ما أروع التورية
(روعة التورية)
* ما أروع استخدام التورية تعبيرا عن معنى بعيد وتجنبا للكذب الذي نهى عنه ديننا الحنيف !
* فبينما كان الصديق أبو بكر -رضي اللّه عنه- مصاحبا خير الأنام رسولنا محمد -صلّى اللّه عليه وسلّم- في هجرتهما من مكة إلى المدينة فاعترض طريقهما رجل من المشركين فسأل الصديق أبا بكر :
* (من معك يا أبابكر ؟)
* فلو نطق الصديق -رضي الله عنه- وقال معي محمد بن عبد الله لتعرض المصطفى -صلّى الله عليه وسلّم- للهلاك .
* وكذلك هو لا يكذب مطلقا طيلة حياته وكيف يكذب وهو الذي عرف عنه الصدق فلقّب بالصديق .
* ولذلك استخدم البلاغة وبالتحديد لونا من ألوان علم البديع المعنويّة فقائلا : (معي هاد يهديني)
* فتركهما ذلك الرجل المشرك دون أذى ورحل الصديق وصاحبه بأمان وسلام في طريقهما للمدينة المنورة .
* حيث استخدم الصديق -رضي الله عنه التورية في كلمة (هاد) التي تحمل معنيين :
* أحدهما قريب وهو ( مرشد) لي و (دليل) ؛ لأعرف مبتغى الطريق الصحيح ؛ وهذا ما فهمه ذلك الأعرابي فتركهما يذهبان بسلام وأمان .
والآخر بعيد وهو (نبي) يهديني من الظلمات إلى النور وهكذا يكون الصدق حليف الصديق رضي الله عنه .
* فما أروع التورية اتّقاء للكذب !
اللهم صلّ وسلّم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم تسليما كثيرا
* انظر تاريخ الطبري .
* انظر البيان والتبيين للجاحظ