جر الفاعل بالباء الزائدة
قد يُجَرُّ الفاعلُ بالباءِ الزائدةِ، وذلك على ثلاثةِ أنواعٍ:
الأوَّلُ: وَاجِبٌ، وذلك في أَفْعِلِ الذي على صورةِ فعلِ الأمرِ في بابِ التعجُّبِ، نحوُ قولِه تعالى: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ}،ونحوُ قولِ الشاعِرِ:
أَخْلِقْ بِذِي الصَّبْرِ أَنْ يَحْظَى بِحَاجَتِهِ = ومُدْمِنِ القَرْعِ للأبوابِ أَنْ يَلِجَا
الثاني: كَثيرٌ غالبٌ، وهو في فاعلِ (كَفَى)،نحوُ قولِه تعالى: {كَفَى بِاللهِ شَهِيداً}،ومن القليلِ في فاعلِ كَفَى تَجَرُّدُه مِن الباءِ، كما في قولِ سُحَيْمِ بنِ وَثِيلٍ الرِّيَاحِيِّ:
عُمَيْرَةَ وَدِّعْ إِنْ تَجَهَّزْتَ غَازِيَا = كَفَى الشَّيْبُ والإسلامُ لِلْمَرْءِ نَاهِيَا
فقد جاءَ بفاعلِ(كفَى)،وهو قولُه:(الشيبُ) غيرَ مجرورٍ بالباءِ.
والثالثُ: شاذٌّ،وذلك فيما عدا أَفْعِلْ في التعجُّبِ وفاعلِ كَفَى،وذلك نحوُ قولِ الشاعرِ:
أَلَمْ يَأْتِيكَ والأنباءُ تَنْمِي = بما لاَقَتْ لَبُونُ بَنِي زِيَادِ
فالباءُ في (بما) زائدةٌ، وما: موصولٌ اسميٌّ فاعلُ يأتي، وهذا بعضُ تَخْرِيجَاتِ هذا البيتِ.
وقد يُجَرُّ الفاعلُ بمِن الزائدةِ إذا كانَ نَكِرَةً بعدَ نفيٍ أو شِبْهِهِ،نحوُ قولِهِ تعالى: {مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ}،والفاعلُ حينَئذٍ مرفوعٌ بِضَمَّةٍ مُقَدَّرَةٍ على الراجِحِ.
منحة الجليل للأستاذ العلامة محمد محيي الدين عبد الحميد