|
ابو زكرياء ابراهيم
|
بشار
| 15/01/20 |
الجزائر لكل من يحاول العبث بأمنها القومي: الزم حدودك أو أَنْهِ وجودك…/ محمد العلمي السائحي
الثلاثاء 19 جمادى الأولى 1441? 14-1-2020م
إن انعقاد مجلس أمن الدولة برئاسة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون مؤخرا، لم تدع إليه حاجة الرئيس للتعرف على هذه المؤسسة الهامة فقط، والتشاور حول الأوضاع الداخلية وما يمكن أن يكون قد ترتب عليها بعد موت نائب وزير الدفاع وقائد الأركان المغفور له بإذن الله، السيد أحمد قايد صالح، بقدر ما دعت إليه المستجدات التي طرأت على الجوار الجزائري وأعني بذلك: ليبيا ومنطقة الساحل، فبالنسبة لليبيا، فقد باتت تشكل منطقة جذب لقوى دولية مختلفة، حيث اتسعت دائرة اللاعبين في الساحة الليبية ولم تعد تقتصر على الإمارات ومصر وفرنسا وإيطاليا فحسب، فها هي روسيا تتصدر المشهد فيها، وغدا لها فيها وجود عسكري ظاهر غير خفي تمثله مرتزقة شركة فاجنر، وهاهي تركيا تزاحم الجميع فيها، وتريد أن تفرض نفسها على الجميع كطرف فاعل، ينبغي اعتباره وأخذ وجوده بالحسبان، وليس هذا فقط فحرص تركيا على جر أطراف أخرى للوقوف إلى جانبها في هذه القضية، أمر لا يدعو إلى الارتياح لأن ذلك يعني مضاعفة اللاعبين في الساحة الليبية ولا شك أن ذلك سيزيد القضية تعقيدا، كما يجعل أمد حلها بعيدا، وذلك ليس في صالح الأمن القومي الجزائري، لأن عدم استقرار الأوضاع في ليبيا أو منطقة الساحل عموما، يرتد سلبا على الأوضاع داخل الجزائر، وقد رأينا كيف اشتد ساعد المعارضة في الساحل الإفريقي، كيفما كانت انتماءاتها الدينية والإيديولوجية بعد انهيار الدولة الليبية وتدفق السلاح على عناصرها، وقد شاهدنا ذلك عيانا في هجوم 16 يناير2013 على قاعدة تقنتورين البترولية في عين أمناس ذلك الهجوم الذي ما كان ليكون لولا اضطراب الأوضاع الأمنية في منطقة الساحل الإفريقي، وهاهي الأوضاع تعود للتوتر من جديد في هذه المنطقة فهاهي المعارضة المسلحة في مالي تشتد من جديد إلى درجة أن القوات الفرنسية لم تعد قادرة حتى على حماية نفسها من ضرباتها القوية، وهاهو الرئيس المالي يستجدي المجتمع الدولي لمساعدته على ضبط الأوضاع في بلاده والتي تكاد أن تنفلت من يديه.
ولعل مما يزيد أوضاع الساحل توترا، تمكن إسرائيل من التقرب من التشاد وإقامة علاقات معها ترتب عنها قيام الرئيس: إدريس ديبي بزيارة رسمية لإسرائيل في أواخر نوفمبر 2018.
وإذا علمنا أن إسرائيل تسعى لإقامة علاقات مع كل من النيجر ومالي فإن الأمر يدعو إلى الكثير من القلق لأن هذه الدول الثلاث التشاد ومالي والنيجر كلها لها حدود مشتركة مع الجزائر، ومعنى ذلك أن إسرائيل تسعى بلا ريب إلى محاصرة الجزائر والتضييق عليها.
وإذن فإن ما دفع الرئيس عبد المجيد تبون إلى الدعوة لانعقاد مجلس أمن الدولة، هو الحاجة إلى تأمين حدودنا مع الجوار، والتصدي للذين يحاولون خدمة مصالحهم على حساب الأمن القومي لبلادنا، ودعوته لانعقاد هذا المجلس دوريا ما هو إلا رسالة موجهة إلى هذه الأطراف نصها: أن من لم يلزم معنا حدوده فنحن على استعداد لأن ننهي وجوده…
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===