الاستاذ علي هزايمه- إلى أصحاب الزوجة الواحدة
إلى أصحاب الزوجة الواحدة:
قال الصاحب ابن عباد: (أدركت أصحاب التراجم يقولون : مات فلان وكانت تحته فلانه وفلانه يذكرون زوجاته، وعندما يذكرون من له زوجة واحده يقولون مات فلان وترك فوقه فلانه).
وقال ابن سينا: (إن الرجل إذا كانت له زوجة واحدة ابتلي في جسده ونفسه، وأدركه الهرم وهو في عنفوانه، وشكا من داء العظام في الظهر والرقبة والمفاصل، وكثر يأسه، وقلَّت حيلته، وذهبت بشاشته، وصار كثير التذمر والشكوى).
وقال القاضي أبو مسعود: ( من كانت له زوجة واحدة لا يصلح للقضاء ولا الفصل بين الناس ).
وقال أبو حيان التوحيدي: ( أدركت قومًا لا يُجْلِسون بينهم من كانت له زوجة واحدة! يحسبونهم من صغار الناس!)
وقال ابن خلدون: ( تبصرت في الأمم الهالكة فوجدتهم اعتادوا أن تكون لهم زوجة واحدة). وقال العابد بن ميسار: ( لا تستقيم عبادة الرجل إذا كانت له خليلة واحدة ( أي زوجة واحدة) ).
وقيل للمأمون بن هارون الرشيد : إن بالبصرة أقوامًا الرجل ما له إلا زوجة واحدة. قال: ما هم برجال أما الرجال فهن زوجاتهم، يخالفون الفطرة والسنة).
وقيل لابن يونس المزني : لم اليهود والنصارى تركوا التعدد ( أي لهم زوجة واحدة )؟ قال : أولئك أقوام قد ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله .
وقيل لأبي معروف الكرخي : ما الحكم في قوم زعموا الزهد فلا يتزوجون إلا واحدة قال : لا شيء أولئك مجانين، فمهما بلغوا من الزهد لم يبلغوا معشار أبي بكر وعمر وعثمان وعلي.
وسئل ابن فياض عن رجال لهم زوجة واحدة، فقال: أولئك أموات يأكلون ويشربون ويتنفسون.
ولما ولي ابن إسحاق النيسابوري الكرك منع العطايا عمن كانت له زوجة واحدة، قالوا له: ولم فعلت كذا؟ قال: تلك أموال الله لا نعطيها للسفهاء.
وقال ابن عطاء الله عن أقوام لهم زوجة واحدة: من لم يصير على سنة الأكابر ( يقصد الرسول وصحبه) عددناه من الأصاغر .
ولما ذهب تقي الدين المزني فقيها إلى سمرقند قالوا له: إن هؤلاء قوم: الرجل فيهم له زوجة واحدة! قال: أولئك مسلمون؟!! (شك في دينهم ) فوعظهم واسترشدهم، فما مر هلال وإلا وعقد لثلاثة آلاف منهم، حتى صارت ما بكر أو ثيب إلا تزوجت.
قال الإمام الحصري : عندما ذكر الله الزواج ذكر مثنى وثلاث ورباع، ولم يبدأ بواحدة ثم مثنى وثلاث ورباع، وترك الواحدة في الأخير؛ لأنها من منقوصات كمال الرجال وهو الخوف.