تيمولاي

الفنان التشكيلي محمد اوتوف

تزخر منطقة تيمولاي بالعديد من المواهب الفنية، في جميع المجالات كالمسرح والسينما والتشكيل والشعر ... كلها فرضت نفسها على الساحة الفنية جهويا ووطنيا بل على المستوى الدولي كذلك. إلا أن ما نلاحظه أن أغلب هؤلاء الشباب لا يعرفهم أهل المنطقة، وذلك راجع إلى غياب البنيات التحتية على المستوى المحلي.

وهدفنا في هذه الفقرات التي ننشرها يكمن في التعريف بمسار هؤلاء الشباب وكذا المساهمة ولو رمزيا في تشجيعهم والارتقاء بهم، في إطار ترسيخ الثقافة الفنية والحس الجمالي.

وسنخصص فقرة اليوم للتعريف بفنان شاب متميز، درس بأشهر المدارس الفنية بالمغرب، وتخرج منه متأبطا شهادته في أصعب التخصصات وهي التصميم الداخلي design intérieur. يتعلق الأمر بالفنان التشكيلي محمد اوتوف، ابن تيمولاي الذي راكم تجربة كبيرة في الفن التشكيلي والموسيقى..

فنان اليوم سليل أسرة فنية ورياضية، وابن لشخصية أعطت الكثير لمنطقة تيمولاي ونواحيها وساهم في تكوين جيل من الرياضيين أنه الخضير اوتوف الإطار الرياضي بوزارة الشباب والرياضة المعروف على المستوى الوطني، الذي يشغل حاليا مدير لدار الشباب بتفراوت، سنخصص لاحقا مقالا خاصا لهذا الهرم.

من أين ذلك الشبل من ذاك الاسد.

ولد الفنان محمد اوطوف سنة 1988 ببويزكارن ابن منطقة تيمولاي ايزدار. تابع تعليمه الابتدائي والاعدادي والثانوي بمدينة انزكان وتزنيت إلى أن حصل على شهادة البكالوريا (تخصص الاداب) سنة 2009.

في جواب السؤال طرحته عليه عن سبب اختياره لدراسة الفن التشكيلي أكد لي أن عائلته ومحيطه لعبت دورا أساسيا حيث كانت مصدر الهامه منذ الصغر.

وكان منذ طفولته يسترق النظر لكل عناصر الطبيعة، حيت كان يختلي بجبال تيمولاي وافران الاطلس الصغير وكان يتأمل دوما تلك المناظر الخلابة الى ان تشبعت نفسه بحب الجمال مند ذاك تطورت لديه ملكة الرسم..

و حكى لي انه كان يشارك في المسابقات ودائما يحصل على الجوائز الأولى بكل أصناف الرسم في المستوى الابتدائي.

وازداد حبه للرسم وتطور بالمستوى الإعدادي لما تعرف على الرسم كمادة قائمة بذاتها -الفنون التشكيلية- على يد خيرة الاساتذة.

وكان حلمه أن يصبح أستاذا لهذه المادة، إلا انه أختار تخصص الآداب بالثانوية، بحكم عدم وجود التوجيه فالاعدادي.

ولظروف، ومباشرة بعد حصوله على البكالوريا تخصص في دراسة الآداب الانجليزي، لينتقل بعد ذلك بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بالدارالبيضاء التي تخرج منها بعد أربع سنوات من الدراسة (خصص التصميم الداخلي)، سنة 2015.

وعمل الفنان كمنشط تربوي في المخيمات منذ 2008.

بعد التخرج من الجامعة، قام بتأسيس جمعية "تيز ن ارت" Tiz n'Art، هذه الجمعية التي لها الفضل في تنظيم 'مهرجان الموقار تيزنيت للفنون الجميلة' الذي حج اليه الفنانين على المستوى الوطني سنة 2013 والدورة الثانية سنة 2014. بعد نجاح الدورتين قرر الفنان توسيع المشاركة في المهرجان على المستوى الدولي في دورته الثالتة لكن غياب الدعم المادي حال دون تحقيق حلمه، ليستقل منها سنة 2014، إلى أنها مستمرة إلى اليوم. شارك الفنان في محموعة من المهرجانات والملتقيات الوطنية والدولية بأكادير تيزنيت، الدارالبيضاء، فاس، وجدة، تطوان المحمدية، مراكش، تونس، مصر وايطاليا...

وحصد على مجموعة من الجوائز منها على سبيل المثال:

-الجائزة الاولى للمهرجان الوطني للفنانين التشكيليين الشباب سنة 2013 بفاس.

- جائزة صنف الإبداع الجهوي بتزينت 2015

- جائزة الحاج بلعيد (صنف الموسيقى الامازيغية) سنة 2010 وجوائز أخرى...

بعد التخرج من المدرسة العليا الفنون الجميلة سنة 2015 اشتغل الفنان في شركة للتواصل لمدة سنة ونصف.. وقام بتأسيس مشروع مع أصدقاء سنة 2017 لكن لم يكلل بالنجاح لظروف قاهرة. ليرجع للدارالبيضاء ليشتغل في شركة إنتاج كمدير فني سنة 2018.أطلق الفنان مبادرة سماها "رسمني بالزربة" وقام برسم 2017 شخص في ظرف وجيز (من تنظيم جميعة اليد الذهبية التي يترأسها حاليا).

بعد الاشتغال المكثف قرر إنشاء مقاولة ذاتية في صنف الديكور وحاليا يشتغل كمصمم ديكور. وقام بإعداد ديكور مجموعة من البرامج التلفزية والمشاركة في أفلام تلفزية طويلة وقصيرة. كما نظم معرض بدار الثقافة لشخصيات تيزنيت في إطار رسمني بالزربة. وعن مشاريعه المستقبلية، يشتغل حاليا الفنان على قصة مرسومة ومعرض فني.

أما بخصوص الموسيقى، يشتغل الفنان على عمل سيرى النور قريبا.

نتمنى للأستاذ محمد اوتوف مسيرة موفقة إن شاء الله

اوضرب جمال