تاريخ المغرب من الادارسة الى العلويين
تاريخ المغرب من الادارسة الى العلويين
شهد المغرب في سنة 788 للميلاد عهدا جديدا من تاريخه، وذلك بعد ظهور أول دولة إسلامية في البلاد، وهي الدولة الإدريسية، وهنا في تاريخ المغرب من الادارسة الى العلويين، سنتعرف على تاريخ المغرب بداية من الأدراسة حتى الأسرة الحاكمة للمغرب حاليا، الأسرة العلوية.
المغرب خلال حكم الادارسة.
بدأت الدولة بعد أن تمكن إدريس بن عبد الله من النجاة من مذبحة الدولة العباسية في مكة المكرمة، وعند وصوله الى المغرب ولكونه ينتمي الى أل البيت، فقد كان ذو شأن، فتمت بيعته في مدينة وليلي المغربية من قبل سكانها، الأمازيغ، وأصبح قائدا لهم.
على الرغم من نجاته من المذبحة في مكة المكرمة، إلا أن هارون الرشيد تمكن من قتله، وبعد مقتله تسلم أبنه قيادة الدولة، وقام ببناء مدينة فاس وجعلها من أعظم المدن في المنطقة، وتولى إبنه محمد بن إدريس الثاني حكم البلاد بعد وفاة والده، لتبدأ النهاية.
في عام 836 قام محمد بن إدريس الثاني بتقسيم البلاد، وجعل لكل واحد من إخوانه نصيب من الدولة، فكان لهذا التقسيم أثر مدمر، فقد بدأت الحروب بينهم للسيطرة على المزيد من الأراضي، وفي 974 إنتهت الدولة بشكل رسمي، لتبدأ دولة أخرى في الظهور.
الدولة المرابطية.
لم تكن الدولة المرابطية ثاني دولة في المغرب، فقد سبقتها دولة عرفت باسم الدولة المغراوية، لكنها لم تنجح في الإستمرار كثيرا، وإنتهت بعد أقل من 100 سنة، لتظهر الدولة المرابطية في المغرب كدولة قوية، وجعلت من مدينة مراكش عاصمة لها.
إستطاعت الدولة أن تمتد خارج المغرب، في شبه الجزيرة الإيبيرية، وكان عصرها الذهبي خلال حقبة يوسف بن تاشفين، الذي أسس مدينة مراكش، وتمكن من توحيد المغرب، وإضافة الأندلس الى دولته، بعد تعرضها لحملات عديدة من الممالك المسيحية.
عاشت الدولة فترات جيدة من تاريخها، وأيضا فترات صعبة، وكانت أهمها في ظهور دولة جديدة في المنطقة، الدولة الموحدية، وهي دولة تمكنت من إنهاء حكم المرابطين، بعد أن إستطاعت السيطرة على عاصمة الدولة، مدينة مراكش
الدولة الموحدية.
في 1121 ظهرت دولة أسستها عدد من القبائل الأمازيغية، وقد كانت سنة 1147 السنة الأهم في تاريخ هذه الدولة، بعد ان سيطرة على مراكش، فقد كانت المدينة واحدة من أهم مدن المغرب والمنطقة، ومن ثم نجحت في السيطرة على مدن أخرى خارج المغرب، في الجزائر وليبيا وصولا الى تونس والأندلس.
فرضت الدولة سيطرتها على المغرب، ويقول ابن خلدون أن إدريس المأمون خليفة الدولة أنذاك، قام بقتل أزيد من مائة شيخ من مشايخ أهل التوحيد في مدينة مراكش، وجعل الصلاة تتلى باللغة الأمازيغية عوض العربية، كما سمح ببناء الكنائس على أراضيه، وبناء علاقات وطيدة مع ملوك الدول الأوروبية.
بداية من سنة 1213 بدأت الدولة في التراجع، وخاصة بعد سقوط الأندلس في يد الممالك المسيحية، وظهور الطاعون، وخسارة الجزائر لصالح دولة الحفصيين، أما في المغرب فقد ظهرت دولة جديدة، الدولة المرينية، التي قضت على الدولة الموحدية بشكل نهائي في المغرب في سنة 1269
الدولة المرينية.
المرينيون قبائل أمازيغية ظهرت في سنة 1244 للميلاد، قبل حوالي 25 سنة من نهاية الدولة الموحدية والتي كانت على أيديهم، فقد تمكنت هذا الدولة من التوسع بشكل سريع في محيطها، ولم تجد مقاومة تذكر، حتى إستطاعت السيطرة على المغرب بشكل كامل، وإمتدت الى تونس.
جعلت هذه الدولة من مدينة فاس عاصمة لها، وتميزوا عن باقي الدول الأخرى بعدد من الخصائص، منها الحرية الكبيرة التي منحت لساكنها في حرية الإعتقاد والإبداع، فظهر المذهب المالكي مرة أخرى في المغرب، بعد أن إختفى لمدة من الزمن، خاصة خلال حقبة المرابطين.
في عصرها الذهبي تمكنت الدولة المرينية من بناء مدن جديدة، مثل فاس الجديد وتطوان والمنصورة، وعرفت تلك الحقبة ظهور عدد من الشخصيات المسلمة، أشهرها الرحالة ابن بطوطة، كما جذبت لها مجموعة من علماء العصر، أمثال ابن خلدون ولسان الدين بن الخطيب
الدولة العلوية.
قبل بداية هذه الدولة، كانت المغرب قد حكمت لمدة من الزمن من الدولة السعدية والوطاسية لكنها لم تستمر طويلا، وبعد نهايتها ظهرت الدولة العلوية، وذلك في سنة 1631، ولا تزال حتى يومنا هذا.
أول عاصمة للأسرة كانت مدينة فاس، وفي سنة 1672 تحولت العاصمة الى مكناس، لتعود مرة أخرى الى فاس، وفي 1912 بعد الحماية الفرنسية، أصبحت عاصمة البلاد الرسمية هي مدينة الرباط.
أول من حكم المغرب من هذه الأسرة هو مولاي الشريف، وكان الحاكم يسمى السلطان، وبداية من سنة 1957 بعد تأسيس المملكة الحديثة، أصبح الإسم هو الملك، أو أمير المؤمنين.