فضاءات شنهور

شنهور

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1458.41
إعلانات


أغْزَلُ ما قالتِ العرَبُ

أغْزَلُ ما قالتِ العرَبُ.

يَقُولُ عنترةُ في عبْلَةَ: من الكامل

وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ والًرِّماحُ نَواهِلٌ

مِنِّي، وَبِيضُ الْهِنْدِ تَقْطُرُ مِنْ دَمِي

فَوَدِدْتُ تَقْبِيلَ السُّيوفِ لَأَنَّها

لَمَعَتْ كَبارِقِ ثَغْرِكِ الْمُتَبَسِّمِ

——

إِذْ تَسْتَبِيكَ بِذِي غُرُوبٍ واضِحً

عَذْبٌ مُقَبَّلُهُ لَذِيذُ الْمَطْعَمِ

وَكَأنَّما نَظَرَتْ بِعَيْنَيْ شادِنٍ

رَشَإٍ مِنَ الْغِزْلانِ لَيْسَ بِتَوْأَمِ

————-

نواهلُ : من النَّهَلِ وهو الشُّرْبُ مَرَّةً واحِدَةً مع الرَّيِّ التّام. ونَقيضُهُ الْعَلَلُ، وهو الشربُ مَرَّةً بعدَ مرَّةً بتواصُلٍ.

بيضُ الْهِنْدِ: السيوف الهنديَّة المصقولةُ جَيِّدًا حتى يظهرَ ماءُ السَّيفِ بِبَريقِه.

وَدِدْتُ: تمنَّيْتُ. من وَدَّ يَوَدُّ.

الثَّغْرُ: الفمُ الجميلُ بِأسنانِهِ، والثَّغْرُ وجمعُهُ ثُغور هو العَوْرةُ في الْحدودِ، يستغلُّها العدوُّ فَيَنْفُذُ منها إلى داخل البلاد، وفيها يُقامُ حِصْنٌ جميل، تُرْبَطُ فِيهِ خيلُ الفرسانِ بِأَسِنَتهم وسيوفهم، ومن هنا جَاءَ تشبيهُ الفَمِ المسلَّحِ بالأسنان الجميلة اللّامعة بالثَّغرِ الْحصين.

تستَبيكَ: من السِّباءِ وهم الأسْرى، أي تَأْسِرُك، المجرَّدُ منه سَبَى يَسْبِي، بُنِيَ على وزنِ افتعلَ.

الْغُروب جَمْعُ غَرْب، وهو ماءُ الفَمِ، وماءُ الأسنان، الذي يلمع من داخلها كماءِ اللُّؤلُؤِ، أو ماءِ السيف، و"ذي غُرُوب " يعني به الثَّغْرَ أي الفمَ الذي رَكَّزَ عليه.

قالتِ العرَبُ: الملاحَةُ في الفَمِ، والجمالُ في الوجه، والنضارَةُ في الخدودِ، واللّطافةَ في الأنفِ، وهكذا.

عَذْبٌ مُقَبَّلُهُ: هنا تقديم وتَأخير. أصلُ الكلام:

مُقَبَّلُهُ عَذْبٌ وهذا يسمى النعتَ المجازيَّ أي غيرُ الحقيقيِّ. ورُفِعَ مُقَبَّلُهُ بالْمصدر "عَذْبٌ" ويمكنُ أنْ يكونَ صِفَةً مُشَبَّهةً باسم الفاعل "عاذِبٌ" وهي ترفعُ الفاعلَ أيضًا.

الشادِنُ: الغزال الذي كَبِرَ واستغنى عن أُمِّه. والرَّشَأُ : الغزال الأصغر من الشادِنُ، وخصِّه بأنَّه لَيْسَ تَوْأمًا فجاء كاملًا، والرَّشَأُ والشّادِنُ يشتهرانِ بِسَعَةِ العيونِ وشدَّةِ سَوادِهِا وطولِ الأهداب، ومن هنا جَاءَ تشبيهُ عيونِ الْمرأةِ بعيونِ الغِزْلان، كانَ الشّاعِرُ لا يرى من وجهِ المرْأَةِ سِوَى عينيْها الظاهرَتَيْنِ مِنَ النِّقابِ، فيبدو اتساعُهُما مع اسودادِ الحدقَةِ فيصفُهُما بعيونِ الْمَها أو الغِزْلان.

تكملة:

الجملة الإسميّة: الرماحُ نواهلٌ حاليَّة، الْواو قبلها واو الحال. وصاحبُ الحالِ هو التاءُ المتحرِّكَةُ في الفعلِ "ذَكَرْتُكِ" وهي الفاعل ضمير متّصل يعود إلى الشاعر عنترة.

والجملة الكبرى: بيضُ الْهِنْدِ تَقْطُرَ في محل نصب لأنها معطوفةٌ على الجملة الحاليَّة.

الجملة الصغرى الفعليّةُ "تقطُرُ هِيَ، أي بيضُ الْهندِ في محلّ رفع خبرٌ لِبيض.

تَقبيلَ السيوفِ: استعارةٌ مكنيَّةٌ. شَبَّهَ السيوفَ التي لا تُقَبَّل بثغرِ حبيبَتِهِ، وحذفَ المشبَّهَ به، وجاءَ باستعارَةٍ رائِعة.

_________________


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة