محمد مفتاح يكسر الملل والاحباط الذي ساد في مسرح مدينة الجديدة بإعادة الحياة للمسرح الفرجوي في مسرحية المجدوب
بعد ان غرق المسرح في مدينة الجديدة في مستنقع الملل والرداءة من خلال العروض التي تعرض فيه والتي اصبحت تلطخ الركح وتزدري من الدوق الفني للمتلقي وساهم في عزوف الجمهور الجديدي .ياتي الفنان محمد مفتاح ليعيد الثقة في نفوس الجماهير الجديدية المتعطشة التي حجت بكثافة نظر للسمعة الطيبة التي يحظى بها "عمر شريف" المغرب الذي تخطى الحدود ووقف ندا امام عمالقة الفن الدرامي المسرحي والسينمائي في العالم العربي والدولي .
لقد استطاع الفنان محمد مفتاح ان يغوص في وجدان الجماهير الجديدية بإعادة الحياة لمسرحية المجدوب برؤية اخراجية منسلخا فيها عن الاقتباسات الغربية ومتمسكا بالأشكال المعروفة في المسرح المغربي القديم كالبساط والحلقة. ما جعل المسرحية تميزت بالسذاجة والبساطة النابعة من تجارب متراكمة في تقديم اللوحات المتناغمة مع الوان الديكور واللباس التي اعطت اشعاعا بعديا لتمازج حاضر حلقة جامع لفنا بتاريخ الحكي وسرد تاريخ شيخ الصوفيين سيدي عبد الرحمان المجدوب بنمط سريالي يجعل المشاهد يتنقل من زمن الى زمن دون الاحساس بالملل .
لقد جعل محمد مفتاح من مسرحية المجدوب بوصلة تجمد رؤية المشاهد في اتجاه واحد وتخلق نوع من التشويق على نغمات مقطوعات ايقاعية توحي بالجو السائد في ساحة جامع لفنا كأنها منبها يوقد من حلم جميل يشتاق العودة اليه.
لا نستطيع وضع مقارنة بين المسرحية الاصلية ومسرحية محمد مفتاح لان كلاهما انبثقتا من روح واحدة فنية لكن قد نشير ان لكل واحدة زمنها فاذا كان المرحوم الطيب الصديقي عرضها في زمن الاوج وزرقة سماء الفن فان تحدي محمد مفتاح بعرضها في زمن تدني الدوق وانحطاط الميدان المسرحي يجعل المهمة اصعب من الماضي وهو ما جعل مسرحية المجدوب بإخراج يتساوى مع العقلية الحديثة بصيغة مفتاح تقوى على الاستمرارية و الصمود وتنعش جنبات القاعة بتصفيق وزغاريد خاصة مع ظهور العملاقين محمد مفتاح وعبد القادر مطاع في مشهد يحيلنا الى زمن الحراز ومقامات بديع الزمان الهمداني وسيدي قدور العلمي زمن الابداع والنجومية .
فاذا كان محمد مفتاح قد اظهر براعته في الاداء والتمثيل فانه اليوم يضيف عبقريته في الاخراج ما يلزمنا ان نقف وقفة اجلال ونفتخر بان محمد مفتاح قد سجل اسمه في سجل التاريخ الفني بمداد ذهبي قد يستمر للأجيال واجيال .
واذاكان محمد مفتاح قدوضع لمسته الفنية وبصمها باثر من ذهب فهذا بفضل طاقم فني محترف اعطى رونقا منسجما من خلال التشخيص او المقاطع الغنائية التي اظهرت فيها الفنانة سناء كدار تميزا بفضل صوتها الذي رفع من ايقاع المسرحية دون ان ننسى باقي الممثلين والممثلات والتقنيين ومدير الفرقة السيد عمر بحاري الذي عمل على وضع كل للمسات من اجل انجاح هذا العمل المتميز.
المسرحية من دعم مؤسسة البنك الشعبي من اعداد واخراج محمد مفتاح ادارة وتنفيد الانتاج ودراماتوجيا عمر بحاري تشخيص :عبد القادر مطاع. محمد مفتاح .الصديق مكوار ،سناء كدار،المصطفى خليلي،فاطمة ابليج، عمر بحاري ،خالد الناصري، محمد الزنيدي،خديجة كندي ،شكود ايوب ،بدر ادلحسن، سينوغرافيا امبارك محمودي،اضاءة وصوت ادريس بحاري ،