يتذكر المسلمون والعرب في كل ثلاثين من شهر ديسمبر حادثة اغتيال الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين شنقا من طرف شيعة العراق وأمام صمت بقية الطوائف وكل دول العالم، وتزامنا مع بث مزيد من التسجيلات التي أبانت بأن الرجل تقدّم إلى المشنقة رافع الرأس، قارئا للشهادتين، مما صغّر منفذي الإعدام، فإن العراقيين صاروا لا يجدون أي حرج بما في ذلك شيعتهم من رثاء زمن صدام حسين، عندما كانت كلمة عراقي، جواز سفر لدخول أي بلد فاضل وشهم، وكانت العراق موحّدة لا فتنة فيها ولا شقاق ولا نفاق.
وإذا كان حُكم صدام قد انهار في 2003 وتم إعدام الرئيس في 2006 قبل ظهور وسائط التواصل الاجتماعي، فإن الحال تغيّر الآن وصار العراقيون يجدون نافذة تواصل مع العالم الخارجي، ليتأسفوا على الحالة التي بلغها بلد الحضارة منذ أن انهار النظام السابق بأيد أجنبية مصّت ثرواته وبأيد داخلية ساهمت في تمزيق نسيجه، فتحوّل العراق من بلد التاريخ والماضي والحاضر، إلى بلد من دون مستقبل.
كما أقيمت مجالس عزاء وتذكر افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي في كل الدول العربية، بين باك على صدام ومتحسّر على ضياع العراق الذي ينام على لون النار وصوت التفجيرات. وحتى الشيعة الذين حلموا بتهديم مدائن صدام حسين، افتقدوا الأمن في منازلهم في النجف وكربلاء. وتبادل المعزون في العالم العربي أشهر صور صدام حسين وأشهر ما قاله وما فعله في حياته، كقائد للعراق، وقاموا بعدها ببث صور الدمار والفقر والأوبئة الأخلاقية التي نسفت صورة الماجدات العراقيات والنشامى من رجال العراق.
ومن سوء حظ الأمريكان وأذيالهم أن اختيار توقيت إعدام صدام حسين قبيل ساعات من رأس السنة المسيحية وفي أول أيام عيد الأضحى المبارك، انقلب على الفاعلين، حيث أصبح صدام حسين الرجل الوحيد في تاريخ البشرية الذي يحتفل الناس بيوم وفاته مرتين في السنة، الأولى تزامنا مع عيد الأضحى المبارك وفقا للتأريخ الهجري الإسلامي، ومرة ثانية في الثلاثين من شهر ديسمبر وفقا للتاريخ الميلادي المسيحي، لكن ما يجتمع عليه العراقيون ويتفق معهم العالم، أن ما وعدت به أمريكا عندما غزت العراق عن نقلها للديمقراطية والحرية، كان مجرد سراب. ب. ع
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.