الفاعل
الفاعل:
- "تعريفه وأحكامه":
يقول ابن مالك:
الفاعل الذي كمرفوعي "أتى ... زيد" "منيرًا وجهه" "نعم الفتى"
الفاعل فهو: الاسم المسند إليه فعل على طريقة فعل أو شبهه، وحكمه الرفع.
أو هو الاسم "الذي" أسند إليه فعل تام أصلي الصيغة أو مؤول به "كمرفوعي" الفعل والصفة من قولك: "أتى زيدٌ منيرًا وجهه نعم الفتى" فكل من "زيد" و"الفتى" فاعل؛ لأنه أسند إليه فعل "تام" أصلي الصيغة، إلا أن الأول متصرف والثاني جامد، و"وجهه" فاعل؛ لأنه أسند إليه مؤول بالفعل المذكور وهو "منيرًا".
والمراد بالاسم ما يشمل الصريح نحو: قام زيدٌ، والمؤول بالصريح، نحو {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا}، أي: أو لم يكفهم إنزالنا، ونحو: يعجبني أن تقوم؛ أي: قيامك. والتقييد بالفعل يخرج المبتدأ، وبالتام، نحو: اسم "كان"، وبأصلي الصيغة النائب عن الفاعل، وذكر "أو مؤول به" لإدخال الفاعل المسند إليه صفة، كما مثل، أو مصدر، أو اسم فاعل، أو ظرف، أو شبهه.
وخرج ب المسند إليه فعل ما أسند إليه غيره نحو زيد أخوك أو جملة نحو زيد قام أبوه أو زيد قام أو ما هو في قوة الجملة نحو زيد قائم غلامه أو زيد قائم أي هو.
وخرج بقولنا على طريقة فعل ما أسند إليه فعل على طريقة فعل وهو النائب عن الفاعل نحو: ضُرِبَ زيدٌ.
تنبيه: للفاعل أحكام أعطى الناظم منها بالتمثيل البعض، وسيذكر الباقي:
- الحكم الأول: الرفع، وقد يجر لفظه بإضافة المصدر، نحو: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ} أو اسمه، نحو: "من قبلة الرجل امرأته الوضوءُ"، أو بـ"من" أو الباء.
والمبيح لذلك كله اعتمادهم على انفهام المعنى، وهم لا يجعلون ذلك قياسا، ولا يطردونه في كلامهم.
وقد يجر لفظ الفاعل بإضافة المصدر، نحو قوله تعالى: (ولولا دفع الله الناس) أو بإضافة اسم المصدر، نحو قوله عليه الصلاة والسلام: " من قبلة الرجل امرأته الوضوء ".
وقد يجر الفاعل بالباء الزائدة. وذلك واجب في أفعل الذي على صورة فعل الأمر في باب التعجب، نحو قوله تعالى: (أسمع بهم وأبصر) ونحو قول الشاعر:
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ...ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
وهو كثير غالب في فاعل " كفى " نحو قوله تعالى: (كفى بالله شهيدا) ومن القليل في فاعل كفى تجرده من الباء، كما في قول سحيم الرياحي:
عميرة ودع إن تجهزت غازيًا ....كفى الشيبُ والإسلام للمرء ناهيا
فقد جاء بفاعل " كفى " وهو قوله " الشيب " غير مجرور بالباء.
ويشذ جر الفاعل بالباء فيما عدا أفعل في التعجب وفاعل كفى، وذلك نحو قول الشاعر:
ألم يأتيك والأنباء تنمي... بما لاقت لبون بني زياد
فالباء في " بما " زائدة، وما: موصول اسمي فاعل يأتي، في بعض تخريجات هذا البيت.
وقد يجر الفاعل بمن الزائدة إذا كان نكرة بعد نفي أو شبهه، نحو قوله تعالى: (ما جاءنا من بشير) والفاعل حينئذ مرفوع بضمة مقدرة على الراجح، فاحفظ ذلك كله.
والمراد بشبه الفعل المذكور:
- اسم الفاعل نحو: أقائمٌ الزيدان.
- والصفة المشبهة نحو: زيدٌ حسنٌ وجهُهُ.
- والمصدر نحو: عجبتُ من ضربِ زيدٍ عمرًا.
- واسم الفعل نحو: هيهات العقيقُ.
- والظرف والجار والمجرور نحو: زيد عندك أبوه أو في الدار غلاماه.
- وأفعل التفضيل نحو: مررت بالأفضل أبوه، فأبوه مرفوع بالأفضل وإلى ما ذكر أشار المصنف بقوله (كمرفوعي أتى...) الخ.
والمراد بالمرفوعين ما كان مرفوعا بالفعل أو بما يشبه الفعل كما تقدم ذكره، ومثل للمرفوع بالفعل بمثالين:
أحدهما: ما رفع بفعل متصرف نحو: أتى زيدٌ.
والثاني: ما رفع بفعل غير متصرف نحو، نعم الفتى.
ومثل للمرفوع بشبه الفعل بقوله (منيرًا وجهُهُ) .