتذة جامعيين واداريين ومثقفين ومبدعين وابعاد سماسرة الثقافة لتدارس مواطن الخلل وتدارك ما يمكن تداركه لتأهيل الوضع الثقافي لإرساء واقع أفضل مع اشراك اعلاميين للمساهمة في اغناء النقاش واضفاء الطابع الاعلامي على هذا اللقاء .
ومن ضمن التوصيات التي يجب ان يفضي اليها هذا اللقاء
*مراجعة تأسيس الجمعيات الثقافية بوضع شرط جزائي ان يكون رئيسها مبدعا او فنان في احد المجالات المتخصصة في الميدان الثقافي .
*خروج مؤسسات الدولة المعنية بالثقافة والشباب والرياضة من دورها الروتيني المتمثل في التقارير وإحياء المناسبات باليافطات والشعارات البراقة بتنظيم تظاهرات ومسابقات في المجال الثقافي .
* الزامية دور الجماعة الذي هو شبه منعدم حيث لا يكلف نفسه حتى متابعة أنشطة الجمعيات التي يدعمها بتخصيص ميزانية خاصة لدعم الثقافة .
*تكليف الجمعية الاقليمية للشؤون الثقافية بدور المشاركة والاشراف على التظاهرة الكبرى التي تستدعي المشاركة لأكثر من طرف وترصد لها ميزانية كبيرة .