"تاضنكوين" الأمواج ديوان شعري للشاعر محمد مستاوي
"تاضنكوين" الأمواج ديوان شعري للشاعر محمد مستاوي
******
الأمواج تعني بالأمازيغية "تاضنكوين" إنها عنوان الديوان الشعري الرابع للشاعر الأمازيغي الكبير محمد مستاوي والذي طبع منذ عشر سنوات 1998 ، وقد ألف الشاعر ديوانه هذا بعد سلسلة من الدواوين الشعرية الأمازيغية ،حيث بدا مسيرة التدوين والتأليف الشعري مند أكثر من ثلاثة عقود بتأليفه لديوان "يسكراف" القيود سنة 1976 فبعده ديوان "تاضصا ديمطاون" الضحك والبكاء سنة1979 ثم ديوان "اسايس" فضاء الرقص سنة 1988 إلى جانب جمع وتدوين مختارات من الشعر الأمازيغي الشفهي لشعراء كبار أمثال :البنسير و جانطي و يحيا وأجماع بالإضافة إلى سلسلة تيفاوين .
وقد بدأ الشاعر مستاوي تجربته الشعرية منذ طفولته مرددا للمواويل الشعرية ومتأثرا برموز الشعر الحواري الأمازيغي بميدان حواش ومند اواخر الستينيات بدا يشارك "اينظامن" في الحوار الشعري إلى جانب الشعراء الكبار أمثال "بن زيدا" و"الأستاذ عمر الحنفي"، وقرض الشعر ليس جديدا على مستاوي ابن الأطلس الصغير الغربي موطن "تانظامت"، إذ ولد بدوار مكزارت دائرة اغرم إقليم تارودانت سنة1943 و بالمسيد بدا دراسته الأولى حتى حفظ القران وبعض المتون فانتقل إلى تارودانت سنة1957 لمتابعة دراسته بالمعهد الإسلامي تم مراكش حيت نال شهادة الثانوي وبعدها التحق بسلك التدريس بالتعليم الابتدائي وفي سنة 1965 حصل على شهادة الباكلوريا ثم انتقل إلى مدينة الدار البيضاء للعمل بها حيث سينضج وعيه الثقافي ولهوياتي الأمازيغي متأثرا برموز الحركة الثقافية الامازيغية التي بدأت في الظهور واستمر في التأليف بالامازيغية إلى الآن.
وقد اختار الشاعر اسم taddangiwin "تاضانكوين" لديوانه الشعري من بين عناوين القصائد التي يتألف منها، كما أن عبارة "تاضانكيوين" تعني الأمواج ومفردها taddanga"تاضنكا" ، كما يضم الديوان بين دفتيه عشرات من القصائد الشعرية منها:arraw ajjig asafar amdiaz taddangiwin atig igidar anwwac tayri tgr itasa tawsri gar asmun manzan awal? Mulud bicnabbucn cafiq ayasmun ismund wawal awal ils niznzam iznzam santim tarciw tabrat nuslm isawl ufullus tigmmi tumlilt imlay uzmz timudan timitar ar talla tit amtta tawwukt manzakin? Tawada tayrza ucan ayis addu manaku? وقد تناول الشاعر مواضيع متنوعة وأغرض شعرية مختلفة بأسلوب شعري متين،ففي قصيدة amdyaz صفحة 40 من الديوان، بين الخصال و الصفات التي يجب أن يتصف بها الشاعر من نبل وابتعاد عن التكسب فقال:
Amdyaz walli tigan aykt iml yan
Ura talghn wanna dar tigi ti lmal
Urar rgamn ghada ur ittafn tiram
Ar immal iyd ghada ur isn ayissan
Aylli zran dghad lkamnt tasutin
Ghikad as sngh wada snin iwawal
كما لم ينسى هموم الحركة الثقافية الأمازيغية ورموزها فخصص لهم قصائد كاملة مثل مولود معمري ومحمد شفيق كما رثى رفاقه من الشعراء الأمازيغ حيث قال في رثاء الشاعر محمد الدمسيري صفحة 67 :
Amin akn irhm rabbi ayasmun
Ababs n imurig immimn
Amin akn irhm rabbi arays
Lhaj albansir idda yangh
كما وصف الشاعر حماد أمنتاك وجولاته الشعرية فقال في صفحة 66:
Mancak ayttirir hmad gh isrirn àdlnin
Ikka iduran ikka lmdayn ik tiqbilin
Manck aytirirligh aymurig tlsam
Lkmami d ijllubay d rzazi d watay
إن الشاعر مستاوي من الجيل الأول من الشعراء الأمازيغ الدين دونوا انتاجاتهم الشعرية بالحرف ألأرامي العربي لكن لقصائده قيمة فنية وأدبية عالية ولغة رمزية خاصة .
يقول ادونيس في كتابه مقدمة للشعر العربي المنشور بيروت في طبعته الثالثة سنة 1979 :
"على القارئ إن يرقى إلى مستوى الشاعر، وليس على الشاعر إن يقدم للقارئ أفكارا بأسلوب يعرفه الجميع ، هذا يعني إن للشاعر لغة خاصة غير لغة الجمهور، مثقفين وغير مثقفين."
***
بقلم: محمد ارجدال